التقارب التركي ـ المصري يثير مخاوف «شباب الإخوان» في أنقرة

قلق متصاعد من «السيناريوهات القادمة» وسط «تجاهل» القيادات

التقارب التركي ـ المصري يثير مخاوف «شباب الإخوان» في أنقرة
TT

التقارب التركي ـ المصري يثير مخاوف «شباب الإخوان» في أنقرة

التقارب التركي ـ المصري يثير مخاوف «شباب الإخوان» في أنقرة

بين الحين والآخر، تتجدد الخلافات بين شباب تنظيم (الإخوان) الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً»، والقيادات المقيمة في تركيا، فتثير جدلاً. وخلّف الحديث عن التقارب التركي - المصري مخاوف لدى شباب «الإخوان» المقيمين في أنقرة، من «السيناريوهات القادمة». ووفق متخصصين في الحركات الأصولية بمصر، فإن «هناك قلقاً يتصاعد لدى الشباب، وسط (تجاهل) من قيادات التنظيم لهذا القلق». وأكد المتخصصون لـ«الشرق الأوسط» أن «تقارب أنقرة ومصر صعّد من الأزمة الفكرية التي يعيشها التنظيم في تركيا». مرجحين أنه «حال إقدام السلطات التركية على (خطوة) ترحيل بعض المطلوبين من الشباب إلى القاهرة، في إطار التقارب، فسيكون لمن ليس لهم دعم من قيادات التنظيم». ووفق الباحث المتخصص في الحركات الأصولية بمصر عمرو عبد المنعم، فإن «حالة من (التخبط والضبابية) تسيطر على شباب (الإخوان) في تركيا الآن، وسط تكهنات بسيناريوهات أخرى مفاجئة، قد لا يتوقعها التنظيم، مهّد لها (الإعلام الإخواني) أخيراً، حيث باتت القيادات الإخوانية ترى أن غطاء الجنسية التركية والمناصب الإعلامية لم تعد تصلح لحمايتهم. فيما أضاف الباحث المتخصص في الحركات الأصولية بمصر أحمد زغلول، أن «تطور الحديث عن التقارب المصري - التركي، بات مصدر تهديد كبير لشباب التنظيم في أنقرة، خصوصاً من ليس لديهم دعم من القيادات». وفي أحدث إشارات التقارب بين أنقرة والقاهرة، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أول من أمس، أن «وفداً دبلوماسياً تركياً سوف يتجه إلى القاهرة مطلع مايو (أيار) المقبل»، وكان أوغلو ونظيره المصري سامح شكري، قد تحادثا هاتفياً (السبت) الماضي، في أول اتصال مباشر بينهما منذ الحديث عن «التقارب». ويرى عبد المنعم أنه «عقب قرار تركيا إلزام القنوات المعادية للقاهرة بمواثيق إعلامية، حدث (ارتباك) كبير بين الشباب في هذه القنوات، وتباينت الآراء حول احتمالية إغلاق القنوات نهائياً، أو تسليم العناصر الهاربة لمصر، كما حدث في فبراير (شباط) عام 2019 مع الشاب محمد عبد الحفيظ (المحكوم عليه بالإعدام في قضية استهداف النائب العام المصري الأسبق)». لكنّ زغلول أشار إلى أن «ما حدث حتى الآن بشأن التقارب هو (تعليمات بضبط) الإعلام الإخواني فقط». وألزمت أنقرة في وقت سابق منصات إعلامية معادية للقاهرة بمواثيق شرف إعلامية... وتصنّف القاهرة القنوات التي تتعرض لشؤونها بشكل سلبي وتنطلق من تركيا على أنها «معادية».
من جهته، أشار عبد المنعم إلى أن «التقارب التركي - المصري صعّد حالة الأزمة الفكرية التي يعيشها التنظيم على الأراضي التركية»، لافتاً أن «مجموعة (الإخوان) في تركيا عدّوا أنفسهم أوصياء على الدولة التركية، ومارسوا دور الخبراء، ما أدى إلى توجيه انتقادات لهم من مسؤول تركي كبير، كما أن الرسائل التركية الإيجابية تجاه مصر أزعجت (الإخوان) بشكل كبير».
وحول احتمالية ترحيل الشباب وبعض القيادات الفترة المقبلة، قال عبد المنعم: «منذ عام تقريباً أصبح ترتيب أوضاع المصريين أمراً إدارياً، وحصل بعضهم على جنسيات استثنائية، والبعض الآخر على إقامات دائمة؛ لكنّ المسألة الشائكة في العناصر الصادر بحقهم أحكام بالإعدام، والتي لن تتهاون القاهرة في طلبهم –على حد قوله».
وحسب زغلول فإن «هاجس الترحيل احتمال قائم منذ أول لحظة عند شباب التنظيم، لأن القيادات لها ترتيباتها الأخرى»، مرجحاً أنه «حال ترحيل الشباب سيكون لـ(المغضوب) عليهم من القيادات، ومن ليس له ظهر تنظيمي وصادرة بحقه أحكام قضائية بسيطة في مصر، لأن عدداً كبيراً من شباب (الإخوان) الذين لهم ثقل تنظيمي صادرة بحقهم أحكام بالسجن المؤبد أو المشدد، وغالباً القيادات لن تُضحّي بهم، لأن كثيراً منهم حصلوا على إقامات تركية، وأقاموا شبكة علاقات دولية قد توفر لهم الحماية خصوصاً من قِبل بعض المنظمات الدولية العاملة في حقوق الإنسان»، مضيفاً أن «إشكالية انتهاء أوراق إقامة شباب (الإخوان) في تركيا، كان يتم التعامل معها بتوفير (إقامة إنسانية)، لكنها لا تسمح لأي شاب بالسفر خارج تركيا، وكان حصول أي شاب على جواز تركي بيد القيادات، حسب الولاء لهم وللتنظيم»، و«يشكو عدد من شباب (الإخوان) في أنقرة من تخلي التنظيم تماماً عنهم، بعد أن حصل العدد الأكبر منهم على وعود بإنهاء إجراءات إقامتهم أو استخراج أوراق ثبوتية تمكّنهم من السفر إلى خارج البلاد»، حسب مراقبين. فيما قدّر عبد المنعم «أعداد المنتمين للتنظيم في تركيا بما يقرب من ثمانية آلاف بأسرهم، والناشطين منهم بما يقرب من ثلاثة آلاف».
ورشح عبد المنعم ثلاثة سيناريوهات لمستقبل عناصر «الإخوان» وقنواتهم بتركيا في ظل التقارب مع القاهرة: الأول عدم إزعاج السلطات التركية بمشكلات مع مصر، والثاني العمل على إيجاد منافذ بديلة في دول أخرى، والثالث إما الخروج الفردي إلى كندا أو هولندا أو ماليزيا، وإما الانتقال الجماعي لدول تعمل على استيعابهم بترتيب استخباراتي مثل إيران وماليزيا. فيما أشار أحمد زغلول إلى أن «قنوات (الإخوان) سوف تعمل على (ضبط الأداء) الفترة المقبلة، وقيادات (الإخوان) سوف تعمل على استغلال العلاقات الدولية لتحقيق مكتسبات».
وحول رصد استغاثات لشباب «الإخوان» في تركيا، قال عمرو عبد المنعم: «هناك استغاثات بشأن تخوفات من الترحيل تصل إلى الإدارة التركية وإلى أسرهم بمصر».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.