أكبر قفزة تضخم في أميركا منذ صيف 2012

الأسواق تحوم حول مستوياتها القياسية

أكبر قفزة تضخم في أميركا منذ صيف 2012
TT

أكبر قفزة تضخم في أميركا منذ صيف 2012

أكبر قفزة تضخم في أميركا منذ صيف 2012

ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في مارس (آذار) الماضي بأسرع وتيرة في أكثر من ثمانية أعوام ونصف العام، وزاد التضخم الأساسي في الوقت الذي يعاد فيه فتح المزيد من الأنشطة الاقتصادية بفضل تزايد التطعيمات باللقاحات والتحفيز المالي الضخم.
وقالت وزارة العمل اليوم الثلاثاء إن مؤشر أسعار المستهلكين قفز 0.6 في المائة في الشهر الماضي، وهي أكبر زيادة منذ أغسطس (آب) 2012، وذلك بعد صعود 0.4 في المائة في فبراير (شباط).
وباستثناء العناصر المتقلبة مثل المواد الغذائية والطاقة، ارتفع المؤشر 0.3 في المائة. وكان المؤشر الذي يعرف بمؤشر أسعار المستهلكين الأساسي قد زاد 0.1 في المائة في فبراير. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين العام 0.5 في المائة، وتقدم المؤشر الأساسي 0.2 في المائة.
واستقرت الأسواق العالمية بالتزامن، وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 دون تغير يذكر الثلاثاء، في حين نزل سهم جونسون آند جونسون بعد أن أوصت هيئات اتحادية صحية بتعليق استخدام لقاحها لكوفيد - 19.
وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 على زيادة 2.11 نقطة، بما يعادل 0.05 في المائة، إلى 4130.10 نقطة، في حين زاد المؤشر ناسداك المجمع 52.45 نقطة، أو 0.38 في المائة، إلى 13902 نقطة. وهبط المؤشر داو جونز الصناعي 24.24 نقطة، أو 0.07 في المائة، إلى 33721.16 نقطة.
وفي أوروبا، حومت الأسهم عند ما يقل قليلا عن أعلى مستوى لها على الإطلاق الثلاثاء، إذ عززت بيانات الصادرات القوية من الصين التفاؤل حيال تعافٍ اقتصادي عالمي أسرع، بينما تحول اهتمام المستثمرين نحو بيانات التضخم الهامة في الولايات المتحدة.
وارتفع لمؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 في المائة بحلول الساعة 1550 بتوقيت غرينتش بعدما سجل مستوى غير مسبوق الأسبوع الماضي. وارتفع مؤشر الأسهم الألماني الشديد الاعتماد على الصادرات 0.2 في المائة بعدما أظهرت بيانات نمو الصادرات الصينية بوتيرة قوية في مارس (آذار) وزيادة وتيرة نمو الواردات لأعلى مستوى في أربع سنوات.
وتواجه أسواق الأسهم ضغوطا منذ مارس نتيجة ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية التي بلغت ذروة 14 شهراً بسبب توقعات بأن يقود التحفيز المالي والنقدي الكبير، إلى جانب تعافٍ اقتصادي أسرع من التوقعات، إلى قفزة لمعدل التضخم.
وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية الثلاثاء بقيادة مكاسب لأسهم شركات المنتجات الزجاجية ومتاجر التجزئة بعد تسجيلها نتائج قوية، غير أن المخاوف من زيادة الإصابات بفيروس كورونا محلياً نالت من الأسهم المرتبطة بالسفر. وصعد المؤشر نيكي 0.72 في المائة إلى 29751.61 نقطة، مستقراً فوق مستوى دعم رئيسي من المتوسط المتحرك لمدة 25 يوماً و50 يوماً عند 29503 و29440 نقطة.
وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.20 في المائة إلى 1958.55 نقطة، لكنه تحرك داخل نطاق ضيق حوصر بداخله على مدار عدة جلسات ماضية. وارتفع سهم «إيه جي سي» 2.9 في المائة ليسجل لفترة وجيزة أعلى مستوى في عشرة أعوام بعدما عدلت الشركة المصنعة للمنتجات الزجاجية توقعات الأرباح والتوزيعات بالزيادة. كما ساهمت النتائج في زيادة سهم منافستها نيبون شيت غلاس 6.8 في المائة. وارتفع سهم تاكاشيمايا 4.3 في المائة بعد أن أعلنت الشركة المشغلة لسلسلة متاجر التجزئة عن أرباح أعلى من التوقعات للسنة المالية الحالية بعد عام صعب بسبب الجائحة. كما عزز ذلك المنافسين وصعدت أسهم جيه فرونت ريتيلينغ أربعة في المائة وأسهم إستان ميتسوكوشي 1.7 في المائة.


مقالات ذات صلة

قبيل بيانات التضخم... الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين

الاقتصاد أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

قبيل بيانات التضخم... الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين

تداول الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل الين، قبيل صدور بيانات التضخم الأميركي المنتظرة التي قد تكشف عن مؤشرات حول وتيرة خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن (أ.ف.ب)

بايدن: خطة ترمب الاقتصادية ستكون «كارثة»

وصف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن اليوم الثلاثاء الخطط الاقتصادية لخليفته دونالد ترمب بأنها «كارثة».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«سيتي غروب» تعدّل توقعاتها وتنتظر خفضاً للفائدة 25 نقطة أساس

انضمّت «سيتي غروب» التي توقعت سابقاً خفضاً لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس من قبل «الاحتياطي الفيدرالي»، إلى بقية شركات السمسرة في توقعها بخفض 25 نقطة أساس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شخص يحمل لافتة حول معارضته حظر «تيك توك» أمام مبنى الكابيتول في مارس 2023 (أ.ف.ب)

هل ينقذ ترمب «تيك توك» من الحظر؟

أيَّدت محكمة استئناف أميركية قانوناً يلزم «بايت دانس» المالكة لـ«تيك توك» ببيع المنصة أو مواجهة حظر العام المقبل، مما يوجه ضربة كبيرة للشركة الصينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد لافتة توظيف معروضة على واجهة متجر بيع بالتجزئة في كارلسباد بكاليفورنيا (رويترز)

سوق العمل الأميركية تتعافى في نوفمبر بإضافة 227 ألف وظيفة

شهدت سوق العمل الأميركية انتعاشاً قوياً في نوفمبر؛ إذ أضافت 227 ألف وظيفة، في تعافٍ ملحوظ بعد التباطؤ الكبير الذي شهدته في أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.