الشرطة الروسية تدهم موقعاً إخبارياً على خلفية فيديو حول احتجاجات للمعارضة

صحافيو موقع «دوكسا» بعد توقيفهم (أ.ب)
صحافيو موقع «دوكسا» بعد توقيفهم (أ.ب)
TT

الشرطة الروسية تدهم موقعاً إخبارياً على خلفية فيديو حول احتجاجات للمعارضة

صحافيو موقع «دوكسا» بعد توقيفهم (أ.ب)
صحافيو موقع «دوكسا» بعد توقيفهم (أ.ب)

دهمت الشرطة الروسية، اليوم (الأربعاء)، مكتب موقع «دوكسا» الطالبي الإخباري، واتّهمت العاملين فيه بتحريض قُصّر على الاحتجاج، في عملية تندرج في إطار القمع المستمر لوسائل الإعلام المستقلة.
وأورد موقع «دوكسا» أن التهم مردّها تسجيل فيديو حول المظاهرات الداعمة للمعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي يقضي عقوبة بالحبس عامين ونصف العام، بعد إدانته بانتهاك شروط إطلاق سراحه في قضية اختلاس سابقة.
وجاء في بيان للموقع نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «اليوم، عند السادسة صباحاً، نفّذت عمليات تفتيش في مكاتب صحيفتنا، وفي أقسام التحرير». وتابع أن أربعة من صحافييه يواجهون تهمة «تحريض قُصّر على المشاركة في أنشطة غير مشروعة»، وهي مخالفة تصل عقوبتها إلى الحبس ثلاث سنوات. وأوضح أن الصحافيين اقتيدوا للاستجواب، ومن المقرر أن تصدر محكمة في موسكو، في وقت لاحق من النهار قرارها بشأن تدابير ما قبل المحاكمة.
وفي وقت سابق من العام الحالي، نُظّمت في كل أنحاء روسيا مظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح نافالني، الذي أوقف لدى عودته من ألمانيا حيث أمضى أشهراً للتعافي من تسميم تعرّض له بمادة متلفة للأعصاب.
وأفاد موقع «دوكسا» بأنه سبق أن حذف الفيديو بناء على طلب الهيئة الروسية الناظمة للإعلام. ولفت إلى أن الفيديو «لم يتضمّن أي دعوات لتحركات غير مشروعة»، موضحاً أن التسجيل حض على «عدم الخوف من التعبير عن الرأي».
واعتبر الموقع أن «الضغوط التي يواجهها مؤخراً القطاع الصحافي غير مسبوقة»، متعهداً بمواصلة عمله.
وبرزت المؤسسة الإعلامية المستقلة التي أسسها طلاب في الكلية العليا للاقتصاد في موسكو، عام 2019، بعدما أعربت عن دعمها لطلاب يواجهون عقوبة الحبس لمشاركتهم في مظاهرات للمعارضة.
وجاءت عملية الدهم الأخيرة، بعدما فتّش عناصر أمن، الأسبوع الماضي، منزل الصحافي الاستقصائي رومان أنين، واستجوبوه حول تحقيق فتح عام 2016 حول ثروة إيغور سيتشين، رئيس شركة «روسنفت» النفطية العملاقة.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.