اشتباكات في القامشلي بين موالين للنظام السوري والأكراد

تركيا تحتج لدى السويد بسبب استقبالها قياديين في «قسد»

مقاتلون أكراد خلال اشتباكات مع «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري في القامشلي أمس (وكالة نورث برس)
مقاتلون أكراد خلال اشتباكات مع «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري في القامشلي أمس (وكالة نورث برس)
TT

اشتباكات في القامشلي بين موالين للنظام السوري والأكراد

مقاتلون أكراد خلال اشتباكات مع «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري في القامشلي أمس (وكالة نورث برس)
مقاتلون أكراد خلال اشتباكات مع «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري في القامشلي أمس (وكالة نورث برس)

تصاعدت حدة الاشتباكات بين «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام السوري و«قوات الأمن الداخلي» (أسايش) في منطقة موالية للنظام السوري بالقامشلي، في وقت استدعت فيه وزارة الخارجية التركية سفير السويد في أنقرة، ستيفان هيرستروم، للاحتجاج على تواصل وزيرين في حكومة بلاده مع قياديين في تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الذي تعده تركيا تنظيماً إرهابياً.
وبعد هجوم شنه مسلحو «الدفاع الوطني» على نقطة عسكرية تابعة لقوات «الأسايش»، أسفر عن مقتل مسؤول عسكري، استخدم الطرفان أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية، إضافة إلى الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وتمكنت «الأسايش» من السيطرة على الشارع الرئيسي بحارة «الطي»، وأطبقت السيطرة النارية على حي «حلكو» المجاور، وسيطرت على نقاط وحواجز تابعة لعناصر «الدفاع الوطني» بمحيط المنطقة.
وقال الناطق الإعلامي لـ«قوات الأمن الداخلي»، علي الحسن، إن أحد عناصر «الدفاع الوطني» أطلق النار على حاجز لقواتها عند دوار الوحدة، ويقع في مركز القامشلي، وهو ما «أسفر عن مقتل أحد أعضاء قواتنا متأثراً بجراحه التي أصيب بها»، وحمل «الدفاع الوطني» مسؤولية ضرب حالة الاستقرار والأمن، وأضاف أن قوات «الأسايش» لن تتوانى «لحظة واحدة في القضاء على كل محاولات الميليشيات لاستهداف نقاطنا الأمنية وبث الفتنة وزرع الفوضى بالمنطقة».
وتجددت الاشتباكات، مساء الثلاثاء - الأربعاء، بعد استقدام قوات «الأسايش» تعزيزات عسكرية ومؤازرات من «قوات التدخل السريع» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» إلى المنطقة، وشنت هجوماً واسعاً على حارة طي، واعتقلت عدداً من عناصر «الدفاع الوطني»، وسيطرت على حواجز الحي، وبسطت سيطرتها النارية على حي حلكو، مع انسحاب عناصر «الدفاع الوطني» لصالح «الأسايش».
ومن جانبه، قال صالح مسلم، عضو الهيئة الرئاسية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» السوري، إن هجمات «قوات الدفاع الوطني» كانت عبارة عن «لعبة من روسيا، ومن الحكومة، هدفها كسب التأييد الشعبي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية». وأضاف: «هذا الهجوم مفتعل، ولا نستبعد أن يكون لروسيا يد فيه، لضرب استقرار المنطقة، ولن يكون الأخير»، مشيراً إلى أن مساعي موسكو ودمشق تهدف إلى ضرب الأمن والاستقرار، وبث الفوضى والذعر بين الناس، ومن ثم «ترهيب الأهالي، ومحاولة إثبات وجودهما؛ لقد بات الأمر معروفاً: ستفتعلان المشكلات، ثم تتدخل روسيا بوساطة... هذا الأمر يتم بشكل متعمد، وهو تصرف لا أخلاقي».
ولفت إلى أن هذه الهجمات تهدف إلى كسب التأييد الشعبي لصالح النظام قبيل الانتخابات، مؤكداً أن «إعلان موعد الانتخابات الرئاسية له علاقة بهذا الهجوم الذي يهدف لكسب التأييد الشعبي، وزيادة عدد الأصوات، فهذه الجهتان تعدان للانتخابات عبر القمع، ولا نستبعد شن عملية عسكرية بهدف إثبات وجودهما». واتهم روسيا بالوقوف خلف هذا التوتر، وربطه بالتحركات الروسية في بلدتي عين عيسى بالرقة والشهباء بحلب. وتابع مسلم حديثه ليقول: «كانوا ينسحبون بهدف الحصول على تنازلات من الإدارة وقواتها العسكرية. فبعد هذه التصرفات، لم يعد الأهالي يثقون بروسيا ولا بحكومة دمشق، وقواتنا ليست ضعيفة، ويمكنها التصدي لهذه الألاعيب».
وعلى صعيد آخر، قالت مصادر دبلوماسية تركية إنه جرى استدعاء السفير السويدي، مساء الثلاثاء، وإبلاغه انزعاج أنقرة جراء اللقاءات العلنية المتزايدة بين مسؤولين سويديين وقيادات «قسد» و«مجلس سوريا الديمقراطية» اللتين ترى تركيا أنهما امتداداً لحزب العمال الكردستاني (المصنف لديهما بصفته منظمة إرهابية) في سوريا.
وأضافت المصادر أنه جرى تذكير السفير السويدي بأن الأشخاص الذين تحاورهم السويد هم أعضاء في «العمال الكردستاني» المصنف منظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي أيضاً، وتم إبلاغه بإدانة تركيا الشديدة للقاء وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست مع قياديين في «قسد» و«مجلس سوريا الديمقراطية» عبر اتصال مرئي، عقب لقاءات مماثلة لوزيرة الخارجية السويدية آن ليندي.
وبحسب المصادر، أكدت الخارجية التركية للسفير هيرستروم أن هذه «السياسة الخطيرة» للسويد تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، فضلاً عن كونها تمثل دعماً للجهات التي تستهدف وحدة أراضي سوريا وأمن تركيا، وتلحق ضرراً كبيراً بالعلاقات بين تركيا والسويد.
ودعت الخارجية التركية السلطات السويدية إلى التوقف عن دعم ما وصفتها بـ«التنظيمات الإرهابية»، وبذل الجهود من أجل وحدة تراب سوريا، وتحقيق الاستقرار الدائم في هذا البلد، مشددة على أنها ستواصل بكل حزم مكافحتها تلك التنظيمات.
وأعلنت تركيا رفضها انتخابات الرئاسة السورية، المقررة في 26 مايو (أيار) المقبل، وأكدت أنها بلا شرعية، كونها تجرى من جانب النظام الذي لا يرغب في الحل السياسي في البلاد، ولا يعترف بها أحد. وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن انتخابات الرئاسة التي ينظمها النظام وحده في سوريا تفتقر إلى الشرعية، مضيفاً: «لا شرعية للانتخابات التي ينظمها النظام وحده في سوريا، ولا أحد يعترف بها».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».