قطاع غزة يسجل أعلى حصيلة يومية للوفيات

الالتزام بالإجراءات الوقائية في مساجد غزة (إ.ب.أ)
الالتزام بالإجراءات الوقائية في مساجد غزة (إ.ب.أ)
TT

قطاع غزة يسجل أعلى حصيلة يومية للوفيات

الالتزام بالإجراءات الوقائية في مساجد غزة (إ.ب.أ)
الالتزام بالإجراءات الوقائية في مساجد غزة (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الأحد تسجيل 23 وفاة بفيروس كورونا، في أعلى حصيلة يومية منذ اكتشاف أولى الإصابات المحلية في أغسطس (آب). وقالت الوزارة في بيان: «تم تسجيل 23 حالة وفاة بفيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مما يرفع عدد الوفيات إلى 761 منذ بداية الجائحة».
وأكد مدير مراكز الحجر المنزلي في وزارة الصحة معتصم صلاح أن هذا الرقم يمثل «أكبر عدد لوفيات تم تسجيلها في القطاع». وشهد قطاع غزة مؤخراً ارتفاعاً مطرداً في أعداد الإصابات اليومية بالفيروس بعد أشهر لم تتجاوز فيها الإصابات اليومية حاجز مائتي إصابة. وبحسب بيان الوزارة فإن الإصابات ارتفعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بنسبة 5 في المائة تقريباً عن النسب اليومية التي سجلت خلال الأسبوعين الماضيين.
وأحصى القطاع نحو 90 ألف إصابة مؤكدة، بينما يمكث 305 مصابين حالاتهم حرجة في أقسام العناية المشددة في مستشفيات القطاع التي تعاني عجزاً كبيراً.
وأعلنت السلطات في قطاع غزة الذي تديره حركة «حماس» الثلاثاء مع بدء شهر رمضان عن حزمة جديدة من الإجراءات الوقائية. وتقضي تلك الإجراءات بمنع حركة المركبات ما بين الساعة السابعة مساء وحتى صباح اليوم التالي، مع استمرار الإغلاق الشامل يومي الجمعة والسبت، بالإضافة إلى منع إقامة حفلات الزفاف وفتح بيوت العزاء والأسواق الشعبية. ووصل قطاع غزة، حيث يعيش نحو مليوني نسمة في حصار منذ نحو 14 عاماً، أكثر من 80 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من مصادر متعددة، وتم تحصين أكثر من 33 ألف شخص حتى الآن.
من جانبها، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أمس الأحد تسجيل 988 إصابة جديدة بفيروس كورونا و34 وفاة بين الفلسطينيين خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وأضافت في بيان أن قطاع غزة سجل 466 إصابة من مجمل الإصابات الجديدة. وأظهرت معطيات وزارة الصحة أمس ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كورونا من العينات التي يتم فحصها في قطاع غزة إلى رقم غير مسبوق مسجلة 41 في المائة.
وقال فتحي أبو وردة، المسؤول في وزارة الصحة في قطاع غزة لوكالة رويترز للأنباء: «هذه النسبة تُسجل لأول مرة وهي نسبة عالية جداً ومؤشر على خطورة الوضع الصحي في قطاع غزة». وقال: «أعداد الإصابات في قطاع غزة لا تعكس الوضع الحقيقي لعدد المصابين وقد يكون الرقم أضعاف ذلك». وأضاف: «المؤشر الحقيقي للوضع الصحي يكون في نسبة المصابين إلى عينات الفحص وكذلك الحالات الموجودة في المستشفيات إضافة إلى أعداد الوفيات التي سجلت رقماً غير مسبوق». وتابع: «المطلوب مراجعة الإجراءات المتخذة في القطاع ورفع درجة وعي المواطنين بخطورة الوضع الصحي».
وتشير قاعدة بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى تسجيل 309567 إصابة منذ ظهور الجائحة قبل نحو عام فضلاً عن 3285 وفاة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.