الرباط تفادت {فتح معركة} مع الجزائر في أزمة الأراضي الحدودية

مغربية في إقليم فجيج (شرق المغرب) على الحدود مع الجزائر في 19 مارس الماضي (أ.ف.ب)
مغربية في إقليم فجيج (شرق المغرب) على الحدود مع الجزائر في 19 مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

الرباط تفادت {فتح معركة} مع الجزائر في أزمة الأراضي الحدودية

مغربية في إقليم فجيج (شرق المغرب) على الحدود مع الجزائر في 19 مارس الماضي (أ.ف.ب)
مغربية في إقليم فجيج (شرق المغرب) على الحدود مع الجزائر في 19 مارس الماضي (أ.ف.ب)

في سياق تفاعلات قضية منطقة وادي العرجة في إقليم فجيج (شرق المغرب)، الواقع على الحدود مع الجزائر، التي اندلعت بعد منع قوات الجيش الجزائري في 18 مارس (آذار) الماضي العديد من الفلاحين المغاربة من استغلال أراضيهم التي ورثوها عن أجدادهم، أفاد مصدر مغربي «الشرق الأوسط» بأن السلطات المغربية تعاملت «من دون تشنج» مع الموقف الجزائري لتفادي «فتح معركة» تنتظرها الجزائر.
وأفاد المصدر ذاته بأنه بما أن السلطات الجزائرية اعتبرت أن الإجراءات التي قامت بها في وادي العرجة مرتبطة بمواجهة «كورونا»، فإن المغرب اعتبر الموقف الجزائري «ظرفياً»، مشيراً إلى أن السلطات المغربية تدرك أن قيامها برد فعل سيكون «هو ما تريده الجزائر وسيصب في مصلحتها»، لذلك تعامل المغرب بهدوء مع هذا الموضوع.
وأوضح المصدر أن السلوك الجزائري كان مثيراً لأن قوات الدرك الجزائري هي التي «طلبت مباشرة من الفلاحين المغاربة مغادرة أراضيهم من دون أن يقع أي اتصال مع السلطات المغربية».
وأشار المصدر إلى أن المغرب يعرف سبب السلوك الجزائري، المرتبط بما حققه المغرب من مكتسبات في منطقة الكركارات الواقعة على الحدود مع موريتانيا بإبعاد عناصر جبهة البوليساريو في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما عرقلت حركة المرور والحركة التجارية، إضافة إلى الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء.
واعتبر المصدر أن الجزائر تعيش صعوبات سياسية، فمن جهة هناك «صراع الأجنحة وسط نخبة الحكم»، ومن جهة ثانية هناك «الحراك الشعبي المتواصل الذي يطالب بدولة مدنية»، وأيضاً هناك انتقادات أوضاع حقوق الإنسان في البلد التي أشار إليها تقرير لوزارة الخارجية الأميركية الذي صدر أخيراً. وبخصوص الفلاحين المغاربة الذين فقدوا أراضيهم التي استغلوها لسنوات، أفاد المصدر بأن وزارتي الداخلية المغربية والفلاحة ستتولى مساعدة هؤلاء ومتابعة قضيتهم.
وكانت منطقة فجيج على الحدود المغربية - الجزائرية عاشت حالة من التوتر بعدما طلبت عناصر من الجيش الجزائري من مزارعين مغاربة إخلاء منطقة العرجة (شمال شرقي فجيج)، بالقرب من واد زوزفانة، مدعيةً أنها أرض جزائرية، وأدى ذلك إلى احتجاج السكان الذين يقولون إنهم يستغلون هذه الأراضي منذ سنوات.
ومنحت السلطات الجزائرية للفلاحين المغاربة مهلة انتهت في 18 مارس الماضي لمغادرة أراضيهم وعدم العودة إليها بدعوى أنها أرض جزائرية طبقاً لمعاهدة حدودية تعود لسنة 1972.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.