اقتحامات للأقصى ومنع خطيب المسجد من السفر

فلسطينيون يبرزون أوراقهم الثبوتية عند حاجز قلنديا قبل توجههم إلى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى (رويترز)
فلسطينيون يبرزون أوراقهم الثبوتية عند حاجز قلنديا قبل توجههم إلى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى (رويترز)
TT

اقتحامات للأقصى ومنع خطيب المسجد من السفر

فلسطينيون يبرزون أوراقهم الثبوتية عند حاجز قلنديا قبل توجههم إلى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى (رويترز)
فلسطينيون يبرزون أوراقهم الثبوتية عند حاجز قلنديا قبل توجههم إلى صلاة الجمعة في المسجد الأقصى (رويترز)

اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى، أمس (الثلاثاء)، في مشهد متكرر يومياً منذ بداية شهر رمضان، يتحول إلى اشتباكات ليلية مستمرة في منطقة باب العامود في القدس.
وقالت دائرة الأوقاف، إن 261 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك، الثلاثاء، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحات الأقصى. وكان عشرات من المستوطنين اقتحموا المسجد أيضاً يوم الاثنين.
وأدت الاقتحامات المتكررة في رمضان إلى استفزاز مشاعر المسلمين ما فجّر مواجهات ليلية في القدس. وفي وقت متأخر الاثنين، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم السابع على التوالي، المواطنين الخارجين من صلاة التراويح بالمسجد الأقصى قرب باب العامود.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والمياه العادمة صوب المواطنين ومعظمهم من المصلين، وذلك في باب العامود ومحيطه، وفرّقتهم بالقوة، واعتدت على بعضهم بالضرب ونفذت عمليات ملاحقة لهم.
وفي إطار التصعيد في القدس، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، من السفر خارج فلسطين 4 أشهر. وقال بيان لمكتب خطيب الأقصى، إن مخابرات الاحتلال سلّمت الشيخ عكرمة صبري قراراً يقضي بمنعه من السفر مدة 4 أشهر، بأمر من وزير الداخلية الإسرائيلي، الحاخام آريه درعي.
ولم يوضح البيان سبب قرار المنع، كما لم يصدر بيان رسمي إسرائيلي بهذا الشأن.
من جانبه، وصف الشيخ صبري، في مقطع متلفز قرار منعه من السفر بـ«التعسفي». وأضاف «نحن مرابطون في فلسطين، ولن نغادرها أصلاً، ونقول للاحتلال هذه القرارات لن تفت في عضدنا ولن تضعف من عزائمنا، ومواقفنا إيمانية ثابتة لأننا أصحاب حق شرعي في هذه الديار».
وفي 26 مارس (آذار) الماضي، أصدرت السلطات الإسرائيلية، قراراً بمنع الشيخ صبري، من السفر لمدة شهر قابلة للتمديد. وسبق للسلطات الإسرائيلية أن اعتقلته، مرات عدة، ومنعته لأشهر من الدخول إلى المسجد الأقصى.
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد الاستيطاني بكل أشكاله، وقالت إن التصعيد الاستيطاني ومخاطره في صلب جولة الوزير رياض المالكي الأوروبية.
كما أكدت فصائل «المقاومة الفلسطينية» التي تضم أيضاً «حماس» و«الجهاد والإسلامي»، أمس، أنها تتابع «ببالغ الأهمية ما يجري في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، من اقتحامات متكررة من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين والاعتداء على المصلين ومنع الأذان في المسجد الأقصى». وهددت الفصائل في مؤتمر صحافي في غزة، بأنها «لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الإجراءات»، محذرة الاحتلال من اختبار صبرها اتجاه المسجد الأقصى والقدس.
وقال مؤمن عزيز متحدثاً باسم الفصائل في المؤتمر، إن هذه الإجراءات محاولة يائسة للتهويد وتغيير الواقع الفلسطيني في المدينة المقدسة؛ ما يستوجب إجراء الانتخابات بمراحلها الثلاث. وأضاف، أنه مع «تأكيدنا الشديد على ضرورة إجرائها في القدس وفرضها على الاحتلال، لتكن الدعاية الانتخابية والتصويت في القدس ساحة من ساحات المواجهة».
وتوجه المتحدث بالتحية إلى الشعب الفلسطيني المنتفض في القدس وعلى بوابات الأقصى، داعياً «لتصعيد الهبة الجماهيرية حتى تصل إلى انتفاضة عارمة تجتاح الضفة والقدس والداخل المحتل».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.