«رحلة لابولي لوغوز» من الهند إلى الأناضول عبر العراق

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
TT

«رحلة لابولي لوغوز» من الهند إلى الأناضول عبر العراق

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

في سلسلة أدب الرحلة صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (2015) كتاب من ترجمة خالد عبد اللطيف حسين ومراجعة دكتور أنيس عبد الخالق محمود بعنوان «رحلة لابولي لوغوز»، وهي رحلة جرت عام 1649 بين الهند والأناضول عبر العراق.
كتب دكتور محمود: «الرحلات الفرنسية التي شهدها الشرق الإسلامي خلال القرن السابع عشر قليلة عموما، ولعل هذه الرحلة واحدة من بين أندر وأهم الرحلات التي تمَّت خلال تلك المرحلة التي لا نزال بحاجة إلى كل مصدر جديد عنها».
يتناول هذا الكتاب الترجمة العربية الأولى لرحلة الفرنسي السير فرنسوا دو لابولي لوغوز، الذي زار الخليج العربي والعراق في طريقه من الهند إلى الأناضول سنة 1649، ضمن رحلة واسعة شملت أجزاء متعددة من قارات أوروبا وآسيا وإلى حد ما أفريقيا.
يضمُّ الكتاب وفرة من المعلومات المفيدة التي لا شك أن الرحّالة يتفرَّد بها، مثل حديثه عن الديانات والطوائف الدينية في العراق؛ إذ يخصص 6 فصول عن طائفة الصابئة المندائيين حينما كان في البصرة. وفي نهاية رحلته لبغداد يخصص فصلا مستقلا عن ديانة النساطرة.
ويزخر الكتاب بمعلومات على غاية من الأهمية. ومن ذلك ما قدمه عن والي البصرة علي باشا بن افراسياب، ولعله الكتاب الوحيد الذي يتحدث عن الطريقة التي نجح بها هذا الوالي في التخلص من الخطرين الفارسي والعثماني في وقت واحد. ومنها ما ذكره عن نية السلطان مراد الرابع بعد سيطرته على بغداد في سنة 1638 بالتوجه إلى البصرة وانتزاعها من أسرة افراسياب خشية وقوعها بيد الفرس. نأمل أن تسهم هذه الرحلة في سد جزء من الفراغ الكبير في معلوماتنا عن تلك المرحلة التاريخية.
يقع الكتاب في 200 صفحة من القطع الكبير.



«الأقلمة» و«العبور»... كتابان جديدان لنادية هناوي

«الأقلمة» و«العبور»... كتابان جديدان لنادية هناوي
TT

«الأقلمة» و«العبور»... كتابان جديدان لنادية هناوي

«الأقلمة» و«العبور»... كتابان جديدان لنادية هناوي

عن مؤسسة أبجد للنشر والترجمة والتوزيع صدر حديثاً كتاب «أقلمة سرد الحيوان» للدكتورة نادية هناوي ويأتي استكمالاً لمشروعها في «الأقلمة السردية»، وكانت قد بدأته بكتابها «أقلمة المرويات التراثية» وأتبعته بكتابين هما «الأقلمة السردية من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر» و«الأقلمة السردية: مخابرها الغربية - مناشئها الشرقية».

ويدور كتاب «أقلمة سرد الحيوان» في إطار النظرية السردية وما يجري في العالم من تطور في مجال دراسات الأقلمة، بغية الإفادة منها في دراسة تراث السرد العربي بكل ما فيه من نظم وتقاليد وأساليب وتقنيات، ترسيخاً لدوره التأصيلي في السرد الحديث والمعاصر، وتدليلاً على عالميته التي ترى المؤلفة أنها قد «حجبت بستر التبعية، بكل ما في الاتباع من تقريع الذات ودفن قابلياتها والتشكيك في قدراتها».

ويدخل هذا النوع من الدراسات في إطار نزعة ما بعد الإنسان التي ساهم بعض المفكرين والنقاد في تعزيزها. وممن تناولهم الكتاب بالدراسة الفيلسوف جاك دريدا بمقالته «الحيوان الذي أكون» وفيها رأى أن الحيوان يملك وجوداً متجانساً ومتناغماً مثلنا، وأن الملايين من الكائنات الأخرى تتطلب منا أن نبدأ في التعامل معها بجدية. واستعاد دريدا ما قاله ميشال دي مونتيني (1533 - 1592) حين كتب اعتذاراً إلى ريموند سيبوند، متسائلاً عن علاقته بقطته. فالقطة كيان حقيقي وتحديقها فيه تأمل وله معنى. أما جان فرنسوا ليوتار فطرح أسئلة كثيرة حول علم الأجناس وما هو غير إنساني وتساءل: «ماذا لو كان البشر بذاك الإدراك الحسي الإنساني في عملية إكراهية لتحويلهم إلى غير البشر؟ ماذا لو كان ما نعرف أنه مناسب للبشر قد أصبح ملائماً لغير البشر؟». ومن جهته افترض فرانسيس فوكوياما في كتابه «مستقبلنا ما بعد البشري» أن الإنسان في أصل تكوينه حيوان ثقافي، ومن المستحيل أن نتحدث عن حقوق الإنسان، وبالتالي عن العدالة والسياسة والفضيلة بصورة أكثر عمومية من دون أن يكون لدينا مفهوم ما عن ماهية البشر كنوع حي. فالبشر أحرار في صوغ سلوكياتهم الخاصة لأنهم حيوانات ثقافية قادرة على تعديل الذات، ومثلما أن الحيوانات تتصارع من أجل البقاء والاعتراف بالغلبة فكذلك البشر يتصارعون.

وتؤكد المؤلفة أن تبني المدرسة الأنجلوأميركية لنزعة ما بعد الإنسان، هو الذي وسّع مدارات علوم السرد ما بعد الكلاسيكية باتجاهات بشرية وغير بشرية، ويعد علم سرد الحيوان واحداً من تلك العلوم المستجدة وميداناً بحثياً يُختبر فيه كل ما هو نظري وإجرائي له صلة بعلاقة الإنسان بالحيوان من جهة ويتقارب أو يتداخل من جهة أخرى مع ميادين علمية أخرى، لعل أهمها علم البيئة من ناحية ما للإنسان من دور رئيس في دمار الطبيعة وتهديد نظامها الإحيائي النباتي والحيواني. ويساهم في ذلك كله ظهور جمعيات ومنظمات تدافع عن البيئة وتدعو إلى الرفق بالحيوان.

في السياق نفسه، صدر حديثاً عن المؤسسة نفسها كتاب آخر للدكتورة نادية هناوي بعنوان «العبور الأجناسي: الأشكال - الأنواع - القضايا»، ويعد الكتاب السادس فيما بحثته المؤلفة في هذه النظرية من قضايا وتفريعات بعد كتبها «نحو نظرية عابرة للأجناس» 2019 و«الطائر المكدود في البحث عن اليقين المفقود لعبد الرحمن طهمازي» 2021 و«غاليانو صياد الكلام والعبور الأجناسي» 2022 و«قصيدة النثر العابرة في مطولات الشاعر منصف الوهايبي» 2024 و«السونيت في شعر حسب الشيخ جعفر» 2023.