مفاوضات فيينا تستمر بضعة أيام قبل التوقف لأجل غير مسمى

أفاد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، أمس، بأن المحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 ستستمر بضعة أيام تعقبها فترة توقف حتى يتسنى للمسؤولين الإيرانيين والأميركيين العودة إلى بلديهما لإجراء مناقشات داخلية، بعد قرار طهران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وهو ما عقد محادثات في فيينا.
وأبلغ المسؤول الرفيع في الاتحاد الأوروبي الذي رفض الكشف عن أسمه، «أعتقد أن أكثر وفدين معنيين سيعودان إلى بلديهما لتلقي تعليمات أكثر دقة، وعندئذ، ولا أعرف الموعد (بالتحديد)، سنستأنف».
ويرأس الاتحاد الأوروبي الاجتماعات التي تعقد في فيينا بين الأطراف المتبقية في الاتفاق وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا. ويقيم وفد الولايات المتحدة، التي انسحبت من الاتفاق في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب، في فندق قريب مع رفض إيران إجراء محادثات مباشرة.
وبدأت أول من أمس، جولة ثانية من المحادثات، تتضمن مناقشات في صور مختلفة، فضلا عن اجتماعات رسمية لكل الأطراف الباقية في الاتفاق. ويتمثل الهدف في عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، ورفع العقوبات التي أُعيد فرضها بعد الانسحاب الأميركي، وتراجع إيران عن انتهاكاتها للقيود النووية.
في السياق نفسه قال كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي القناة «برس تي في» الإيرانية، إن المحادثات «ستمدد يوما بعد يوم على أساس التقدم، الذي يتم إحرازه». وأضاف «إننا نسعى لمراقبة تلك المناقشات وإذا احتجنا، فسنقوم بتمديدها يوما بعد يوم، لكن إذا توصلنا إلى استنتاج أنه لن يكون هناك تقدم، فسنعود إلى بلادنا»، حسب وكالة «بلومبرغ».
في وقت لاحق، أفادت وكالة «إيسنا» الحكومية بأن عراقجي أجرى لقاءات منفصلة مع ممثلين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وإنريكي مورا مبعوث مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، في ثاني أيام مباحثات الجولة الثانية الهادفة لإحياء الاتفاق النووي.
بموازاة، اللقاءات الثنائية بين كبار الدبلوماسيين، واصلت الوفود المشاركة في المباحثات الاجتماعات التقنية، على مستوى الخبراء في إطار مجموعتي عمل خاصة بالعقوبات الأميركية والإجراءات النووية الإيرانية.
وأوردت رويترز عن المسؤول الأوروبي «لدينا هذا القرار (الإيراني) بالتخصيب بنسبة 60 في المائة. من الجلي أن هذا لا يجعل المفاوضات أكثر سهولة». ووصف ما حدث في منشأة نطنز بأنه «تخريب متعمد». لكن وكالة الصحافة الفرنسية نسبت إلى المسؤول الأوروبي أن انفجار نطنز وقرار إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة «يعقدان بعض الشيء المفاوضات لكن يعطيانها أيضا أهمية أكبر». وأضاف «نحن أقرب (الى اتفاق) مما كنا عليه الأسبوع الماضي».
وبالتزامن مع الاجتماعات، نظم معارضون إيرانيون وقفات احتجاجية أمام مقر المباحثات بين الجانبين، رافعين لافتات تندد بتدهور أوضاع حقوق الإنسان في إيران، وتطالب بإطلاق سراح سجناء سياسيين.
وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن مساعد وزير الخارجية الإيراني، عراقجي، «تعرض لمحاولة اعتداء من قبل معارضين أثناء توجهه إلى مقر المباحثات بالعاصمة النمساوية».
في شأن متصل، قال عراقجي في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن بلاده طالبت الوكالة الدولية بـ«اتخاذ المسار الطبيعي للتحقيقات» بشأن وجود آثار اليورانيوم في موقعين سريين، أتاحت إيران دخولهما للمفتشين الدوليين في بداية الخريف الماضي، بعد مماطلة دامت أشهر، وأظهرت نتائج التحقيق وجود أنشطة غير معلنة فيهما.
وقال عراقجي إن «هذه المواقع قديمة جدا والمزاعم المطروحة حولها تعود لسنوات سابقة» وأضاف «أولا إن هذه المواقع لم تكن مخفية (سرية) وكان يتم استعمالها لأغراض أخرى تعلم بها وكالة الطاقة الدولية حيث إنها قدمت طلبا للتفتيش وسمحت إيران لها بذلك بإبداء لحسن نيتها».
وكانت وسائل إعلام إيرانية، نقلت عن عراقجي قوله بعد انتهاء اجتماع الجمعة إنه «لن يحدث شيء دون إعداد قائمة العقوبات» التي تريد إيران من الإدارة الأميركية رفعها مرة واحدة.
وقال عراقجي «يتعين رفع جميع العقوبات، نحن بحاجة إلى قائمة العقوبات، وهذا ما ينبغي أن نبحثه في هذه الجولة من المباحثات، لأن من دون قائمة العقوبات، لا أعتقد أننا يمكننا أن نتقدم». وأضاف «طهران مستعدة لتقديم قائمة مماثلة عن الإجراءات النووية التي ينبغي اتخاذها». ونوه «لا يمكننا أن نقول نحن متفائلون، لكن أعتقد نحن في مسار جيد، رغم أن هناك تأثيرات سلبية لتطورات الأيام الأخيرة، ويجب علينا إدارتها نوعا ما».
وخيمت على المحادثات أخبار انفجار في منشأة نظنز الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، والذي أنحت طهران باللائمة فيه على إسرائيل، وقرار إيران تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 في المائة، وهي خطوة كبيرة نحو تصنيع أسلحة. ونقلت عدة وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر مخابرات قولها إن جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد هو الذي نفذ العملية.