محمد الحوثي يمارس صلاحيات الرئيس من القصر الجمهوري ويدعو لاجتماع مع النواب

صالح يدعو إلى اتفاق يضمن التوافق للخروج من الأزمة

محمد الحوثي يمارس صلاحيات الرئيس من القصر الجمهوري ويدعو لاجتماع مع النواب
TT

محمد الحوثي يمارس صلاحيات الرئيس من القصر الجمهوري ويدعو لاجتماع مع النواب

محمد الحوثي يمارس صلاحيات الرئيس من القصر الجمهوري ويدعو لاجتماع مع النواب

واصل محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية، كما تسمى، ممارسة مهام وصلاحيات رئيس البلاد الفعلي من خلال الاجتماعات التي يعقدها، بصورة مستمرة، في القصر الجمهوري بصنعاء.
وناقشت اللجنة في اجتماع بالقصر الجمهوري أمس، «اللائحة المنظمة لعملها خلال الفترة المقبلة ومهامها في متابعة تسيير شؤون الدولة لحين تشكيل مؤسساتها وفقا للإعلان الدستوري». وضمن ما تطرق إليه الاجتماع أمس «قضية سيطرة تنظيم القاعدة على المواقع والألوية العسكرية في عدد من محافظات الجمهورية». وطالبت اللجنة «بهذا الخصوص اللجنة الأمنية العليا بعقد اجتماع لمناقشة التحديات الأمنية واتخاذ ما يلزم».
واستغربت اللجنة الثورية صمت القوى السياسية على هذه الأعمال التي تستهدف ألوية تابعة للمؤسسة العسكرية في عدد من المناطق، معتبرة تلك الأعمال مؤشرا خطيرا وتحديا كبيرا تواجههما المؤسسة العسكرية والأمنية مما يتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة إزاءها من قبل اللجنة الأمنية العليا لاستعادة هذه المعسكرات وإعادة الاعتبار لهذه المؤسسة». ودعت اللجنة الثورية أعضاء مجلس النواب المنحل إلى الاجتماع اليوم بالقصر الجمهوري، غير أن الكثير من القوى البرلمانية أكدت عدم مشاركتها في اجتماع دعت إليه «هيئة غير شرعية». من جهته، دعا حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، القوى السياسية في الساحة اليمنية إلى اتفاق يضمن التوافق ويجنب البلاد الويلات. وعقدت اللجنة العامة (المكتب السياسي) اجتماعا برئاسة صالح وبمشاركة أحزاب التحالف الوطني المقربة من الحزب، وحسب مصادر في المؤتمر الشعبي، فإن الاجتماع استعرض الوضع الذي تعيشه البلاد وقال إنها «تمر بمنعطف خطير يهدد أمن واقتصاد الوطن وسلمه الاجتماعي في ظل غياب قيادة للدولة مسؤولة عن حفظ أمن وسلامة واستقرار ووحدة البلاد والحفاظ على مكتسباتها الوطنية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها نتيجة استقالة رئيس الجمهورية».
وذكرت المصادر أن المفاوضين باسم الحزب شرحوا للقيادة ملخصا للنقاشات، وجرى التأكيد على أن «الحوار مع كافة القوى السياسية كان وسيظل المخرج الوحيد والآمن من الأزمة الراهنة». ودعا حزب المؤتمر إلى «التوصل إلى اتفاق سياسي في أقرب وقت ممكن بما يحافظ على الشرعية الدستورية ووفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني المتوافق عليها واتفاق السلم والشراكة الوطنية لأن الوطن لم يعد يحتمل المزيد من الاختلاف والشقاق الذي يدفع ثمنه المواطن العادي». وتشير مصادر خاصة إلى أن جوهر الخلاف بين الحوثيين وحزب المؤتمر يتركز حول تمسك الأخير بمجلس النواب (البرلمان) الذي يمتلك فيه الأغلبية ويرفض فكرة تشكيل المجلس الوطني الانتقالي التي نص عليها الإعلان الدستوري للحوثيين.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.