تايلاند.. وجهة الباحثين عن الشمس في عز الشتاء

تحاول استعادة سمعتها بتسهيلات جديدة للسياح

تايلاند.. وجهة الباحثين عن الشمس في عز الشتاء
TT

تايلاند.. وجهة الباحثين عن الشمس في عز الشتاء

تايلاند.. وجهة الباحثين عن الشمس في عز الشتاء

الاضطراب السياسي الذي عم تايلاند في العام الماضي وانتهى إلى انقلاب عسكري من جنرال هو الآن رئيس الوزراء، وحادث مقتل سائحين بريطانيين من الشباب على شاطئ جزيرة كو تاو التايلاندية، كانا من العوامل التي أسهمت في انخفاض الإقبال السياحي على تايلاند بنسبة 6.6 في المائة في العام الماضي. ولم تساعد متاعب الاقتصاد الروسي في دعم السياحة التايلاندية في العام الماضي بسبب انهيار سعر الروبل وإحجام السياح الروس عن السفر.
لكن تايلاند تظل ضمن الدول العشر الأوائل في العالم سياحيا بشهادة منظمة السياحة العالمية، كما ظلت السياحة من أهم مصادر الدخل الرئيسية في البلاد لمدة ثلاثة عقود. وتحاول تايلاند الحفاظ على مكانتها خصوصا مع زيادة شهرة دول مجاورة مثل كمبوديا ولاوس وبورما كوجهات سياحية جديدة.
وتفتتح تايلاند هذا العام 12 مدينة جديدة للسياحة مع العديد من الطرق السياحية الجديدة. كما تشمل استراتيجية تايلاند في استعادة سمعتها السياحية إدخال تغييرات على مناهج التعليم لحث الصغار على احترام السياح مع الفخر بكونهم تايلانديين والقيام بدورهم في تعزيز سمعة البلاد.
وعلى الرغم من المتاعب العابرة التي صاحبت عام 2014 في تايلاند فإن عدد السياح في البلاد ما زال عند معدلات قياسية، ووصل خلال العام الماضي إلى 24 مليون سائح. وكان متوسط زمن الإقامة نحو عشرة أيام. وتسهم السياحة بنسبة 7.9 في المائة من إجمالي الدخل القومي التايلاندي، كما أن الخدمات والصناعات المساعدة للسياحة تسهم هي الأخرى بنسبة 16.7 في المائة من إجمالي الدخل التايلاندي. لكن عام 2014 كان يمثل كبوة سياحية لتايلاند بسبب الانقلاب العسكري، حيث هبط عدد السياح من ذروة بلغها في عام 2013 بعدد 26.5 مليون سائح.
وتقع بانكوك في المركز الثالث عالميا بعد لندن ونيويورك كواحدة من المدن عالية الإقبال من الزوار الأجانب. وتعتمد تايلاند على مصادر متنوعة من السياح نصفهم تقريبا من منطقة شرق آسيا، خصوصا من اليابان وماليزيا. ومن الغرب يأتي السياح من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، كما يتوافد العديد من السياح الأستراليين على تايلاند.
من إيجابيات السياحة التايلاندية أن أكثر من نصفها (55 في المائة) هم سياح يعيدون زيارتها بعد استمتاعهم بالزيارة الأولى. ويعد موسم الذروة في تايلاند هو فصل الشتاء الذي يهرب فيه السياح من الدول الغربية من البرد. ومؤخرا زادت مؤشرات السياحة الصينية التي يفوق عدد سياحها الأربعة ملايين سائح في تايلاند سنويا. وتمثل الصين الآن الدولة الأولى سياحيا إلى تايلاند تليها ماليزيا ثم اليابان. وفيما يتوجه السياح الآسيويون إلى بانكوك فإن الغربيين يفضلون الشواطئ والجزر بالإضافة إلى بانكوك.

* سياحة العرب
* ما يهم العرب في قرار السفر إلى تايلاند سياحيا هو التأكد من أنها تنعم بالاستقرار والأمان الذي يوفر رحلة سياحية سعيدة، وكذلك التعرف على المواقع السياحية الجديرة بالزيارة في تايلاند.
الرأي السائد في دوائر وزارات الخارجية الغربية هو أن الأغلبية الساحقة من السياح تتمتع بعطلات سعيدة وآمنة في تايلاند بشرط مراعاة التقاليد المحلية وعدم الوجود في مناطق معزولة في ساعات متأخرة.
ويشير موقع «تريب أدفايزر» السياحي إلى أن تايلاند قد تكون أكثر أمانا من بعض الدول الغربية وعلى السياح الوعي بما حولهم واتباع السلوك الرشيد لتجنب المتاعب. ومن النصائح الأخرى عدم ارتداء المجوهرات أو الساعات الثمينة وعدم تركها في الغرف الفندقية والاستعانة بالخزائن الخاصة سواء في الغرفة أو لدى الفندق. وتسري هذه الإجراءات أيضا على الكاميرات وجوازات السفر والأموال.
وعلى الشواطئ يجب تجنب الأماكن المعزولة والالتزام برايات الأمان للسباحة حيث لا يوجد عمال إنقاذ بحري على الشواطئ التايلاندية. وينصح الموقع أيضا بعدم التجول ليلا في مناطق معزولة أو مظلمة. ويمكن استخدام سيارات التاكسي بشرط معرفة السائح لوجهته وعدم الدخول في دردشة لا داعي لها مع السائق.
وفي حالة استخدام «التوك توك» فلا بد من التفاوض على الثمن قبل ركوبه، ويجب السؤال عن الثمن قبل شراء هدايا أو تناول الطعام سواء في مطاعم أو من البائعين في الشوارع. ويجب الحرص على عدم إبراز مبالغ كبيرة من المال أو فرز أوراق العملة وعدها علنا في الشارع بعد تسلمها من أجهزة الصرف الآلي.
يجب أيضا تجنب عروض الصداقة والابتسامات المفاجئة التي تواجه السياح، وعدم الثقة في الأغراب خصوصا هؤلاء الذين يريدون اصطحابك إلى حيث توجد «عروض خاصة» أو «أوكازيونات». ويجب شراء التذاكر من المواقع الرسمية وليس من بائعين يحومون حولها، كما يجب الاحتفاظ برقم الشرطة السياحية في كل الأوقات.
وتبدو هذه النصائح مفيدة للعديد من الدول الأخرى أيضا وليس فقط لتايلاند.

* الطقس
* تنقسم تايلاند إلى منطقتين من حيث الطقس، الشمالية وتغطي معظم أنحاء البلاد وتنتمي إلى طقس السافانا المدارية، والأطراف الجنوبية للبلاد وهي استوائية. وتتعرض تايلاند إلى ثلاثة مواسم سنويا: الأول بارد نسبيا وجاف ويقع بين شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وفبراير (شباط)، وهو موسم مشمس وتسوده درجات حرارة ما بين 28 نهارا و15 ليلا. وتهبط درجات الحرارة كثيرا في المناطق الجبلية، أما في بانكوك فتصل درجة الحرارة نهارا خلال هذا الفصل إلى 30 درجة.
الموسم الثاني يقع بين شهري مارس (آذار) ومايو (أيار)، وهو حار وجاف وتصل فيه درجات الحرارة نهارا إلى 35 درجة. أما الموسم الثالث فهو موسم أمطار المونسون ما بين شهري مايو وأكتوبر (تشرين الأول)، وتصل فيه درجات الحرارة نهارا إلى متوسط 32 درجة، وهي حرارة لا تقل كثيرا عن هذا المعدل أثناء الليل أيضا. وتهطل الأمطار عادة في العصر والمساء، ويستمر الموسم الممطر نحو ستة أسابيع، وهو يشيع جوا من الرطوبة العالية في أنحاء تايلاند.

* عوامل الجذب
* هناك العديد من عوامل الجذب السياحي في تايلاند، منها المدن الصاخبة والشواطئ الساحرة ومئات الجزر الاستوائية والمتاحف والمواقع الأثرية والبيئة المدارية الغنية بالطيور والحيوانات. ويأتي السياح أحيانا إلى تايلاند لتعلم مهارات جديدة في دورات تدريب منها دورات في الطبخ واليوغا والمساج.
ويحتفل أهل تايلاند بالعديد من المهرجانات المحلية منها مهرجان الألعاب النارية ومهرجان الأفيال. وتعد مولات التسوق في بانكوك من عوامل الجذب السياحي وكذلك سوق «تشاوتوشاك» شمال بانكوك التي تعقد في نهاية كل أسبوع ويمكن الوصول إليها عبر مترو الأنفاق أو القطار المعلق. وهي تعتبر من أكبر الأسواق في العالم ويباع فيها كل شيء تقريبا من الأغراض المنزلية وحتى الحيوانات النادرة.
كما توجد العديد من الأسواق الليلية الموجهة للسياح وتبيع لهم الهدايا وقمصان «التيشيرت» والساعات الرخيصة. وتعد أسواق تايلاند ومطارها من أكثر الصور السياحية انتشارا على موقع «إنستغرام» وقبل معالم عالمية مثل «تايمز سكوير» في نيويورك أو «إيفل تاور» في باريس.
ومن النشاطات الفريدة في تايلاند ركوب الفيلة في مسارات بين الغابات الاستوائية. وتنتمي أفيال تايلاند إلى البيئة المحلية وكانت تستخدم في الماضي في تجارة قطع الأخشاب، ثم تحولت إلى النشاط السياحي بعد منع قطع الأشجار في عام 1989.
ويذهب بعض السياح إلى تايلاند لأغراض العلاج الطبي، وهو قطاع ينمو باستمرار. وتتمتع تايلاند بمستشفيات معروفة عالميا وأطقم طبية خبيرة بعضها تلقى تدريبه في الدول الغربية. وتنمو هذه السياحة بمعدل 16 في المائة سنويا. وتحتوي مستشفيات تايلاند على أحدث المعدات الطبية، كما أنها أرخص ثمنا من مستشفيات الغرب. وتضم تايلاند أكبر مستشفى في قارة آسيا واسمه «بومرونغراند». وبلغ عدد سياح العلاج الطبي نحو ثلاثة ملايين سائح في العام الماضي.

* وجهات تايلاندية
هذه نخبة لأهم الوجهات السياحية في تايلاند، وهي تغطي فقط أهم الوجهات المعروفة سياحية لكنها لا تشمل العديد من الوجهات الجديدة في أنحاء تايلاند:
• العاصمة بانكوك: وتضم نحو ثمانية ملايين نسمة من السكان، وتعد من المراكز السياحية والاستثمارية المهمة في آسيا. وهي توفر الكثير من عوامل الجذب السياحي للزائر مثل القصور والمتاحف والأسواق. وهي تضم شبكة جيدة من المواصلات العامة منها القطار المعلق «سكاي ترين» وهو رخيص وسهل الاستخدام ويفتح للسائح آفاق الزيارة لأرجاء المدينة. ويمكن زيارة المنتجع المائي «فلو هاوس» الذي يوفر العديد من المسابح والألعاب المائية في وسط المدينة، أو زيارة قصر «غراند بالاس» التاريخي.
• بوكيت: وهي أكبر جزيرة في تايلاند تقع في جنوب البلاد وتتصل مع الأراضي التايلاندية بجسر معلق. وهي جزيرة استراتيجية في خطوط التجارة البحرية بين الهند والصين وكانت تاريخيا تعتمد على تجارة المطاط والقصدير لكنها الآن تعتمد تماما على السياحة. وتوفر بوكيت للسياح بيئة استوائية طبيعية ودورات تدريب رياضية تشمل اليوغا وشواطئ رملية مع خلجان هادئة توفر مواقع جيدة للسباحة في مياه نظيفة. ويستمتع السياح بزيارة المدينة والمحميات الطبيعية للنمور وزيارة الغابات بعربات التلفريك المعلقة. وتنتشر أيضا رياضات الإبحار وصيد الأسماك.
• باتايا: وهي مدينة ساحلية جنوبية تقع على خليج بانكوك بتعداد يفوق المليون نسمة. وهي تتمتع بمناخ حار طوال شهور العام. ويصل السياح إليها عبر القطار أو بالباص أو السيارات الخاصة من بانكوك في غضون 90 دقيقة. ويمكن أيضا الطيران الداخلي إليها في رحلة تستغرق 45 دقيقة. وهي تشتهر بتوفير المناخ الهادئ للسياح مع رياضة الغولف والعديد من المنتجعات وحدائق الحيوانات وقرية الأفيال. ويمكن أيضا القيام برحلات بحرية بغواصة تستكشف الشعب المرجانية في الخليج.



نافورة تريفي في روما تستقبل زوارها بعد إعادة افتتاحها (صور)

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
TT

نافورة تريفي في روما تستقبل زوارها بعد إعادة افتتاحها (صور)

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)
رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)

أُعيد افتتاح نافورة تريفي الشهيرة، رسمياً، بعد أعمال تنظيف استمرت أسابيع، وقررت البلدية الحد من عدد الزوار إلى 400 في آن واحد، وفق ما أعلن رئيس بلدية روما، روبرتو غوالتيري، أمس الأحد.

وقال غوالتيري، أمام هذا المَعلم الذي اشتُهر بفضل فيلم «لا دولتشه فيتا»: «يمكن أن يوجد هنا 400 شخص في وقت واحد (...) والهدف هو السماح للجميع بالاستفادة إلى أقصى حد من النافورة، دون حشود أو ارتباك»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

رئيس بلدية روما روبرتو غوالتيري خلال حفل إعادة افتتاح النافورة الشهيرة (أ.ب)

وأشار إلى إمكان تعديل هذا العدد، في نهاية مرحلة الاختبار التي لم تحدَّد مدتها.

ولفت رئيس بلدية العاصمة الإيطالية إلى أن البلدية ستدرس، في الأشهر المقبلة، إمكان فرض «تذكرة دخول بسيطة» لتمويل أعمال مختلفة؛ بينها صيانة النافورة.

قررت البلدية الحد من عدد الزوار إلى 400 في آن واحد (رويترز)

وقال كلاوديو باريسي بريسيتشي، المسؤول عن الأصول الثقافية في دار البلدية، لـ«وكالة السحافة الفرنسية»، إن العمل على معالم روما، بما في ذلك نافورة تريفي، جرى بطريقة «تعيد إلى المدينة غالبية الآثار في الوقت المناسب لبدء يوبيل الكنيسة الكاثوليكية» الذي يبدأ في 24 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

سائح يلتقط صورة تذكارية بجانب النافورة (إ.ب.أ)

وأضاف: «استغرق العمل ثلاثة أشهر، بجهد إجمالي هائل سمح لنا بإغلاق المواقع، في وقت سابق (...) إنها عملية شاملة للتنظيف، وإزالة عناصر التدهور والأعشاب الضارة والترسبات الكلسية، وقد أثمرت نتائج استثنائية».

يزور النافورة سائحون يتراوح عددهم في الأوقات العادية بين عشرة آلاف واثني عشر ألف زائر يومياً (إ.ب.أ)

هذه التحفة الفنية الباروكية المبنية على واجهة أحد القصور تُعدّ من أكثر المواقع شعبية في روما، وقد اشتهرت من خلال فيلم «لا دولتشه فيتا» للمُخرج فيديريكو فيليني، والذي دعت فيه أنيتا إيكبيرغ شريكها في بطولة الفيلم مارتشيلو ماستروياني للانضمام إلى حوض النافورة.

وأُقيم الحفل، الأحد، تحت أمطار خفيفة، بحضور مئات السائحين، قلّد كثير منهم رئيس البلدية من خلال رمي عملات معدنية في النافورة.

تقليدياً، يعمد كثير من السياح الذين كان يتراوح عددهم في الأوقات العادية بين عشرة آلاف واثني عشر ألف زائر يومياً، إلى رمي العملات المعدنية في النافورة؛ لاعتقادهم أن ذلك يجلب لهم الحظ السعيد ويضمن عودتهم إلى روما.

التحفة الفنية الباروكية المبنية على واجهة أحد القصور من أكثر المواقع شعبية في روما (رويترز)

وفي العادة، تستردّ السلطات نحو 10 آلاف يورو أسبوعياً من هذه العملات المعدنية، تُدفع لمنظمة «كاريتاس» الخيرية لتمويل وجبات طعام للفقراء.