اشتباك بين «الاقتصاد» وأصحاب الأفران يعرقل حصول اللبنانيين على الخبز

TT

اشتباك بين «الاقتصاد» وأصحاب الأفران يعرقل حصول اللبنانيين على الخبز

يدفع اللبنانيون ثمن الاشتباك بين اتحاد نقابات الأفران والمخابز في لبنان ووزارة الاقتصاد التي تصدر قرارات متعلقة برفع ثمن ربطة الخبز أو تخفيضه، أو وزن الربطة بمعزل عن أي توافق معهم، وهو ما دفعهم لتعليق توزيع الخبز على البقالات والسوبرماركت.
وأثار قرار نقابات الأفران والمخابز في لبنان القاضي بحصر بيع الخبز في صالاتها، ارتباكاً في السوق وخصوصاً في القرى حيث بات اللبنانيون مضطرين إلى التوجه إلى المدن أو بلدات أخرى للحصول على الخبز.
وكانت الأفران توفر توزيع الخبز على البقالات ومحال السوبرماركت ما يتيح للسكان الحصول على الخبز من أقرب نقطة. لكن التوزيع باتت تكلفته عالية، بالنظر إلى ازدياد سعر المحروقات واحتساب صيانة الآليات على سعر الدولار في السوق السوداء.
وفي بيان له قال اتحاد نقابات الأفران والمخابز في لبنان مساء الخميس إن «وزير الاقتصاد والتجارة يتخذ القرارات المتعلقة بالقطاع بعيداً عن رأي النقابات المعنية ولا سيما لجهة إعداد دراسة الكلفة، مع العلم أنه يجتمع مع المطاحن ويتخذ قراراته بزيادة سعر الطحين دون الرجوع إلى نقابات الأفران»، مؤكدة أن «نقابات الأفران تقدمت بكل ما طلب منها من فواتير ومستندات ليصار على ضوئها إلى تحديد سعر ربطة الخبز إلا أن الوزير اعتبر أن هذه المستندات والفواتير غير كافية ضارباً بها عرض الحائط وكأنه يسعى إلى مشكلة مع أصحاب الأفران».
وتوقف الاتحاد «عند التعرفة الأخيرة التي حمل فيها صاحب الفرن 6 آلاف ليرة لبنانية زيادة في سعر طن الطحين مع احتساب سعر الدولار على 11700 ليرة علما بأن سعره في السوق السوداء 12050 ليرة حين صدور القرار ليلا، والذي زاد فيه وزن الربطة الكبيرة 15 غراما وعشرة غرامات للربطة الصغيرة دون الرجوع إلى النقابات المعنية».
وقال إنه نتيجة المناقشات، قررت الجمعية العمومية «التأكيد على طرح كل المطالب على طاولة البحث مع وزير الاقتصاد والتجارة وتوقيف توزيع الخبز وحصر البيع في صالات الأفران والمخابز اعتبارا من يوم الجمعة (أمس) وحتى إشعار آخر».
ويأتي قرار الاتحاد بعد وضع وزارة الاقتصاد سعراً جديداً لربطة الخبز يوم أمس، عبر زيادة الوزن وخفض السعر، بتحديد زنة الحجم الكبير 920 غراما بسعر 2500 ليرة لبنانية (0.20 دولاراً على سعر صرف السوق) وحجم الوسط، زنة 440 غراما، بسعر 1750 ليرة لبنانية (0.15 دولاراً وفق سعر صرف السوق السوداء)، وذلك بعدما كانت حددت سعر الربطة الكبيرة، زنة 905 غرامات بسعر 2500 ليرة لبنانية والحجم الوسـط زنة 430 غراما بسعر 1750 ليرة لبنانية.
ويخضع سعر ربطة الخبز منذ عام لتغيرات نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي يقول أصحاب الأفران أنه ينعكس على تكلفة إنتاجها رغم أنهم يحصلون على الطحين المدعوم، على غرار أنواع عدة من المواد الأولية والغذائية، وقد عمدوا في وقت سابق مرات عدة إلى تنفيذ إضرابات وتحركات مطالبين برفع سعر ربطة الخبز، الذي كان محددا بـ1500 ليرة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.