الفلسطينيون يتعهدون تحرير أسراهم في إسرائيل

41 امرأة و140 طفلاً بين 4500 معتقل في سجون الدولة العبرية

بائع حلويات (غزل البنات) في شارع شبه مقفر بمدينة غزة في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
بائع حلويات (غزل البنات) في شارع شبه مقفر بمدينة غزة في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون يتعهدون تحرير أسراهم في إسرائيل

بائع حلويات (غزل البنات) في شارع شبه مقفر بمدينة غزة في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)
بائع حلويات (غزل البنات) في شارع شبه مقفر بمدينة غزة في قطاع غزة أمس (أ.ف.ب)

أحيا الفلسطينيون يوم الأسير الفلسطيني، أمس، بالتعهد بمواصلة العمل بكل الطرق لإطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية.
وفيما طالبت السلطة الفلسطينية بتوفير الحماية للأسرى، قالت حركة «حماس» إن لديها من أوراق القوة ما يجبر إسرائيل على تحريرهم.
ويوم الأسير هو يوم أقرّه المجلس الوطني الفلسطيني، عام 1974، يوماً وطنياً لتوحيد الجهود والفعاليات لنصرتهم.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في هذا اليوم إن 4500 أسير يقبعون في 23 سجناً ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 41 أسيرة غالبيتهن في سجن «الدامون»، و140 طفلا وقاصرا في سجون عوفر ومجدو والدامون.
وذكر نادي الأسير أن عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل «اتفاق أوسلو» 25 أسيراً، أقدمهم كريم يونس وماهر يونس، المعتقلان بشكل متواصل منذ عام 1983. مضيفاً أن هناك عدداً من الأسرى المحررين في صفقة (وفاء الأحرار) الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى، أبرزهم نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ حركة الأسرى، والتي وصل مجموعها إلى (41) عاماً، قضى منها (34) عاماً بشكل متواصل، إضافة إلى مجموعة من رفاقه، منهم علاء البازيان، ونضال زلوم وسامر المحروم.
وأوضح النادي أن عدد الأسرى الذين تجاوز اعتقالهم 20 عاماً بشكلٍ متواصل يبلغ 62 أسيراً، وهم من يعرفون بـ«عمداء الأسرى»، مبيناً أن عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسّجن المؤبد يبلغ (543) أسيراً، وأعلى حكم أسير من بينهم، عبد الله البرغوثي ومدته (67) مؤبداً.
وأضاف: «بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة 226 شهيداً، وذلك منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون». وأوضح النادي أن عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم هم سبعة، أقدمهم أنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980.
وبين نادي الأسير أن قرابة 550 أسيراً يعانون من أمراض بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، وعلى الأقل هناك عشرة أسرى مصابون بالسرطان وبأورام بدرجات متفاوتة، من بينهم الأسير فؤاد الشوبكي (82) عاماً، وهو أكبر الأسرى سنّاً.
والمعتقلون الإداريون في السجون بلغ عددهم قرابة 440، بحسب ما أورد نادي الأسير.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية «إنها تواصل العمل على الصعيد القانوني والسياسي والدبلوماسي للدفاع عن عدالة قضية الأسرى».
وناشدت الخارجية المجتمع الدولي بما في ذلك «الدول الأطراف السامية المتعاقدة لاتفاقيات جنيف، والمؤسسات الدولية المعنية، بتحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني، وأسراه، لتوفير الحماية لهم، من خلال مساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن منظومة الاستعمار العنصرية التي تعمل على قهر واستهداف أبناء شعبنا لطردهم وتشريدهم من أرضهم، بما في ذلك انتهاج سياسة الاعتقال التعسفي بصورة متواصلة، وعلى مدار أكثر من نصف قرن».
وطالبت الوزارة بالعمل على الإفراج الفوري والعاجل عن الأسرى الفلسطينيين، مؤكدة أن المحاكم العسكرية الإسرائيلية هي «أداة للإدانة والقمع، ولا تفي بالمعايير الدنيا للإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة».
وتعد قضية الأسرى واحدة من القضايا النهائية لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ونجحت السلطة سابقاً في إطلاق سراح أسرى عبر اتفاقيات مع إسرائيل، كما نجحت الفصائل بإطلاق سراح أسرى عبر صفقات تبادل.
وقالت حركة «حماس»، في هذا الإطار، إن لديها من أوراق قوة ما يحرر الأسرى، في إشارة إلى وجود 4 إسرائيليين في قبضتها في قطاع غزة. وأضافت الحركة في بيان أن «قضية أسرانا البواسل في سجون الاحتلال كانت ولا تزال أولى أولوياتنا، وسنبذل في سبيل حريتهم كل الوسع وزيادة، ولن يهدأ لنا بال حتى نحقق الحرية لقادتنا وأبنائنا الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل تحرير الأرض والإنسان».
وتابعت «سيظل أسرانا البواسل الصّامدون في وجه القمع الصهيوني الوحشي في ذروة سنام اهتمامنا وانتباهنا، وعيوننا ترقب المستقبل القريب في ظل الوعد الصادق من مقاومتنا، والأمل الكبير معقود بالله عز وجل أن تكون هذه الذكرى آخر عهد أسرانا بالسجون، وما ذلك على الله بعزيز».
أما حركة «الجهاد الإسلامي»، فقالت «إن قضية الأسرى هي قضية إجماع وطني، وستبقى على رأس أولويات العمل المقاوم، فتحريرهم أمانة ومسؤولية لن تتخلى عنها المقاومة مهما بلغت الأثمان».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.