ارتفاع مفاجئ للمخزونات يضغط أسواق النفط

روسيا تدرس فرض قيود على تصدير البنزين

هبطت أسعار النفط بعد بيانات عن ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية (رويترز)
هبطت أسعار النفط بعد بيانات عن ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية (رويترز)
TT

ارتفاع مفاجئ للمخزونات يضغط أسواق النفط

هبطت أسعار النفط بعد بيانات عن ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية (رويترز)
هبطت أسعار النفط بعد بيانات عن ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية (رويترز)

هبطت أسعار النفط الخميس بعد بيانات رسمية كشفت عن ارتفاع مخزونات البنزين الأميركية على نحو كبير مما أثار مخاوف بشأن ضعف الطلب لدى أكبر مستهلك للخام في العالم، في الوقت الذي ترتفع فيه الإمدادات بأنحاء العالم.
وتراجع «خام برنت» 38 سنتاً أو ما يوازي 0.60 في المائة إلى 62.78 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:28 بتوقيت غرينيتش. وهبط الخام الأميركي 54 سنتاً أو ما يعادل 0.90 في المائة إلى 59.23 دولار للبرميل.
وقالت «إدارة معلومات الطاقة» الأميركية إنه بينما انخفضت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بأكثر مما توقعه المحللون، قفزت مخزونات البنزين بقوة، خلافاً للتوقعات أيضاً.
وانخفضت مخزونات النفط 3.5 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى نحو 502 مليون برميل، وزادت مخزونات البنزين 4 ملايين برميل، مقابل توقعات بانخفاض إلى ما يقل قليلاً عن 230 مليون برميل؛ إذ كثفت شركات التكرير الإنتاج قبل موسم الصيف حين تزيد قيادة السيارات.
في الوقت ذاته، يقول متعاملون إن الإمدادات ترتفع في أنحاء العالم، فيما زاد إنتاج روسيا في أول بضعة أيام من أبريل (نيسان) الحالي على متوسط المستويات المسجلة في مارس (آذار) الماضي. وربما تُرفع بعض العقوبات عن إيران، مما يضيف إلى الإمدادات العالمية؛ إذ تجري الولايات المتحدة وقوى أخرى محادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي الذي أوقف تقريباً النفط الإيراني عن الدخول إلى السوق.
وأظهرت مسودة وثيقة حكومية، الخميس، أن روسيا تتوقع إمكانية استمرار تداعيات جائحة «كوفيد19» على الاستهلاك العالمي من النفط ومنتجاته حتى 2023 - 2024. وتتضمن المسودة الخطوط العريضة للتطورات المتوقعة في قطاع النفط حتى عام 2035. وتُظهر أن حصة روسيا من سوق النفط العالمية قد تتقلص بسبب القيود المفروضة على الإنتاج والصادرات.
من ناحية أخرى؛ قال صندوق النقد الدولي في الأسبوع الحالي إن الإنفاق العام الضخم الهادف لمكافحة جائحة «كوفيد19» ربما يزيد النمو العالمي إلى 6 في المائة خلال العام الحالي، وهو معدل لم يُسجل منذ السبعينات. ومن شأن ارتفاع النمو الاقتصادي تعزيز الطلب على النفط ومنتجاته، مما يساهم في خفض المخزونات.
وقالت «إيه إن زد ريسيرش» في مذكرة إن «خلفية أكثر إيجابية على الصعيد الكلي من المرجح أن تستقطب مزيداً من اهتمام المستثمرين إلى القطاع»، مؤكدة وجهة نظرها بأن «خام برنت» سيبلغ 75 دولاراً للبرميل في الربع الثالث.
ويتوقع خبراء المجموعة تراجع المخزون العالمي من النفط الخام، رغم قرار دول تجمع «أوبك بلس» زيادة إنتاجها من الخام بمقدار مليوني برميل يومياً. وبحسب محللي المجموعة المصرفية؛ بينهم دانيال هاينز، فمن المتوقع زيادة المعروض في سوق النفط العالمية خلال الربع الثاني من العام الحالي بمقدار 400 ألف برميل يومياً، بعد قرار دول «أوبك بلس» زيادة إنتاجها. ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن تقرير خبراء المجموعة القول إنه من المنتظر اللجوء إلى السحب من المخزون العالمي للخام خلال النصف الثاني من العام الحالي.
وكانت دول «أوبك بلس» وافقت يوم الخميس الماضي على زيادة إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً بشكل تدريجي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع إعادة السعودية ضخ المليون برميل يومياً التي كانت قد خفضتها طواعية من إنتاجها خلال الشهور الماضية.
وفي شأن منفصل، ذكرت تقارير صحافية أن الحكومة الروسية تدرس فرض قيود على صادرات البنزين لأسابيع عدة بهدف الحد من ارتفاع أسعاره في السوق المحلية. وأشارت وكالة «بلومبرغ» إلى أن إيغور أريتيميف، مساعد رئيس الوزراء، اقترح على نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة ألكسندر نوفاك، في رسالة يوم 25 مارس (آذار) الماضي، فرض قيود مؤقتة على صادرات بعض المنتجات النفطية.
ونقلت صحيفة «في تايمز» عن مصادر أن فرض قيود مؤقتة على صادرات البنزين يمكن أن يحمي السوق المحلية من الارتفاع المستمر لأسعاره. وبحسب «هيئة الإحصاء الاتحادية الروسية»؛ فقد ارتفع سعر البنزين حتى يوم 5 أبريل (نيسان) الحالي بنسبة 3.2 في المائة سنوياً.


مقالات ذات صلة

«أديس» السعودية تبرم عقد إيجار لمنصة حفر بحرية في نيجيريا بـ21.8 مليون دولار

الاقتصاد إحدى منصات «أديس» البحرية (موقع الشركة الإلكتروني)

«أديس» السعودية تبرم عقد إيجار لمنصة حفر بحرية في نيجيريا بـ21.8 مليون دولار

أعلنت شركة «أديس القابضة» السعودية فوز منصتها البحرية المرفوعة «أدمارين 504» بعقد حفر مع شركة «بريتانيا-يو» في نيجيريا بنحو 81.8 مليون ريال (21.8 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خزانات تخزين النفط الخام في منشأة «إينبريدج» في شيروود بارك في أفق مدينة إدمونتون في كندا (رويترز)

الزيادة الكبيرة في مخزونات الوقود الأميركية تخفّض أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، يوم الخميس، بعد زيادة كبيرة في مخزونات الوقود في الولايات المتحدة أكبر مستخدم للنفط في العالم.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد العلم الإيراني مع نموذج مصغر لرافعة مضخة للنفط (أرشيفية- رويترز)

«رويترز»: إيران تضغط على الصين لبيع نفط عالق بقيمة 1.7 مليار دولار

قالت مصادر مطلعة، 3 منها إيرانية وأحدها صيني، إن طهران تسعى لاستعادة 25 مليون برميل من النفط عالقة في ميناءين بالصين منذ 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

قلّصت شركة شل توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع الأخير وقالت إن نتائج تداول النفط والغاز من المتوقع أن تكون أقل بكثير من الأشهر الـ3 الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سفن الشحن راسية قبالة الساحل وتتقاسم المساحة مع منصات النفط قبل التوجه إلى ميناء لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

النفط يرتفع بدعم تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الأربعاء، مع تقلص الإمدادات من روسيا وأعضاء منظمة «أوبك»، وبعد أن أشار تقرير إلى انخفاض آخر بمخزونات النفط الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.