واشنطن تتعهد بالعمل مع بغداد وأربيل لمحاسبة مهاجمي القاعدة العسكرية

آثار سقوط صواريخ في مدينة أربيل (أرشيفية - رويترز)
آثار سقوط صواريخ في مدينة أربيل (أرشيفية - رويترز)
TT

واشنطن تتعهد بالعمل مع بغداد وأربيل لمحاسبة مهاجمي القاعدة العسكرية

آثار سقوط صواريخ في مدينة أربيل (أرشيفية - رويترز)
آثار سقوط صواريخ في مدينة أربيل (أرشيفية - رويترز)

تعهدت الولايات المتحدة بالعمل مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان العراق، لمحاسبة الذين كانوا وراء هجوم على قاعدة أربيل الجوية، أمس، لم يسفر عن وقوع أي وفيات أو إصابات، فيما توفي جندي تركي إثر استهداف القاعدة العسكرية التركية في إقليم كردستان.
وأدانت القنصلية الأميركية في أربيل، اليوم الخميس، عبر حسابها على «تويتر»، الهجمات التي وقعت، مساء الأربعاء، في أربيل، وتستهدف الشعب العراقي ومواطني إقليم كردستان العراق، مشددة على العمل مع السلطات المحلية والعراقية في تقديم الجناة إلى العدالة «لأن الشعب العراقي ومواطني إقليم كردستان العراق يستحقون العيش بسلام».
من جانبه، غرّد نيد برايس المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، اليوم، على «تويتر» أنه غاضب من التقارير التي تفيد عن وقوع هجمات في إقليم كردستان العراق، قائلاً: «لقد عانى الشعب العراقي طويلاً جداً من هذا النوع من العنف وانتهاك سيادته».
وكانت وزارة الداخلية في الإقليم الكردي ومسؤولون من التحالف، أوضحوا أن هجوماً بطائرة مسيرة استهدف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، قرب مطار شمال العراق، أمس، وقالت الوزارة إن الهجوم استهدف قوات التحالف المتمركزة بالقرب من مطار أربيل الدولي، وتسبب في حريق ألحق أضراراً بمبنى، ولكن لم تقع أي إصابات.
وأفاد شهود عيان بحسب ما نقلته «وكالة أسوشييتد برس» في أربيل، أنهم سمعوا صفارات الإنذار، ودوياً قوياً في المنطقة. وهذه الحادثة هي الأحدث في سلسلة هجمات استهدفت في الغالب منشآت أميركية في العراق في الأسابيع الأخيرة.
بدوره، قال الكولونيل واين ماروتو المتحدث باسم التحالف الدولي، إن الطائرة دون طيار هبطت على مخزن في قاعدة أربيل الجوية، ولم تسفر عن وقوع أي إصابات، مشيراً إلى أنه تم إخماد حريق.
وفي الأسبوع الماضي، سقط صاروخان بالقرب من قاعدة جوية عراقية شمال بغداد حيث يوجد مدربون أميركيون، ولم تقع أي إصابات، وقبل ذلك بشهر، تعرضت قاعدة في غرب العراق تضم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والمتعاقدين لعشرة صواريخ، قتل فيها متعاقد واحد.
من جهته، غرّد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي السابق، على حسابه في «تويتر» قائلاً: «يبدو أن الميليشيات نفسها التي استهدفت المطار قبل شهرين تقوم بذلك مرة أخرى. هذا تصعيد واضح وخطير».
من حهتها، أكدت وزارة الدفاع التركية مقتل جندي تركي، إثر استهداف هجوم صاروخي منفصل قاعدة عسكرية تركية في شمال العراق، الأربعاء، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.
وتأتي الهجمات في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن إعادة إشراك إيران، وإرسال المسؤولين إلى جولة أخرى من المحادثات غير المباشرة في فيينا هذا الأسبوع بهدف إحياء اتفاق 2015 الذي يحد من القدرات النووية الإيرانية.
في المقابل، نفت مصادر في شمال العراق مزاعم قناة «برس تي في» الإيرانية عن وقوع هجوم على «عملاء الموساد»، في وقت سابق من مساء أمس، وقالت وسائل إعلام في العراق وتلك المرتبطة بإيران إن «وكالة التجسس الإسرائيلية الموساد تعرضت لهجوم في العراق»، واستند التقرير إلى ادعاءات نشرت في موقع «صابرين نيوز»، ورفض المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان المزاعم، ووصف التقارير بأنها كاذبة.
وفي سياق منفصل، قال الملازم فو دوان، ضابط المخابرات في البحرية الأميركية، الذي يعمل ضمن مهام وزارة الدفاع في الحماية البحرية بمنطقة الشرق الأوسط، إن «العديد من الدول تتنافس على النفوذ في هذه المنطقة المهمة للغاية»، لذلك تسعى الولايات المتحدة بالشراكة مع ثماني دول إقليمية وعالمية إلى حماية الملاحة البحرية والممرات المائية، والعمل معاً لفضح هذه التحركات من خلال مراقبة «السلوك البحري غير المقبول، خاصة عند الكشف عنها».
وأفاد بيان لوزارة الدفاع (البنتاغون)، بأن الدول المشاركة في مشروع حماية الملاحة البحرية والممرات المائية تشمل ألبانيا، والبحرين، وإستونيا، وليتوانيا، والسعودية، والإمارات، وبريطانيا، والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الوجود الاستراتيجي للسفن الحربية هو رادع فعال للأنشطة الخبيثة التي قد تحدث.
وتستخدم الدول الشريكة سفناً بحرية أصغر، تسمى الحراس، لتوفير استمرار الوجود البحري في منطقة مسؤولية فرقة العمل. كما يوفر الحراس المراقبة لما يقرب من 200 سفينة تجارية تعبر شهرياً عبر مضيق هرمز ومضيق باب المندب.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.