«حزم» الصمود يعانق الصعود

لاعبو الحزم يحتفلون بعودتهم إلى دوري الأضواء (الشرق الأوسط)
لاعبو الحزم يحتفلون بعودتهم إلى دوري الأضواء (الشرق الأوسط)
TT

«حزم» الصمود يعانق الصعود

لاعبو الحزم يحتفلون بعودتهم إلى دوري الأضواء (الشرق الأوسط)
لاعبو الحزم يحتفلون بعودتهم إلى دوري الأضواء (الشرق الأوسط)

سجل فريق الحزم عودة سريعة إلى دوري المحترفين السعودي، بعد أن قضى موسماً «اضطرارياً» في دوري الدرجة الأولى رتب من خلاله أوراقه ليعود إلى موقعة بين الكبار.
وجاء تأهل الحزم بعد أن حقق فوزاً كبيراً على مستضيفه الساحل بأربعة أهداف لهدفين في المباراة التي أقيمت على ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية بالراكة.
وتلقى رئيس النادي عبد الله المقحم مباركة الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم بمناسبة عودة الحزم إلى دوري المحترفين، فيما بارك المقحم لأمير القصيم ونائبه الأمير فهد بن تركي ومحافظ الرس حسين العساف وأهالي منطقة القصيم ومحافظة الرس وعشاق النادي بمناسبة الإنجاز.
ولم يكن الصعود السريع مجدداً إلى دوري المحترفين سوى تأكيد على العمل الكبير الذي جرى منذ إعلان الهبوط لدوري الأولى، حيث جهزت الإدارة برئاسة الشاب عبد الله المقحم الفريق بالصورة الأمثل من خلال الاحتفاظ بأفضل العناصر من اللاعبين المحليين والأجانب الذين وجدوا معه في دوري المحترفين في سنوات مضت وكذلك تطعيم صفوف الفريق بلاعبين من أصحاب الخبرة والتجربة في دوري الدرجة الأولى مثل «جهاد الزويد وعثمان باتوا وغيرهم من الأسماء، وإن كان هناك استغناء مؤقت عن هداف الفريق السابق السويدي كارلوس ستراندبيرغ الذي تمت إعارته لنادي أبها وقدم معه مستوى كبيراً وبات منافساً على صدارة هدافي دوري المحترفين لهذا الموسم.
كما تم التنازل عن عقد اللاعب المغربي إدريس فتوحي للأهلي بعد الهبوط. وبلغة الأرقام سجل الحزم أفضل الأرقام لفريق صاعد لدوري المحترفين بعد أن جمع «79 نقطة» من 32 مباراة ليتجاوز بذلك الرقم النقطي التاريخي المسجل باسم فريق الباطن، وسجل لاعبوه 72 هدفاً متفوقين على القادسية أيضاً فيما لم تدخل شباك الفريق سوى «26 هدفاً» ولم يتعرض الفريق سوى لـ«3 خسائر» فقط، وذلك قبل الختام بـ«6 جولات» وليكون الفريق موعوداً بالمزيد من التوسع في الأرقام ويصعب المهمة أمام أي فريق يطمح مستقبلاً في تحطيم الأرقام التي سجلت باسمه.
ومن جملة المكاسب التي تحققت للحزم كانت هناك مكاسب شخصية للمدرب التونسي محمد دحام الذي قاد الفريق لتسجيل أفضل الأرقام بعد أن أخفق في الموسم الماضي في قيادة فريقه السابق «البكيرية» لتحقيق حلم الصعود لدوري المحترفين بعد أن كان من أفضل الفرق إلا أنه تراجع في الجولات الحاسمة، حيث كان دحام من أكثر الحزماويين سعادة بهذا الصعود الذي يعد المنجز الأكبر له في مسيرته التدريبية.
على الصعيد الفني، كان الفريق هو الأفضل والمتمسك بزمام الصدارة وكان العزم على الصعود سريعاً واضحاً من أول مباراة له أمام عرعر والفوز بهدفين قبل التفوق على الطائي بالثلاثة ومن ثم الخليج بالأربعة وهذه النتائج في بداية المشوار أثبتت أن الحزم لا يريد أن يتأخر في حصد النقاط ويدخل نفسه في الحسابات حتى الجولات الأخيرة بل إنه يريد الحسم سريعاً وهذا ما تحقق.
ورغم أن كل المؤشرات أكدت أن الحزم أقوى المرشحين فإن رئيس النادي عبد الله المقحم تحفظ في حديث لـ«الشرق الأوسط» على التأكيد بأن فريقه سيحسم الصعود مبكراً بعد أن أنقضى ثلثا دوري الأولى، وشدد على أنهم لا يمكن أن يحتفلوا قبل الحسم بشكل مؤكد، مما يعكس حالة الجدية والعمل الكبير في النادي بشكل عام والفريق الأول لكرة القدم بشكل خاص.
ويحمل الحزم إرثاً كبيراً في دوري المحترفين حيث يمثل صعوده «الثالث» وحقق خلال السنوات التي وجد فيها بين الكبار التي بلغت خمسة مواسم سابقة، نتائج مميزة أبرزها الفوز على الهلال في الرياض والمساهمة في تراجعه عن التقدم في الصدارة حينها قبل عامين.
كما أنه فاز على النصر وأوقف تقدمه أيضاً الموسم الماضي، وهو نفس الموسم الذي هبط فيه حيث كان النصر قبلها حامل اللقب.
ولا تقتصر نتائج الحزم والانتصارات التاريخية التي حققها على النصر والهلال في الرياض، بل إنه تفوق على جميع الفرق المصنفة ضمن الكبار إلا أنه خسر مباريات مع فرق تتساوى معه في المستوى الفني أو الطموح مما جعله يصارع على البقاء لعدة مرات، حيث اضطر العام قبل الماضي إلى خوض فاصلتين ضد الخليج ولم يحسم بقاءه بدوري المحترفين إلا من خلال الركلات الترجيحية، فيما هبط في الموسم الذي يليه.
ويمكن أن تستفيد الإدارة من السلبيات التي حصلت في الفترة الماضية من أجل أن يبقى الفريق في المكان الذي يناسبه بين الكبار والعمل على كسب المباريات للفرق التي تحمل نفس المستويات والإمكانيات والطموح على اعتبار أن المقياس في الدوري هو الحصاد النقطي.
وبين المقحم أن تحقيق الهدف كان وراءه عمل كبير حيث لم تتوانَ الإدارة عن العمل منذ الأسبوع الأول للهبوط المرير لدوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، حيث تم بحث كل احتياجات الفريق والاحتفاظ بالأسماء التي كان الحزم بحاجتها وتدعيم الصفوف بأسماء من اللاعبين من ذوي الخبرة والقدرات الفنية العالية، وكذلك التعاقد مع جهاز فني مميز وطموح بقيادة التونسي محمد دحام.
وأشاد المقحم بالعمل الكبير في مجلس إدارة النادي حيث كان الجميع على قلب رجل واحد مما أسهم في تسجيل الصعود مرتين في عهد هذه الإدارة حيث كان الصعود الأول موسم «2017 - 2018» فيما جاء الصعود الثاني «2020 - 2021»، وهذا يؤكد حجم العمل الذي تم من قبل الأعضاء وكافة العاملين. ولم تنتهِ مهمة الحزم بالصعود، بل إن الهدف التالي هو حصد درع الأولى والمكافأة المالية المخصصة لذلك، خصوصاً أنه يتصدر بفارق «9 نقاط» عن الفيحاء الأقرب لمرافقته في رحلة العودة بعد أن هبطا سوياً في النسخة الماضية من الدوري.


مقالات ذات صلة

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

رياضة سعودية استعرض فريق العمل النتائج التي توصل لها في المرحلة الخامسة (الاتحاد السعودي)

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

كشف فريق عمل مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية عن بلوغ نسبة الإنجاز 81 في المائة حتى الآن، إذ تم توثيق 103 أعوام من تاريخ كرة القدم السعودية.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو في مهمة قيادة النصر نحو فوز آسيوي جديد (تصوير: نايف العتيبي)

الأهلي والنصر لاقتناص نقاط العين والغرافة «آسيوياً»

يتطلع الأهلي السعودي لمواصلة رحلة انتصاراته في «دوري أبطال آسيا للنخبة» والاقتراب أكثر من اقتناص بطاقة العبور نحو الدور الثاني بصورة رسمية، وذلك عندما.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية لاعبو الخليج يحييون جماهيرهم عقب الفوز التاريخي (تصوير: عيسى الدبيسي)

رئيس الخليج لـ «الشرق الأوسط» : أطحنا الهلال بخطة الرجل «الشجاع»

قال المهندس علاء الهمل، رئيس نادي الخليج، إن فوز فريقه التاريخي على الهلال في الدوري السعودي للمحترفين، لن يدفعهم إلى رفع سقف التوقعات بشكل عاطفي، بل يجعلهم.

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية مدرب الفتح قال إن لاعبيه قدّموا ما عليهم في المباراة رغم الخسارة (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الفتح: فخور رغم الخسارة

أكد ينز غوستافسن، مدرب الفتح، أن فريقه عمل جاهداً لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية أمام الاتحاد، ولكنه خسر في نهاية المطاف.

نواف العقيل (جدة )
رياضة سعودية فابينهو محتفلاً بهدفه في مرمى الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)

الدوري السعودي: الصدارة تعود للاتحاد بثنائية فابينهو وعوار

اعتلى الاتحاد صدارة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين مع نهاية الجولة الـ11، بعد انتصاره على ضيفه الفتح بثنائية فابينهو وحسام عوار.

نواف العقيل (جدة)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟