ظهور «بؤر جديدة» في مخيمات شمال شرقي سوريا

تحذير من عجز الجهات الصحية عن احتواء انتشار «كورونا»

أحد مخيمات النازحين (د.ب.أ)
أحد مخيمات النازحين (د.ب.أ)
TT

ظهور «بؤر جديدة» في مخيمات شمال شرقي سوريا

أحد مخيمات النازحين (د.ب.أ)
أحد مخيمات النازحين (د.ب.أ)

سُجلت ثلاث إصابات إيجابية بفيروس «كوفيد - 19» أمس، في مخيم الهول المكتظ الذي يعاني من ظروف إنسانية وصحية كارثية، لترتفع حالات الإصابة إلى 6 منذ بداية الشهر الحالي، في وقت سجلت فيه منظمة «إنقاذ الطفولة» الدولية ارتفاع حالات الإصابة في مخيمات النازحين إلى 46 حالة إصابة في ثلاثة مخيمات بمحافظة الحسكة.
وحذّرت المنظمة في تقرير نشر على حسابها الرسمي، أول من أمس، من وضع حرج في هذه المخيمات الثلاثة مع ارتفاع الحالات. وقالت سونيا كوش مديرة المنظمة في إفادة صحفية، إن «هذه الأرقام الجديدة مقلقة للغاية، إذا استمرت هذه الطفرة، فستكون مسألة وقت فقط قبل أن تغمر المستشفيات ومرافق العزل التي لديها بالفعل قدرة محدودة للغاية». وأعربت عن قلقها بشكل خاص بشأن تأثير هذه الزيادة الأخيرة على الأطفال، «بسبب حظر التجول، ومن غير المرجح أن يتمكنوا من الوصول إلى الخدمات والمرافق الطبية، مما يؤثر على صحتهم العقلية والنفسية».
وحذرت إدارة مخيم الهول و«منظمة الهلال الأحمر» الكردية من وضع كارثي في حال تفشي الوباء بين قاطنيه، وهذا المخيم يؤوي أكثر من 62 ألفاً، بينما بلغت عدد الإصابات في مخيم الروج فقط 28 حالة إصابة جديدة منذ بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي، بينما ارتفعت أعداد الإصابات إلى 15 في مخيم العريشة وهذه المخيمات الثلاث تنتشر في شمال شرقي سوريا.
وسجلت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية يوم أمس، خمس وفيات و220 إصابة جديدة بفيروس كورونا في مناطق شمال شرقي سوريا. وقال الدكتور جوان مصطفى إن حالات الوفاة تتعلق بامرأة ورجل من القامشلي، وامرأة ورجل آخرين من بلدة المالكية/ ديرك ورجل من الطبقة. أما حالات الإصابة، فتوزعت بين 117 من الذكور، و103 أناث، وسجلت أعلى حصيلة في مدينة القامشلي، تلتها المالكية 50 ثم الحسكة 47 حالة. وأضاف مصطفى أنه تم تسجيل 14 حالة شفاء جديدة. وبلغت الحصيلة الكلية بفيروس كورونا 13434، منها 447 حالة وفاة و1421 حالة تماثلت للشفاء.
وأفاد مصطفى بأن مناطق شرق الفرات تعاني أساساً من نقص حاد بالمعدات الصحية والطبية، ويعزو السبب إلى إغلاق معبر اليعربية، بفيتو روسي - صيني بداية العام الماضي، ما يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس كورونا. وقال: «نخشى من العجز من احتواء انتشار الوباء، بسبب هشاشة أنظمة الرعاية الصحية لخروج كثير من المستشفيات عن الخدمة، وغياب المرافق الصحية عن النقاط والعيادات الطبية التي تقدم الخدمات للمصابين والمرضة».
وعبرت منظمة «إنقاذ الطفولة» عن قلقها من أن حالات الإصابة قد تفوق العدد الحقيقي المعلن عنه، نظراً لقلة مرافق الاختبار المتاحة في المخيمات وتكون الأعداد المصابة أعلى بكثير. ولفتت سونيا كوش إلى أن معظم الحالات المُعلن عنها «كانت من الأمهات، ونقلت بعضهن إلى مراكز العزل».
ودعت المنظمة الحكومات الدولية والغربية إلى تكثيف جهودها والقيام بواجبها في إعادة العائلات المحتجزة في المخيمات في ظل ظروف جائحة كورونا القاسية. وأوضحت كوش أن فرق المنظمة علقوا كثيراً من الخدمات والأنشطة في المخيمات الثلاثة، «كجلسات التوعية للأمهات، والمساحات المخصصة للعب الأطفال، والتعليم في مرحلة ما قبل المدرسة، إضافة إلى دعم الحماية الفردية للأطفال المعرضين للخطر في مخيمي روج والهول، واستشارات التغذية الفردية في الهول».
وأكدت الإدارة الذاتية أن مخيم الهول يشهد وضعاً كارثياً بسبب نقص الوعي وأدوات الوقاية من فيروس كورونا، وحذرت من «انفجار كارثي». وأشارت إلى أن «هناك خشية أن يكون الفيروس انتشر بين الذين يراجعون المراكز الصحية بالمخيم، إلا أنه حتى الآن لم يتم تسجيل إصابات بين قاطنيه عدا 3 إصابات ظهرت مؤخراً».
يذكر إن الإدارة الذاتية أعلنت حظراً كلياً مدة 10 أيام حتى 22 من الشهر الحالي، شمل إغلاق كل المعابر الحدودية التابعة للإدارة باستثناء الحالات الإنسانية والمرضى والطلاب والحركة التجارية. وحذر رئيس هيئة الصحة بالإدارة جوان مصطفى من كارثة إنسانية وشيكة بعد ازدياد إصابات وباء كورونا خلال شهر مارس (آذار) الماضي والشهر الحالي، وقال: «المنطقة تعاني من هجمة شرسة للموجة الثالثة للفيروس. أصبحت تفتك بالمنطقة عموماً».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.