نيجيرفان بارزاني يبحث في بغداد حلولاً مشتركة لمشاكل العراق

مستشاره لـ«الشرق الأوسط»: آن الأوان للانتقال إلى مرحلة الاستقرار

TT

نيجيرفان بارزاني يبحث في بغداد حلولاً مشتركة لمشاكل العراق

التقى رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أمس الأحد، اليوم الثاني من زيارته إلى بغداد، عدداً من القادة السياسيين، وبحث معهم المشاكل العالقة بين الإقليم وبغداد، ووضع النقاط على الحروف، وصولاً إلى مشتركات، بعد 18 عاماً على انهيار النظام السابق، وضرورة الانتقال من المرحلة الانتقالية إلى حالة من الاستقرار الدائم في العراق ضمن الإطار الدستوري، حسب المستشار الأقدم لرئيس الإقليم. وقال فلاح مصطفى، مستشار رئيس الإقليم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «أهمية الزيارة تكمن في توقيتها، إذ بعد 18 عاماً على انهيار النظام السابق، وبدء المرحلة الانتقالية في العراق، آن الأوان للانتقال إلى مرحلة الاستقرار ووضع النقاط على الحروف من خلال حل جميع المشاكل العالقة بشكل نهائي على أساس الدستور وتطبيق النظام الفيدرالي، ما سيكون عامل استقرار للبلد والمنطقة أجمع».
مصطفى أكد أن «لا بديل للحوار وهذا خيارنا الوحيد، حيث يجب الوصول إلى مشتركات تجمعنا، فلا يمكن الاستمرار بالنهج السابق في ظل ما نواجه من تحديات جمة سياسية، أمنية، اقتصادية وصحية، التي تحتاج إلى تكاتف وتعاضد الجميع»، مضيفاً أن «الإقليم مستعد لحل جميع المشاكل على أساس الشراكة الحقيقية وفق السياقات والأطر الدستورية ما يضمن العيش في وضع طبيعي ضمن العراق الذي هو عمقنا الاستراتيجي».
وأوضح أن «الزيارة شملت اجتماعات مع الرئاسات الأربعة، إضافة إلى ممثلة الأمم المتحدة في العراق ومعظم الجهات السياسية في بغداد، لتوضيح موقف الإقليم للوصول إلى تفاهمات وحلول مشتركة تضمن حقوق الجميع بشكل عادل ودستوري».
كان نيجيرفان بارزاني وصل إلى بغداد السبت على رأس وفد رفيع للقاء الرئاسات الأربعة وعدد من قادة الأحزاب السياسية العراقية،
والتقى خلال اليوم الأول من زيارته كلاً من رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس القضاء الأعلى والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، فيما استهل اليوم الثاني من زيارته بلقاء عدد من القادة السياسيين، بينهم زعيم «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم، وزعيم «جبهة الإنقاذ والتنمية» أسامة النجيفي، وزعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، وزعيم «تحالف الفتح» الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.