يتطلع لبايرن ميونيخ الألماني حامل اللقب إلى تعويض خسارته ذهابا 2 - 3 عندما يحل ضيفا على باريس سان جيرمان الفرنسي اليوم في إياب ربع نهائي دوري الأبطال، فيما تبدو مهمة تشيلسي الإنجليزي أسهل للعبور إلى نصف النهائي عندما يلتقي بورتو البرتغالي في مدينة إشبيلية بعد انتصاره ذهابا بهدفين نظيفين.
في المباراة الأولى ما زال بايرن ميونيخ يؤمن بقدرته على قلب الأمور لصالحه أمام منافسه الفرنسي رغم صعوبة المهمة. وخلال تاريخ دوري الأبطال استطاعت 5 فرق تحويل خسارتها في ذهاب دور الثمانية إلى فوز. وعانى بايرن من ذات المصير في نسخة 2011 في مواجهة إنتر ميلان الإيطالي، لكنه يأمل في السير على نهج مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي حقق هذا الإنجاز النادر قبل عامين عندما خسر في مباراة الذهاب على ملعب أولد ترافورد صفر- 2 قبل أن يهزم باريس سان جيرمان على ملعبه 3 - 1 إيابا في فرنسا.
ولم يسبق لبايرن الفوز على سان جيرمان في باريس، وسيخوض الفريق مواجهة الإياب دون هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وبعد تعادل مخيب محليا بالدوري الألماني مع يونيون برلين 1 - 1 السبت.
ولخص جوشوا كيميش لاعب وسط البايرن ما يتطلع إليه فريقه بالقول: «نحن مقتنعون بأننا سنتأهل لأننا الفريق الأفضل، في مباراة الذهاب كنا الطرف الأفضل، لكن النتيجة لم تعكس هذا للأسف، ستعتمد مواجهة الإياب على نفسيتنا، لكن أيضاً على فاعليتنا».
توقع اللاعب البالغ 26 عاماً القادر على شغل مراكز عدة تسجيل فريقه أكثر من هدفين وأوضح: «سدد لاعبو بايرن 12 مرة على مرمى سان جيرمان ذهاباً وسجلوا هدفين، فيما بلغ عدد تسديدات سان جيرمان ثلاث كرات فقط وكلها سجلت».
وفي غياب ليفاندوفسكي ظهرت معاناة البايرن على استغلال الفرص الكثيرة أمام مرمى الخصم، لكن المدرب هانزي فليك بإمكانة الاعتماد على تشكيلة شبه كاملة بعد انضمام ليون جوريتسكا وكينغسلي كومان وجيروم بواتينغ ولوكاس هيرنانديز للتدريبات الأخيرة وظهورهم بشكل جيد. وقال فليك: «لوكاس هيرنانديز وليون جوريتسكا تدربا وظهرا بحال جيد. ونفس الأمر ينطبق على بواتينغ وكومان. نفترض أن أولئك الذين تدربوا يمكنهم المشاركة».
وكان جوريتسكا وهيرنانديز قد غادرا الملعب بسبب إصابات عضلية خلال مباراة الذهاب أمام سان جيرمان، بينما تعرض بواتينغ وكومان للإصابة خلال مواجهة يونيون برلين.
في المقابل يأمل الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب سان جيرمان أن يكرر فريقه الأداء الكبير الذي قدمه ذهابا مرة جديدة أمام البطل الألماني في ملعب بارك دي برنس وقال: «أدرك أننا كنا أفضل خارج ملعبنا، بينما نقدم أداء أقل نسبيا على ملعبنا، هذه أمور سيتعين علينا إعادة النظر فيها في نهاية الموسم، لكن نأمل أن تتغير الأمور أمام البايرن». وأشار بوكيتينو إلى أن فريقه قد يفتقد اليوم لقائده ماركينيوس الذي تعرض لإصابة في العضلات في لقاء الذهاب، وأوضح «لا أعرف إن كان سيشارك أم لا، سنرى كيف سيكون الأمر قبل المباراة، ربما يتمكن من المشاركة. لكني لا أعتقد أنه سيكون في التشكيلة الأساسية من البداية». لكن لاعب الوسط الإيطالي الدولي ماركو فيراتي سيكون جاهزا للمشاركة بعد أن أمضى أسبوعا في العزل الصحي عقب إصابته بفيروس «كورونا» المستجد خلال وجوده مع منتخب بلاده أثناء التوقف الدولي.
وأضاف بوكيتينو: «فيراتي عاد للتدريبات لكن من الصعب مشاركته من البداية، كما نقوم أيضا بتقييم حالة أليساندرو فلورينزي الذي تعرض أيضا للإصابة بفيروس (كورونا)». وقال بوكيتينو الذي سبق ووصف بايرن ميونيخ بأنه أفضل فريق في أوروبا والعالم، بأن نتيجة مباراة اليوم سيحددها أسلوب لعب فريقه وأوضح «كان من الصعب علينا الاحتفاظ بالكرة في مواجهة برشلونة بمباراة الإياب بالجولة السابقة، بغض النظر عن الطرف الذي يلعب فإن الأمر يتعلق بالموقف الجماعي، مباراة البايرن تشكل تحديا فيما يتصل بالحفاظ على الكرة والضغط على المنافس، سنواجه لحظات صعبة ونحتاج لإظهار تكاتفنا وتلاحمنا».
وكان بوكيتينو قد كرر في أكثر من مناسبة أنه يحتاج وقتاً ليضع بصمته في نادي باريس سان جيرمان، وها هو يكمل يومه المائة وهو في وضع مطمئن، حيث يمتلك زمام الأمور عشية استضافته بايرن ميونيخ.
وتم التعاقد مع بوكيتينو أصلاً على أنه الرجل الذي سيأتي بالكأس الأوروبية التي طال انتظارها للفريق الفرنسي، خلفاً للألماني المقال توماس توخيل الذي وصل بالفريق إلى نهائي البطولة القارية الموسم الماضي وخسر أمام البايرن.
بعد نحو ثلاثة أشهر من تعيينه في إطار صفقة مبدئية تمتد 18 شهراً، لا يزال في السباق إلى المجد الأوروبي، وبات أقرب بخطوة إلى تسلم الكأس دون الحاجة لانتظار وقت طويل كما يظن.
وبعد فوزين مذهلين خارج أرضه 4 - 1 في برشلونة و3 - 2 في بايرن، أصبح سان جيرمان في وضعية مناسبة لإقصاء حامل اللقب والعبور إلى نصف النهائي. وكان سان جيرمان خارقاً خارج أرضه، مستفيداً من الأداء الناري لنجمه كيليان مبابي، مع الفوز في آخر تسع مباريات خارج الأرض بحصاد 26 هدفاً. وسجل مبابي أهدافاً مذهلة في مباريات كبيرة في مرسيليا وليون، وكانت له ثلاثية في برشلونة وثنائية في ميونيخ.
وفي المباراة الثانية التي ستقام في مدينة إشبيلية الإسبانية التي استضافت أيضا لقاء الذهاب بسبب قيود السفر الخاصة بجائحة «كورونا»، يبدو تشيلسي هو الطرف المرشح للتأهل إلى نصف النهائي بعد أن نجح في الانتصار 2 - صفر على بورتو الأسبوع الماضي.
ويقدم تشيلسي تحت قيادة مدربه الجديد الألماني توماس توخيل عروضا جيدة، حيث لم يخسر سوى مباراة واحدة من 15 مباراة في جميع المسابقات. وبعد الانتصار الثمين خارج ملعبه على بورتو 2 - صفر عاد تشيلسي وحقق فوزا كبيرا آخر على مضيفه وجاره اللندني كريستال بالاس 4 - 1 محليا ليعود للمنافسة على مكان مؤهل بدوري الأبطال الموسم المقبل.
وقال توخيل قبل مواجهة الإياب مع بورتو: «أثبتنا أننا نملك في تشيلسي جينات الأبطال، نلعب بنهم كبير وبثقة كبيرة أيضا، نريد مواصلة اللعب بشراسة وجدية من أجل حجز مكان بنصف نهائي دوري الأبطال».
وبعدما وُصف بأنه «التلميذ المدلّل» للمدرب السابق فرنك لامبارد، أكد مايسون ماونت جدارته كنجم في تشكيلة توماس توخيل، حيث يضع عليه المدرب الألماني آمالا كبيرة لحسم مواجهة اليوم ضد بورتو. ولعب الدولي الإنجليزي الذي بلغ عامه الـ22 في يناير (كانون الثاني) الماضي تحت إشراف لامبارد في ديربي كاونتي في موسم 2018 - 2019 على سبيل الإعارة من تشيلسي، قبل أن يمنحه الأخير بداياته في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما تولى الإشراف على النادي اللندني في الموسم التالي، وأثمر أداؤه المؤثر والحيوي عن حجز مقعد منتظم في تشكيلة مدرب منتخب إنجلترا غاريث ساوثغيت.
وتجسّدت أهمية ماونت بالنسبة لتشيلسي في طريقة إنهائه للهدف الأول في الفوز 2 - صفر على بورتو ذهاباً الأسبوع الماضي. وعندما أبقاه توخيل على دكة البدلاء لإراحته أمام وست بروميتش ضمن منافسات الدوري مطلع الشهر الحالي، افتقد تشيلسي لحضوره وحيويته ومني بهزيمة قاسية 2 - 5 على أرضه، كانت الأولى في جميع المسابقات منذ وصول المدرب الألماني.
في المقابل ما زال البرتغالي سيرجيو أوليفيرا هداف بورتو الذي غاب عن مواجهة الذهاب الأسبوع الماضي، يدرك أنه بإمكان فريقه قلب الأمور ضد النادي اللندني.
وبعد قرابة الشهر من قيادته بورتو إلى تأهل مثير إلى ربع نهائي البطولة القارية الأسمى على حساب مواطنه كريستيانو رونالدو وزملائه في يوفنتوس بطل إيطاليا، يأمل أوليفيرا ابن الـ28 عاماً أن تشكّل عودته هو والمهاجم الإيراني مهدي طارمي قيمة لفريقه اليوم.
وغاب أوليفيرا عن المباراة الأولى بسبب الإيقاف بعد تحصله على بطاقة إنذار ثانية في إياب ربع النهائي أمام يوفنتوس الذي سجل خلاله هدفاً غالياً من ضربة حرة في الشوط الإضافي الثاني (115)، بعد أول من ركلة جزاء في الشوط الأول ليقود فريقه إلى التأهل رغم الخسارة 3 - 2 بأفضلية الأهداف خارج الديار بعد فوزه 2 - 1 في البرتغال.
ومن المرتقب عودة أوليفيرا أمام تشيلسي اليوم رغم معاناته من إصابة عضلية طفيفة أجلسته على دكة البدلاء في فوز فريقه السبت 2 - صفر على مضيفه تونديلا، ضمن منافسات البرتغالي قبل أن يدخل في الدقيقة 67. ويضع المدرب سيرجيو كونسيساو آماله على أوليفيرا وقال: «فضلت إراحته لأنه من الصعب المجازفة أن أبدأ به أساسيا، كان علينا توخي الحذر. لدينا مباراة صعبة أمام تشيلسي وأنا أثق في الجميع».
سان جيرمان لتأكيد الجدارة والعبور لنصف النهائي... وبايرن ميونيخ للثأر واستعادة الأمل
تشيلسي مرشح لتكرار انتصاره على بورتو اليوم وحجز بطاقة في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا
سان جيرمان لتأكيد الجدارة والعبور لنصف النهائي... وبايرن ميونيخ للثأر واستعادة الأمل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة