جهود حكومية لاستبدال «التوك توك» بسيارات صغيرة في مصر

وسط دعوات برلمانية لـ«تقنين وضعه القانوني»

TT

جهود حكومية لاستبدال «التوك توك» بسيارات صغيرة في مصر

في إطار الجهود الحكومية المصرية لـ«استبدال (التوك توك)، (أشهر وسائل المواصلات الشعبية في البلاد) بسيارات صغيرة». شكلت وزارة الصناعة والتجارة المصرية «لجنة لوضع آليات تنفيذ مشروع إحلال سيارات بديلة لـ(التوك توك)». وقال متحدث وزارة التنمية المحلية في مصر، خالد قاسم، إن «مبادرة تحويل (التوك توك) إلى سيارات (منى فان) ستكون في المحافظات والمدن الرئيسية الكبرى»، مضيفاً أن «آلية إحلال (التوك توك) سوف تكون بشكل يتناسب مع دخول المواطنين»، مؤكداً أن «الدولة المصرية توقفت عن استيراد (التوك توك) منذ عام».
الجهود الحكومية بشأن «التوك توك» تأتي وسط دعوات برلمانية لـ«ضرورة التدخل من قبل الحكومة لـ«تقنين وضع (التوك توك) القانوني». وكانت وزارة الصناعة المصرية قد قررت أخيراً تشكيل لجنة لوضع الآليات التنفيذية لمشروع إحلال سيارات بديلة لـ«التوك توك»... وتتولى اللجنة «تحديد مصادر وطرق تمويل الإحلال والاستبدال».
رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، سبق أن دعا في سبتمبر (أيلول) عام 2019 إلى «البدء في برنامج لاستبدال وإحلال (التوك توك) بسيارات آمنة ومرخصة».
ويرى مراقبون أن الـ«(توك توك) ساهم في حل مشكلات كثيرة في (أزمة المواصلات) خصوصاً بالمناطق النائية؛ إلا أن سجل (مخالفاته) يزداد يومياً، بعد أن تزايدت معدلات الجريمة والحوادث التي يتم ارتكابها عبر (التوك توك)، وهو الأمر الذي دفع الحكومة للتفكير في حلول كثيرة للقضاء على الأزمات التي يسببها».
من جهته، أكد متحدث «التنمية المحلية»، أن «خطة استبدال (التوك توك) بـ(الميني فان) في المدن والمحافظات الكبرى، ستكون مثلما يحدث في مبادرة (إحلال السيارات)»... و«التوك توك»، وهو (عربة صغيرة) كان يسير في البداية بالمناطق النائية والشعبية والعشوائية، لكن تزايد أخيراً في ميادين رئيسية بالقاهرة والمحافظات المصرية، الأمر الذي تسبب في أزمات مرورية. ووفق متحدث «التنمية المحلية» فإن «وجود (التوك توك) في الشوارع الرئيسية بعواصم المحافظات والمدن الكبرى، يعتبر مخالفة صريحة، ويتم التحفظ عليه»، موضحاً في تصريحات متلفزة مساء أول من أمس، أنه «يتم السماح بـ(التوك توك) في الشوارع الفرعية ببعض الأحياء والقرى والنجوع وتوابعها؛ لكن بترخيص»، مضيفاً أنه «تم ترخيص ما يقرب من 245 ألف (توك توك) منذ العام الماضي حتى الأيام القليلة الماضية»، مؤكداً أنه «سيتم وضع خط سير لـ(التوك توك) ويوضع عليه اسم صاحبه، ورقم خاص به، وتعريفة مالية طبقاً لخط السير، ولن يتم الترخيص لأي شخص أقل من 18 عاماً».
وذكر النائب محمود قاسم، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، في طلب إحاطة تقدم به للبرلمان، في وقت سابق، أن «عدد مركبات (التوك توك) في مصر يزيد عن 4 ملايين مركبة، وهذه يمثل (كارثة)»، موضحاً «صحيح أن هناك شريحة كبرى من المواطنين أصبحوا يعتمدون على (التوك توك) اعتماداً رئيسياً للتنقل داخل المناطق المكتظة بالسكان»؛ لكنه «أصبح ظاهرة (خطيرة) في المجتمع».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.