تبادل اتهامات بين «الوطني الحر» و«المستقبل» حول إفشال المبادرة الفرنسية

TT

تبادل اتهامات بين «الوطني الحر» و«المستقبل» حول إفشال المبادرة الفرنسية

اتهم «التيار الوطني الحر» رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بـ«إفشال» المبادرة الفرنسية لتشكيل الحكومة، معتبراً في بيان أصدرته «الهيئة السياسية» بعد اجتماعها الدوري إلكترونيا برئاسة النائب جبران باسيل، أنه «لم يعد من شك في أن رئيس الحكومة المكلف يسعى لتأخير تشكيل الحكومة، ويأتي في هذا السياق تفشيله للمسعى الفرنسي الأخير»، وهو ما دفع «المستقبل» للرد، قائلاً إن «قيادة التيار تعاني التخبط والإنكار السياسي». ورأى التيار أن «الاختبار الجدي لاقتراب موعد التشكيل هو قيام الحريري بتقديم صيغة حكومية متكاملة لا غموض فيها لرئيس الجمهورية، وهو ما سوف يكشف نواياه الحقيقية بالسعي للحصول على نصف أعضاء الحكومة زائد واحد».
ورد «تيار المستقبل» ببيان جاء فيه أن قيادة «التيار» «تعاني التخبط والإنكار السياسي في أسوأ مراحلهما، وتقدم الدليل تلو الآخر على التصرف كحزب حاكم يستولي على توقيع رئاسة الجمهورية بشأن تأليف الحكومة».
وقال «المستقبل»: «من علامات الإنكار المستجدة لدى قيادة التيار، قولها إن الرئيس المكلف سعد الحريري مسؤول عن تفشيل المسعى الفرنسي الأخير، خلافاً لكل التصريحات والتقارير والمواقف التي صدرت من باريس ومن بيروت في هذا الشأن». وأضاف: «أما الخبرية التي تلجأ إليها قيادة التيار، بالحديث عن نية لدى الرئيس المكلف بالعمل للحصول على النصف زائد واحد في الحكومة، فهي محاولة مكررة للهروب إلى الأمام لتبرير التمسك بالثلث المعطل».
وأكد أن الرئيس المكلف «هو رئيس لمجلس الوزراء مجتمعاً، ولن يكون رئيساً لنصف المجلس أو ثلثه أو ربعه، والذين يقولون بأنه يطلب النصف زائد واحد، يريدون رئيسين للحكومة، رئيس كلفه مجلس النواب تشكيل الحكومة، ورئيس مكلف من التيار الوطني الحر لتعطيل عملها». وأكد أن «هذا الأمر لن يمر، وتجربة الرئيس الأصيل والرئيس غير الأصيل لن تتكرر».
ووسط السجال، تتصاعد الدعوات لتشكيل الحكومة. ورأى مقرر لجنة المال والموازنة النيابية النائب نقولا نحاس أن «الجميع يضع حكومة المهمة نصب أعينه ويفعل عكس ذلك». واعتبر في حديث إذاعي أن «المبادرة الفرنسية هي باب للولوج إلى الحلول الفعلية والإصلاحات، أما الزيارات العربية إلى بيروت فتتكامل مع الحراك الفرنسي وهدفها تأكيد الوجود العربي في المعادلة أن لبنان هو جزء من العالم العربي، وعليه احتضان الحلول للازمة اللبنانية، كما أنها أعطت منحى بتأييد خيارات الرئيس سعد الحريري».
واعتبر رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان أنه «ليس من المفروض وضع الملف الحكومي جانباً، كما أنّ تصوير الأمر أن هناك تعارضا بين استمرار مسار التدقيق الجنائي وتأليف الحكومة لا يعدو كونه تهيئات»، مشدداً على أن «الاثنين أولوية». ودعا كنعان في حديث تلفزيوني إلى التفاهم على مشروع الحكومة المقبلة بدءاً بالإصلاحات، قائلاً: «يجب تأليف الحكومة ومعالجة مسألة غياب الثقة بين مكوناتها، لأن التمترس داخل الحكومة مضرّ أكثر من عدم التأليف ويضرب آخر أمل لدى اللبنانيين».



السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
TT

السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم (السبت) ضرورة ترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم.

وقال السوداني في كلمة خلال مشاركته اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد بمناسبة ذكرى مقتل الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى في العراق» محمد باقر الحكيم: «حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة».

وأضاف: «هناك من حاول ربط التغيير في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته».

وأوضح أن «المنطقة شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة».

وتابع السوداني، في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته بموقع «فيسبوك»: «نمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون، وليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل».

ولفت إلى إكمال «العديد من الاستحقاقات المهمة، مثل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الاستحقاقات من إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دولياً».

وأكد العمل «على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار»، مشدداً على استعداد بلاده «للمساعدة في رفع معاناة أهل غزة، وهو نفس موقفنا مما تعرض له لبنان من حرب مدمرة».

ودعا السوداني «العالم لإعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية».