مسلح جزائري يسلم نفسه بعد سنوات من النشاط في الساحل

تراجع لافت لـ«القاعدة المغاربية» تحت ضربات الجيش الجزائري

TT

مسلح جزائري يسلم نفسه بعد سنوات من النشاط في الساحل

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أول من أمس، أن جزائريا كان قد التحق بجماعات جهادية في منطقة الساحل، سلم نفسه للجيش في مدينة برج باجي مختار المحاذية لمالي». وتتوالى منذ بداية العام، أخبار عن اعتقال و«استسلام» مسلحين جزائريين، نشطوا سنوات طويلة في مالي، حيث التنظيمات المتشددة تسيطر على مناطق من شمال هذا البلد الفقير.
وجاء في بيان للوزارة أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، أنه «في إطار مكافحة الإرهاب وبفضل جهود المصالح الأمنية لوزارة الدفاع الوطني، سلم الإرهابي المسمى بن خية إبراهيم» المدعو «إبراهيم بيبليك»، نفسه يوم الأربعاء 14 أبريل (نيسان) 2021، للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار بالناحية العسكرية السادسة». وهي منطقة قريبة من الحدود مع مالي». ويعد بن خية، خامس متشدد جزائري يسلم نفسه للسلطات في هذه المدينة منذ مطلع العام. وتكتفي وزارة الدفاع بإعطاء اسم الجهادي، من دون تفاصيل أخرى». وأعلنت الوزارة أنه كان «بحوزته مسدسان رشاشان من نوع كلاشنيكوف، مخزنان وكمية من الذخيرة».
على صعيد آخر، أعلن الجيش الجزائري أن وحداته قامت خلال الفترة الممتدة من 7 إلى 13 أبريل بـ«توقيف ستة عناصر دعم للجماعات الإرهابية بالجلفة»، بجنوب البلاد. وعادة ما تستخدم السلطات عبارة «إرهابي» للدلالة على أن مسلحين لا يزالون ينشطون، في فترة ما بعد الحقبة التي تسمى في «العشرية السوداء» (1992 - 2002)، وهي فترة الاقتتال الدامي مع الجماعات المتطرفة». ومنذ أشهر يضاعف الجيش الجزائري عمليات «مكافحة الإرهاب» في أنحاء البلاد. ومنذ الأول من يناير (كانون الثاني)، قتل ثمانية إسلاميين في اشتباكات مع الجيش، وفق وزارة الدفاع، كما قتل ثلاثة عسكريين. وكان تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» مسيطرا على بعض المناطق، غير أن نشاطه تراجع منذ سنوات تحت ضربات الجيش ومقتل الكثير من قادته، وتوقف آخرين عن العمل المسلح». ورغم قانون السلم والمصالحة الوطنية الذي صدر في العام 2006، والرامي إلى طي صفحة «العشرية السوداء» التي أوقعت مائتي ألف قتيل، حسب السلطات، لا تزال جماعات مسلحة تنشط في البلاد خصوصا في الشرق حيث تستهدف عادة قوات الأمن». وكان الجيش الجزائري قد أعلن أنه تمكن في العام 2020 من «تحييد» 37 متطرفا «تم القضاء» على 21 منهم. وهو أعلن أنه ألقى القبض على تسعة فيما سلم سبعة أنفسهم للسلطات العسكرية. وكان الجيش قد أعلن أنه تمكن في العام 2019 من القضاء على 15 مسلحا.
وبحسب الإعلام الرسمي أحبط الجيش خطة لإعادة انتشار تنظيم «القاعدة في المغرب»، بعد مقتل زعيمه الجزائري عبد المالك دروكدال في يونيو (حزيران) 2020 على يد قوات فرنسية منتشرة في شمال مالي.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.