لاعبو شاختار يعانون من الهجرة وافتقاد دعم جماهيرهم في دوري الأبطال

الفريق الأوكراني أجبرته الحرب في شرق البلاد على الانتقال إلى مدينة لفيف من أجل خوض مبارياته

آثار الدمار الذي لحق بملعب شاختار جراء القصف على مدينة دونيتسك  -  أدريانو نجم شاختار أكد معاناة فريقه من اللعب بعيدا عن معقله وجماهيره
آثار الدمار الذي لحق بملعب شاختار جراء القصف على مدينة دونيتسك - أدريانو نجم شاختار أكد معاناة فريقه من اللعب بعيدا عن معقله وجماهيره
TT

لاعبو شاختار يعانون من الهجرة وافتقاد دعم جماهيرهم في دوري الأبطال

آثار الدمار الذي لحق بملعب شاختار جراء القصف على مدينة دونيتسك  -  أدريانو نجم شاختار أكد معاناة فريقه من اللعب بعيدا عن معقله وجماهيره
آثار الدمار الذي لحق بملعب شاختار جراء القصف على مدينة دونيتسك - أدريانو نجم شاختار أكد معاناة فريقه من اللعب بعيدا عن معقله وجماهيره

يعد عاملا الأرض والجمهور من الأسس التي تعول عليها الفرق لتدعيم نفسها في أي مسابقة تشارك فيها كما تعتبر من المسلمات في عالم كرة القدم لكن هذه «الرفاهية» لا يتمتع بها شاختار دونيتسك الأوكراني الذي يشعر بالغربة في بلاده بعدما اضطر لهجرة معقله «دونباس أرينا» بسبب الأوضاع في البلاد.
ومن المؤكد أن شاختار كان يفضل خوض مباراة اليوم ضد ضيفه العملاق بايرن ميونيخ الألماني في دوري أبطال أوروبا في معقله وبين جمهوره لكنه سيحرم من ذلك بعدما أجبرته الحرب الدائرة في شرق البلاد إلى «الهجرة» للفيف من أجل خوض مبارياته في المسابقة القارية.
ونجح شاختار حتى الآن في تجاوز الأزمة التي تعصف بأوكرانيا وتمكن من تخطي هجرته من معقله «دونباس أرينا» من أجل حجز مقعده في الدور ثمن النهائي لكن ما ينتظره أمام بايرن ميونيخ يجعله يحن كثيرا إلى جماهيره.
ولم يكن موسم شاختار عاديا على الإطلاق إذ اضطر لهجر مدينته دونيتسك بسبب النزاع الدموي القائم بين السلطات الأوكرانية والثوار الانفصاليين واتخذ من العاصمة كييف مقرا لتمارينه ومن لفيف مسرحا للمباريات القارية المقررة على أرضه، ومن ملعب «بانيكوف أرينا» في العاصمة كييف الذي يتسع لـ1700 متفرج فقط مقرا لمبارياته المحلية ما إثر كثيرا على أداء بطل أوكرانيا الذي جمع ما مجموعه 55500 متفرج فقط في المباريات الست التي خاضها في كييف خلال مبارياته الست المقررة على أرضه قبل العطلة الشتوية، أي أكثر بـ3200 متفرج فقط من حجم سعة ملعبه «دونباس أرينا».
ولم يكن أمام شاختار أي خيار سوى الهرب من مقره الذي تعرض للقصف في النزاع القائم في جنوب شرقي البلاد، خصوصا أن لاعبيه الأجانب، وبالأخص كتيبته البرازيلية المكونة من 13 لاعبا، رفضوا البقاء في المدينة لكنهم أعربوا عن تعاطفهم مع جمهورهم والسكان في ظل هذا الوضع المأساوي.
وحول ذلك قال لاعب الوسط البرازيلي تايسون: «أشعر بحزن كبير حيال الوضع الحالي في دونباس، من المؤلم أن ترى الناس مهددين طيلة الوقت بالموت. أحب أوكرانيا وأحب دونيتسك كثيرا، وأتمنى أن ينتهي هذا النزاع».
ومن البديهي أن يتأثر شاختار بهجره لمعقله والابتعاد عن جماهيره وقد انعكس ذلك جليا على أدائه في الدوري المحلي الذي توج بلقبه في المواسم الخمسة الأخيرة، إذ يحتل حاليا المركز الثاني بفارق 5 نقاط خلف دينامو كييف المتصدر ومن المستبعد كثيرا أن يتمكن هذا الموسم من الاعتماد مجددا على جمهوره المحلي من أجل الحصول على دعمه في مسعاه للقب سادس على التوالي.
ولكن على الصعيد القاري، بدا شاختار أكثر صلابة من الساحة المحلية وهو نجح في الدور الأول هز شباك باتي بوريسوف بـ 12 هدفا خلال مباراتيه مع بطل بيلاروسيا بفضل مهاجمه البرازيلي لويز أدريانو الذي يتصدر ترتيب هدافي دوري الأبطال برصيد 9 أهداف. وقال أدريانو: «من الصعب اللعب والعيش بعيدا عن موطننا لهذه الفترة الطويلة، لكن في ظل الوضع القائم حاليا من المستحيل تماما أن نلعب كرة القدم في مدينتنا. نشعر بقلق بالغ بشأن دونيتسك، مقرنا، ملعبنا وجميع من اضطر للبقاء في هناك». وأضاف: «لكن رغم جميع هذه المشاكل، يبقى هدفنا لهذا الموسم على حاله: الفوز بلقب الدوري المحلي وحجز مقعدنا في الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا».
وبدوره أعرب المدرب الروماني لشاختار ميرسيا لوشيسكو الذي قاد الفريق الأوكراني للفوز بالنسخة الأخيرة من مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي عام 2009 قبل أن تصبح «يوروبا ليغ» وإلى لقب الدوري المحلي 6 مرات، عن سعادته بالظروف التي أمنتها مدينة لفيف لشاختار، مضيفا: «نحن سعداء باللعب في لفيف. رئيسنا (رئيس النادي) كان محقا تماما حين قال بأن شاختار هو فريق لكل أوكرانيا وليس دانييتسك وحسب».
وأكد لوشيسكو الذي تحدثت وسائل الإعلام الأوكرانية عن توجهه لترك الفريق في نهاية الموسم، رغبته في قيادة بطل أوكرانيا إلى أبعد ما يمكن في دوري أبطال أوروبا، مضيفا: «أداؤنا في دوري الأبطال يمثل صورتنا، مكانتنا. ونحن مستعدون للدفاع عن مكانتنا وصورتنا». أما فيما يخص الحديث عن عدم قدرة شاختار على مقارعة بايرن خصوصا أن الفريق يفتقد إلى احتكاك المباريات بسبب توقف الدوري المحلي الذي يعاود نشاطه في 28 الشهر الحالي، قال لوشيسكو: «بعد أن وضعتنا قرعة دوري الأبطال في مواجهة بايرن، قمت بزيارة ميونيخ لمشاهدته يلعب في الدوري الألماني. بدوا مذهلين فيما يخص السيطرة على اللعب لكن، وكأي فريق آخر، هم يعانون من نقاط ضعف وهذا ما يفتح الباب أمامنا لتحقيق نتيجة إيجابية».
ومن جهته، بدا القائد التشيكي داريو سرنا متفائلا بإمكانية العودة سريعا إلى «دونباس أرينا»، معتبرا أن ما يحصل حاليا مرحلة مؤقتة ستنتهي وأن الفريق سيعود إلى موطنه في يوم من الأيام وقال: «لم يكن الوضع سهلا هذا الموسم لأننا شعرنا جميعنا أننا نخوض كل مبارياتنا خارج ملعبنا. نحن نشتاق حقا إلى جمهورنا وتشجيعه لكننا سنقدم كل ما لدينا لنأتي ببعض السعادة في هذه الأوقات الصعبة إلى أولئك الذين يحبون شاختار». وواصل «أؤمن بأنه في يوم من الأيام سنعود إلى دونباس أرينا. جميعنا يحلم بهذا الأمر».
ورغم انتمائه إلى دونيتسك التي تطالب بأغلبيتها بالانفصال عن أوكرانيا، بقي شاختار ملتزما بولائه للوطن بأكمله خلافا لبعض الأندية الأخرى التي قررت ترك البطولات الأوكرانية واللعب في روسيا ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى مناقشة الموضوع واتخاذ قرار عدم الاعتراف بنتائجها.
وطالب الاتحاد الأوكراني نظيره الأوروبي بمعاقبة الاتحاد الروسي لإشراكه أندية شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في البطولات الروسية.
وجاء قرار الاتحاد الأوكراني بعد مشاركة أندية القرم في مسابقة كأس روسيا وبعد أن أبلغ الاتحاد الروسي أندية القرم الثلاثة سيمفروبول وسيفاستوبول وزيميتشوزينا يالطا بضمها إلى دوري الدرجة الثالثة في المنطقة الجنوبية لروسيا. ودفعت الأزمة الأوكرانية القادة الكرويين الأوروبيين إلى مناقشة احتمال مقاطعة مونديال روسيا 2018 كتدبير طويل الأمد وليس خطوة فورية.
وقد دعا بعض السياسيين في بريطانيا وألمانيا في يوليو (تموز) الماضي إلى تجريد روسيا من استضافة كأس العالم، لكن الاتحاد الألماني لكرة القدم عارض مثل هذه المقاطعة، واعتبر أنه «لم تكن مجدية» مقاطعة أولمبياد 1980 في موسكو بعد غزو الجيش السوفياتي لأفغانستان. ثم جاء الموقف الرسمي من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عبر رئيسه السويسري جوزيف سيب بلاتر الذي أكد أن السلطة الكروية العليا «تدعم دون شرط أو قيد» السلطات الروسية لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2018 ويعارض احتمال المقاطعة.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.