تصعيد في إدلب بعد مقتل 7 مدنيين بقصف من قوات النظام السوري

TT

تصعيد في إدلب بعد مقتل 7 مدنيين بقصف من قوات النظام السوري

واصل النظام السوري تصعيده في إدلب بعد مجزرة نفذها في ريفها الغربي، أسفرت عن مقتل 7 مدنيين وإصابة 3 أطفال، في وقت نفت فيه مصادر تركية استهداف قواتها للمدنيين في شمال سوريا، وسط تقارير عن انتهاكات واسعة. وأعلنت روسيا إحباط هجوم خططت له في القرم «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على مناطق في إدلب.
ونفذت قوات النظام، أمس (الجمعة)، قصفاً على مناطق في أطراف مدينة أريحا وأماكن أخرى في البارة بجبل الزاوية جنوب إدلب، كما قصفت قوات النظام، بعد منتصف ليل الخميس، مناطق في الفطيرة وسفوهن والبارة وأطراف كنصفرة وفليفل بريف إدلب الجنوبي، دون معلومات عن خسائر بشرية.
جاء ذلك بعدما قُتل 7 مدنيين وأُصيب 3 أطفال عندما استهدفت قوات النظام سيارة مدنية بصاروخ موجه في ريف إدلب الغربي في منطقة تتمركز بها القوات التركية، مساء أول من أمس.
وكثّف الطيران الحربي الروسي من غاراته على مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية في محافظة إدلب قبل يومين، دون وقوع ضحايا، إذ استهدف حرش قرية بسنقول، جنوب غربي إدلب، ما تسبب في هلع شديد لدى الأهالي.
في الوقت ذاته، نفت مصادر عسكرية تركية استهداف القوات التركية للمدنيين في المناطق التي توجد بها في شمال سوريا، مؤكدة أنها تستهدف من سمّتهم «الإرهابيين» فقط. وقالت لوكالة الأناضول إن «القوات التركية تستهدف الإرهابيين فقط، وتختار أهدافها دائماً وفقا لذلك، وإن المدنيين الأبرياء، والبيئة، والمواقع الأثرية، والمباني الدينية والثقافية، عناصر لا يجوز المساس بها بالنسبة للجيش التركي».
ونفذت تركيا 3 عمليات عسكرية في شمال سوريا هي «درع الفرات» عام 2016، و«غصن الزيتون» في عفرين عام 2018، وكلاهما في محافظة حلب في غرب نهر الفرات، و«نبع السلام» عام 2019 في شرق الفرات، واستهدفت بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تعد أقوى حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي.
وتواجه تركيا اتهامات متزايدة بارتكاب انتهاكات خطيرة بعضها يرقى إلى مستوى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية في المناطق التي سيطرت عليها بدعم من الفصائل السورية المسلحة الموالية لها في شمال سوريا، عبر هذه العمليات، لكنها تنفي باستمرار أن تكون قد ارتكبت أي انتهاكات.
بينما تؤكد أنقرة أن الجيش التركي «يتوخى أعلى درجات الدقة والحذر تجاه المدنيين والمناطق الأثرية والتاريخية».
وسبق أن أشارت تقارير دولية إلى عمليات نهب واعتداء على ممتلكات سكان شمال سوريا، غالبيتها نفذتها الفصائل المسلحة التي شكلتها تركيا. وأكدت التقارير أن تركيا «ارتكبت خلال عملياتها العسكرية الثلاث في شمال سوريا جرائم بحق المدنيين الأكراد، وأنها تسببت في مقتل المئات منهم بذريعة مواجهة التنظيمات الكردية السورية التي تصنفها أنقرة تنظيمات إرهابية، رغم ادعاءاتها بالتزام قواتها بالمواثيق الدولية والقوانين خلال تلك العمليات، وتبريرها بأنها دفاع عن النفس».
إلى ذلك، أحبطت قوات الأمن الروسية هجوماً إرهابياً في مدينة سيمفروبول بالقرم، الجمعة، واحتجزت اثنين من أنصار تنظيم «هيئة تحرير الشام» الإرهابي المحظور في روسيا.
وجاء في بيان لهيئة الأمن الاتحادية الروسية، أن «الإرهابيين الاثنين كانا يعتزمان تفجير إحدى المؤسسات التعليمية في مدينة سيمفروبول عاصمة القرم، ثم الهرب إلى سوريا عبر أوكرانيا وتركيا»، بحسب ما أوردته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وقال البيان: «منع جهاز الأمن هجوماً إرهابياً في جمهورية القرم، حيث تم اعتقال مواطنين روسيين من مواليد 1992 و1999 من أنصار التنظيم الإرهابي الدولي هيئة تحرير الشام المحظور في روسيا. وقد خططا لهجوم مسلح باستخدام قنابل يدوية الصنع على إحدى المؤسسات التعليمية في سيمفروبول».
وضبط الأمن مكونات صنع عبوات ناسفة ومتفجرات، وعثر في مراسلاتهم على تعليمات بشأن صناعتها، إضافة إلى تبادل رسائل صوتية مع مبعوثين من منظمة إرهابية دولية لمناقشة أعمال إرهابية مخططة تؤكد تورط المعتقلين في تمويل الإرهاب والترويج له.
وأعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو تبذل قصارى جهدها لخلق عالم خالٍ من الألغام، وجعل إزالة الألغام في سوريا إحدى أولوياتها.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.