اقتراح السودان قمة ثلاثية حول السد ينتظر استجابة مصرية وإثيوبية

TT

اقتراح السودان قمة ثلاثية حول السد ينتظر استجابة مصرية وإثيوبية

في محاولة لتحريك المفاوضات المتعثرة، قدّم السودان مقترحاً بعقد قمة ثلاثية حول «سد النهضة» تضم رؤساء وزراء مصر وإثيوبيا والسودان، خلال 10 أيام، بهدف تذليل العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق ينظم عمل السد.
وبينما ينتظر السودان استجابة مصر وإثيوبيا لمقترحه، قال مصدر مصري لـ«الشرق الأوسط» إن خوض بلاده أي اجتماعات جديدة «يتطلب أجندة محددة بتوقيت واضح، مع تعهد إثيوبيا بوقف أي إجراءات أحادية إلى حين التوصل لاتفاق حول قواعد ملء السد وتشغيله».
وفشلت جولة من المفاوضات بين الدول الثلاث استضافتها، الأسبوع الماضي، الكونغو الديمقراطية التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، في التوصل إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله.
وتتخوف مصر من أن يؤثر السد، الذي تقيمه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، على إمداداتها من مياه النهر الذي تعتمد عليه بنسبة 97 في المائة لتلبية حاجات الشرب والري، بينما يحذر السودان من أن ملء السد من دون توقيع اتفاق سيؤدي إلى الإضرار بسدوده.
ودعا رئيس وزراء السودان عبد الله حمدوك نظيريه المصري والإثيوبي إلى عقد قمة مغلقة للتباحث حول الخلافات بين الدول الثلاث بشأن السد. وقال تصريح مكتوب صادر عن مكتبه، مساء أول من أمس، إنه دعا نظيريه المصري مصطفى مدبولي، والإثيوبي آبي أحمد، إلى «اجتماع قمة ثلاثية خلال 10 أيام لتقييم مفاوضات السد».
وأبدى حمدوك قلقه من أن عمليات إنشاء السد وصلت إلى مراحل متقدمة، «ما يجعل من التوصل إلى اتفاق قبل بدء التشغيل ضرورة ملحة وأمراً عاجلاً». وأشار إلى أن القمة المقترحة ستعقد افتراضياً.
وأضاف أنه «من المؤسف أن تنقضي 10 سنوات من المفاوضات من دون التوصل إلى اتفاق»، موضحاً أن «هذه الدعوة تأتي وفقاً لإعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث في الخرطوم عام 2015». وكان السودان قد اقترح، بتأييد مصري، ضم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة كوسطاء، بالإضافة إلى دور الاتحاد الأفريقي الحالي في تسهيل المحادثات. لكن إثيوبيا رفضت الاقتراح خلال اجتماع كينشاسا. وأشار حمدوك إلى أن فشل اجتماعات وزراء الخارجية والري في كينشاسا في وضع إطار للتفاوض، جاء بعد رفض إثيوبيا الموافقة على وساطة الآلية الرباعية.
وطالبت مصر، في خطابات رسمية وجّهتها أول من أمس إلى مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، بدور أممي يسهم في حل النزاع عبر التوصل إلى اتفاق قانوني.
وتعتزم إثيوبيا بدء الملء الثاني للسد خلال موسم الأمطار، الصيف المقبل، بشكل أحادي، وهو ما تحذّر منه مصر والسودان. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن «استمرار إثيوبيا في اتخاذ إجراءات أحادية نحو الملء الثاني من دون التوصل لاتفاق، سيؤثر على استقرار المنطقة وأمنها».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.