تركيا: حذرنا جماعة «الإخوان» من الإدلاء بتصريحات متطرفة ضد مصر

رفضت تصنيفها تنظيماً إرهابياً... ومقترح بإعادة تشكيل لجنة الصداقة البرلمانية

جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

تركيا: حذرنا جماعة «الإخوان» من الإدلاء بتصريحات متطرفة ضد مصر

جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحافي في أنقرة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده حذرت مَن يدلون بتصريحات متطرفة ضد مصر من داخل تركيا، في أول تصريح رسمي بشأن الإجراءات التي تتخذها أنقرة بشأن «الإخوان المسلمين» وقياداتهم ومؤسساتهم وغيرهم من المحسوبين على المعارضة المصرية في تركيا مع بدء انطلاق مرحلة تطبيع العلاقات.
وأقر جاويش أوغلو، علناً للمرة الأولى، بأن بلاده وجّهت تحذيرات حاسمة لبعض المعارضين المصريين، لا سيما مَن يدلون بخطابات وتصريحات متطرفة ضد مصر، قبل بدء خطوات التطبيع.
وبشأن القيود التي فُرضت على القنوات التلفزيونية الناطقة باسم «الإخوان» التي تنطلق من إسطنبول، أضاف جاويش أوغلو في مقابلة تليفزيونية ليل الثلاثاء - الأربعاء: «أرى بعض التعليقات هنا وهناك حول هذا الموضوع، وأقاويل من قبيل هل تبيع تركيا المعارضة المصرية. هناك بعض المعارضين الذين وجّهنا إليهم التحذيرات اللازمة، لا سيما مَن يفرطون في الخطاب المتطرف ضد مصر».
وتابع: «طلبنا ممن ينتهج خطابات ذات نبرة حادة داخل المعارضة المصرية في تركيا ضبط الخطاب الإعلامي قبل البدء في خطوات التطبيع. تركيا تتعامل بحذر مع الخطابات المتطرفة ذات النبرة الحادة التي لا يمكن أن تقبل بها الدول الصديقة أو التي ستصبح صديقة، وليس من أجل مصر فقط».
واعتبر جاويش أوغلو أن علاقات تركيا مع بلد ما «لا ترتبط بآيديولوجية أو حركة أو حزب سياسي أو شخص معين»، مشيراً إلى أن أنقرة «تعارض إعلان مصر جماعة الإخوان المسلمين حركة إرهابية... فنحن نرى أنها حركة سياسية تحاول الوصول إلى السلطة من خلال الانتخاب».
كان القضاء المصري قد حظر نشاط «الإخوان» وجمّد أموالها، منذ 8 سنوات، قبل أن تصنّفها السلطات في ديسمبر (كانون الأول) 2013 «منظمة إرهابية»، بعد 4 أشهر من اعتقال مرشدها محمد بديع.
وجدد جاويش أوغلو تأكيد استمرار خطوات تطبيع العلاقات مع مصر وأن لقاءً سيُعقد على مستوى نواب وزيري الخارجية في الأسبوع الأول من مايو (أيار) المقبل في القاهرة بناءً على طلب مصر، وأنه سيلتقي لاحقاً نظيره المصري سامح شكري، ويبحث معه تعيين السفراء وسبل الارتقاء بالعلاقات إلى نقطة أفضل في المستقبل.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه «عادةً إذا كنت تتفق مع دولة، سواء كانت مصر أو غيرها، على تعيين سفير، فسيحدث هذا في وقت واحد متزامن، عندما تصل العلاقات إلى نقطة معينة، عندها لا ينبغي أن تكون هناك مشكلة في تعيين السفراء».
وذكر جاويش أوغلو أنه سبق أن التقى شكري خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019، و«لكن لم تكن الظروف مواتية حينها، وقد تحسنت الآن»، لافتاً إلى أنه «تم الاتفاق في ذلك الوقت، من حيث المبدأ على ألا يكون بعضنا ضد بعض (مصر وتركيا) وبخاصة في المنصات الدولية».
وعن التغير في السياسة الخارجية لتركيا، قال جاويش أوغلو إن «العالم يتغير بسرعة... مجال السياسة الخارجية يتغير بسرعة، وفي مواجهة هذه التطورات هناك حاجة لتغييرات في السياسة الخارجية. يجب أن نكون رواد أعمال، ويجب أن نجد حلولاً للنزاعات. يجب أن تكون تركيا وسيطاً. تعود نجاحاتنا في الوساطة إلى النهج الصادق والمتوازن».
ولفت إلى أن مصر «تعرف أننا إذا وقّعنا اتفاقية معها بشأن الحدود البحرية فستحصل على 40 ألف كيلومتر مربع إضافية على الأقل في شرق المتوسط... مصر تحترم جرفنا القاري وحدودنا. يرى بعضنا بعضاً من أرض إلى أخرى. نتفاوض على مثل هذا الاتفاق. إذا تمكنّا من الاتفاق فسنوقّع مع مصر وستستفيد من شرق المتوسط واتفاقيات ترسيم الحدود».
وتابع جاويش أوغلو أن بلاده ومصر «كانتا على طرفي نقيض بالنسبة لليبيا في الماضي، كما دعمت مصر وبعض الدول قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ونحن لا نعدّ ليبيا منطقة تنافس مع مصر أو دول أخرى، ولا ينبغي لأحد أن ينظر إلى ليبيا على أنها منطقة منافسة. من الآن فصاعداً نحن على استعداد للعمل مع الجميع في ليبيا مع الإدارة الجديدة».
ووصف نظيره المصري بأنه «صديق إيجابي واسع الاطلاع والمعرفة، وتحدثنا عمّا يمكن أن نفعله. هو صديق يمكننا العمل معه بسهولة وراحة».
وعن العلاقات الاقتصادية المتبادلة بين مصر وتركيا، أشار جاويش أوغلو إلى أن مصر هي أكبر شريك تجاري لبلاده في القارة الأفريقية، متسائلاً: «هل عندما تتدهور العلاقات مع دولة ما قليلاً، يجب أن نتجاهل مصالح شركاتنا في التجارة وغيرها من المجالات في ذلك البلد؟».
في السياق ذاته، أعلن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم بولنت توران، أول من أمس، تقديمه مقترحاً للبرلمان من أجل إعادة تشكيل مجموعة صداقة برلمانية مع مصر.
وأكد رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، أهمية تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية بين تركيا ومصر وأنها ستعود بالنفع على كلا البلدين، مشيراً في تصريحات، أمس، إلى أن «الدبلوماسية البرلمانية تحتل أهمية خاصة في تحسين العلاقات بين البلدين». وأضاف أن رئاسة البرلمان أدرجت مقترح «العدالة والتنمية» بخصوص تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية مع مصر، على أجندة الجمعية العامة للبرلمان.


مقالات ذات صلة

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

أوروبا العلم الألماني في العاصمة برلين (أ.ب)

ضبط أجهزة كومبيوتر محمولة وأموال خلال مداهمة مقرّ جمعية إسلامية محظورة بألمانيا

صادرت الشرطة الألمانية أجهزة كومبيوتر محمولة وأموالاً، خلال عمليات مداهمة استهدفت جمعية إسلامية تم حظرها حديثاً، ويقع مقرّها خارج برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية إردوغان استقبل السيسي في مطار أنقرة في إسطنبول (من البث المباشر لوصول الرئيس المصري) play-circle 00:39

السيسي وصل إلى أنقرة في أول زيارة لتركيا

وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها لتركيا منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوات من الأمن بميدان التحرير في القاهرة (أ.ف.ب)

مصر: توقيف المتهم بـ«فيديو فيصل» وحملة مضادة تستعرض «جرائم الإخوان»

أعلنت «الداخلية المصرية»، الثلاثاء، القبض على المتهم ببث «فيديو فيصل» الذي شغل الرأي العام، مؤكدة «اعترافه» بارتكاب الواقعة، بـ«تحريض» من عناصر «الإخوان».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الإعلامي بقناة «الشرق» الإخوانية عماد البحيري تم توقيفه بسبب التهرب الضريبي (من حسابه على  «فيسبوك»)

تركيا توقف إعلامياً في قناة إخوانية لتهربه من الضرائب

أحالت السلطات التركية، (الخميس)، المذيع بقناة «الشرق» المحسوبة على «الإخوان المسلمين»، عماد البحيري، إلى أحد مراكز التوقيف بدائرة الهجرة في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة )
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون (د.ب.أ)

الجزائر: فصيل «الإخوان» يرشح الرئيس تبون لعهدة ثانية

أعلنت حركة البناء الوطني (فصيل الإخوان في الجزائر)، الجمعة، عن ترشيحها الرئيس عبد المجيد تبون للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 7 سبتمبر المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.