شيخ الأزهر يدعو المُشككين في التراث لقراءة فتوحات المسلمين

دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، المُشككين في التراث ومن يحاولون السخرية من الفقه والتراث الإسلامي، بأن «يقرأوا تاريخ فتوحات المسلمين، ويقفوا عند أبرز محطاته، ليعلموا أن المسلمين طووا تحت جناحهم أعظم وأعتى دولتين في الشرق في تاريخ العصور الوسطى، وانتصروا عليهما انتصاراً حاسماً». وأضاف الدكتور الطيب: «كما تسلم المسلمون بيت المقدس، وانكشفت لهم - بعد ذلك - أراضي العراق والشام وإيران وأرمينيا وأذربيجان، وبلاد الأندلس وأفريقيا، مشرقها ومغربها، وإندونيسيا والصين وغيرها»، متسائلاً: «هل فتح المسلمون هذه البلاد وبقوا فيها حتى اليوم بشريعة (منتهية الصلاحية) كما يقولون؟»، مؤكداً أن «هذه الشريعة كانت إلى عهد قريب، هي المصدر الذي يمدهم بالثبات والصمود، حتى وهم في أحلك عصورهم ضعفاً وتيهاً وهواناً على الأمم».
وأوضح شيخ الأزهر خلال برنامج «الإمام الطيب» بحسب بيان لمشيخة الأزهر أمس، أن «المشكلة ليست في الفقه ولا في الشريعة، وإنما في الكسل الذي أصيبت به أمتنا، والتشرذم الفكري والثقافي؛ بل العجز عن (استثمار) المخزون المعرفي، في أعظم تراث على وجه الأرض، وانتقاء ما يصلح منه لمعالجة قضايانا المعاصرة، والبناء على أصوله ومبادئه في إطار قاعدة (الثابت والمتغير)، التي جاء بها القرآن الكريم، وبينتها السنة المشرفة»، مضيفاً أن «تشريعات الدين الإسلامي قد أمدت الإنسانية بزخم من القيم والمفاهيم والأحكام، التي تعد من أروع ما عرفه تاريخ الحضارات الإنسانية قديماً وحديثاً»، مؤكداً أن «هذا أمر مسلم به لدى المنصفين من المفكرين، حتى ممن لا يؤمن بالإسلام».
ويشار إلى أن برنامج «الإمام الطيب» ساهم على مدار الأعوام الماضية في خلق حالة من النقاش الفكري والمجتمعي حول القضايا التي يتناولها. ويقول الأزهر إن «البرنامج يأتي في إطار جهود التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية، وتجديد الفكر الديني، وبيان سماحة وتعاليم الإسلام، والتفاعل مع القضايا المعاصرة».
وذكر شيخ الأزهر أمس أن «الأكثر دهشة وإعجازاً في أمر هذا الدين، أنه يحفل بتشريع صالح للتطبيق في مجتمعات القرن الواحد والعشرين، كما كان صالحاً للتطبيق من قبل على مدى ما يقرب من ألف وخمسمائة عام من عمر الزمان؛ بل لا يزال إنسان اليوم يرنو إلى هذا التشريع، وإلى ما يشتمل عليه من مصالح للفرد والمجتمع، كما يرنو المريض إلى الصحيح المعافى».
ووفق بيان المشيخة أمس فقد رد الدكتور الطيب على «شبهة ارتباط التشريعات الحديثة بالقرآن والسنة، واعتمادهما كمرجعية لمسيرة الاجتماع الإسلامي المعاصر، رغم بُعد العهد بنزول هذه التشريعات وانقضاء أزمانها»، قائلاً إن «واقع الأمة الإسلامية، وتاريخها، يؤكد أن (فقه) هذه الأمة وتشريعاته الإنسانية العميقة في مجال الثوابت والمتغيرات، كان من وراء قوة هذه الأمة، وصمودها واستمرارها عزيزة الجانب بين الأمم والشعوب».