الخلاف القضائي ينتقل إلى الشارع اللبناني... وإشكال أمام قصر العدل

الجيش يفصل بين متظاهرين أمام قصر العدل (الوكالة المركزية)
الجيش يفصل بين متظاهرين أمام قصر العدل (الوكالة المركزية)
TT

الخلاف القضائي ينتقل إلى الشارع اللبناني... وإشكال أمام قصر العدل

الجيش يفصل بين متظاهرين أمام قصر العدل (الوكالة المركزية)
الجيش يفصل بين متظاهرين أمام قصر العدل (الوكالة المركزية)

شهدت ساحة قصر العدل في بيروت، أمس (الاثنين)، إشكالاً بين متظاهرين مقربين من «التيار الوطني الحر» وآخرين مقربين من «تيار المستقبل»، وذلك على خلفية السجال القضائي المتعلق برفض المدعية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون تنفيذ قرار للنائب العام التمييزي في لبنان القاضي غسان عويدات بكف يدها عن عدد من الملفات كانت تعمل عليها.
وانتقل الخلاف القضائي الذي اتخذ طابعاً سياساً إلى الشارع؛ إذ تجمع عدد من المتظاهرين أمام قصر العدل تزامناً مع اجتماع استثنائي لمجلس القضاء الأعلى لبحث الوضع القضائي، واضطر الجيش إلى الفصل بين مناصري القاضية عون المقربة من فريق رئيس الجمهورية السياسي، وبين مناصري عويدات المقرب من «تيار المستقبل»، لا سيّما بعد حصول إشكال تطوّر إلى تضارب مما أدّى إلى سقوط جريح.
وكان القاضي عويدات اتخذ الجمعة الماضي قراراً يقضي بتعديل توزيع الأعمال لدى النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وحصرها في ثلاثة محامين عامين ليس بينهم القاضية عون، فما كان من الأخيرة وبعد ساعات قليلة على القرار، إلا أن دخلت بحماية عناصر أمن الدولة مكاتب شركة للصيرفة سبق أن ادعت عليها بجرم المضاربة على الليرة اللبنانية، طالبة تسليم «داتا» المعلومات العائدة للشركة.
وعادت عون ودهمت في اليوم التالي مرّة أخرى شركة الصيرفة بمؤازرة عدد من المؤيدين لها، في خطوة وصفت بأنّها تمرد على قرار مجلس القضاء الأعلى الذي كان طلب من عويدات ومن رئيس هيئة التفتيش القضائي اتخاذ الإجراءات بحق القاضية عون وذلك ضمن نطاق اختصاص كل منهما.
ويؤكد عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار أن اللجوء إلى الشارع أمر مرفوض جملة وتفصيلا، وأن «المستقبل» لم يدع مناصريه إلى التحرك لدعم عويدات في الشارع، عادّاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «طريقة أداء القاضية عون وإصرارها على النزول بهذه الطريقة الفوضوية المهينة للقضاء إلى شركة الصيرفة ومعها عدد من المؤيدين لها، قد تكون استفزت الشارع الآخر، ما أدى إلى نزوله» أمس.
ورأى الحجار أن المشهد أمس أمام «العدلية» ما هو إلا «انعكاس لتحلل الدولة والسير نحو الانهيار الكبير الذي يسرّع فيه أداء رئيس الجمهورية الذي لم يرتض أن يكون حكماً بين اللبنانيين، وأصر أن يكون طرفاً، وهذا ما بدا واضحاً في ظل عدد من الملفات؛ أبرزها التعنت في موضوع الحكومة التي تعدّ خلاص لبنان الوحيد من الانهيار».
وفي حين رأى الحجار أن القاضية عون ما كانت لتقوم بما قامت به «لولا أنها مدعومة بشكل مباشر أو غير مباشر من رئيس الجهورية وتياره السياسي»، عدّ أن «هذا الفريق السياسي دائماً يحاول ويصر على أخذ أي سجال أو أي أمر إلى منحى طائفي لشدّ العصب حوله، لذلك قام بتصوير ما حصل على أنه خلاف بين قاض مسيحي (عون) وآخر مسلم سني (عويدات)، مع العلم أن عويدات ليس هو من اتخذ القرار؛ بل المجلس الأعلى للقضاء بالإجماع».
بدوره، يؤكد مصدر في «التيار الوطني الحر» أن «التيّار» لم يدع على الصعيد الرسمي إلى أي تحرك في الشارع لمناصرة القاضية عون، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أن «هناك مجموعة مقرّبة من (التيار) وليس لها أي صفة هيكلية فيه تدعى (الحرس القديم) هي من دعت للتحرك».
ورأى المصدر أن «من يتحمل مسؤولية وضع شارع بوجه شارع في هذا الموضوع هو من نزل بوجه المؤيدين للقاضية عون؛ إذ إن (الحرس القديم) دعوا أولاً إلى التحرك وبشكل علني، فمن عاد ونزل وهو يعلم بوجود شارع فهو من أراد وضع الناس بوجه بعضهم البعض»، مؤكداً أن «(التيّار) وانطلاقاً من حرصه على السلم الأهلي لم يدع بشكل رسمي، ولكنّه يرى أنه من واجب الشعب اللبناني كله الوقوف إلى جانب قاضية تدافع عن حقوق المواطنين بوجه من يتلاعب بسعر صرف الدولار، وأنه لن يمنع أي مواطن من الوقوف إلى جانب القاضية بحجّة الخوف من اتهامه بتسيس القضاء أو استخدام الشارع».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.