موسكو تعلن عن «تدريبات» عسكرية رداً على «تهديدات» الأطلسي

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (سبوتنيك)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (سبوتنيك)
TT

موسكو تعلن عن «تدريبات» عسكرية رداً على «تهديدات» الأطلسي

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (سبوتنيك)
وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو (سبوتنيك)

نشرت موسكو قوات على حدودها الغربية للقيام بـ«تدريبات» ردا على «تهديدات» حلف شمال الأطلسي، وفق ما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الثلاثاء.
وقال في تصريحات متلفزة إنه «ردا على أنشطة التحالف العسكرية التي تهدد روسيا، اتّخذنا إجراءات مناسبة»، مضيفا أن الجنود الروس انتشروا على حدود البلاد الغربية من أجل «تدريبات قتالية».
ويرتفع منسوب القلق حيال إمكانية انزلاق النزاع في شرق أوكرانيا إلى دائرة القتال الأوسع نطاقا من جديد بعدما أشارت تقارير إلى وجود تحرّكات كبيرة للجنود الروس، وتكثيف للمواجهات مع الانفصاليين المدعومين من موسكو.
وحضّ أمين عام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا اليوم على وضع حد لحشد قواتها «غير المبرر» حول أوكرانيا، بينما اتّهمت موسكو الغرب بتحويل جارتها إلى «برميل بارود». وقال ستولتنبرغ إن «حشد روسيا الكبير لقواتها غير مبرر ولا تفسير له ومقلق للغاية».
وتابع «على روسيا وضع حد لحشد قواتها داخل وحول أوكرانيا ووقف استفزازاتها وخفض التصعيد فورا».
وأفاد ستولتنبرغ «في الأسابيع الأخيرة، حرّكت روسيا آلاف الجنود المستعدين للقتال إلى الحدود الأوكرانية، في أكبر حشد للقوات الروسية منذ الضم غير الشرعي للقرم عام 2014».
بدورها، تضغط أوكرانيا، التي تقدّمت بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي سنة 2008 على القوى الغربية لدعمها «عمليا» في إطار مسعاها لصد أي عمل عدائي جديد من قبل روسيا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في مؤتمر صحافي مشترك مع ستولتنبرغ: «لن يكون بإمكان روسيا مفاجأة أحد بعد الآن. أوكرانيا وأصدقاؤها في حالة يقظة».
وتابع «لا ولن نضيع الوقت، وفي حال قامت موسكو بأي خطوة متهورة أو أطلقت دوامة جديدة من العنف، فستكون التكلفة باهظة».
ومن المقرر أن يعقد كوليبا محادثات في بروكسل في وقت لاحق الثلاثاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي عاد لعقد محادثات في مقر حلف شمال الأطلسي بعد زيارة الشهر الماضي.
ولا يزال أعضاء حلف شمال الأطلسي مترددين حيال الاستجابة لمناشدة أوكرانيا لتسريع عملية انضمامها إلى الحلف في وقت يسعون إلى تجنّب التصعيد.
ويذكر أن الكرملين الذي لم ينف في وقت سابق تحرّكات الجنود الروس عند الحدود، قال إنه لا ينوي الدخول في حرب مع أوكرانيا، لكنه أضاف أنه «لن يبقى غير مبالٍ» حيال مصير الناطقين بالروسية في الشرق.
واتّهمت موسكو الثلاثاء الولايات المتحدة وغيرها من الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي بتحويل أوكرانيا إلى «برميل بارود».
ونقلت وكالات إخبارية روسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إنه «إذا حصل أي تصعيد، فسنقوم بالطبع بكل ما يمكن لضمان أمننا وسلامة مواطنينا، أينما كانوا».
وأضاف «لكن كييف وحلفاءها في الغرب سيتحمّلون المسؤولية الكاملة عن أي تفاقم مفترض».
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدا في المواجهات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من موسكو في شرق أوكرانيا.
وأعلن الجيش الأوكراني مقتل أحد جنوده الثلاثاء عندما ألقت طائرة مسيّرة قنابل على مواقع تابعة للجنود الأوكرانيين، ما رفع الحصيلة الإجمالية للقتلى في صفوف الجنود الأوكرانيين منذ مطلع العام إلى 29.
وتراجعت حدة القتال في 2020 بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يوليو (تموز)، لكن تجددت المواجهات منذ مطلع العام وسط تحميل كل طرف الآخر المسؤولية عن ذلك.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.