الحوثيون يحشدون مزيداً من عناصرهم لمواصلة الضغط على مأرب

تصاعد المعارك في جبهات تعز... والتصدي لخروق في الحديدة

قوات حراسة تابعة للحكومة اليمنية في مأرب (أ.ب)
قوات حراسة تابعة للحكومة اليمنية في مأرب (أ.ب)
TT

الحوثيون يحشدون مزيداً من عناصرهم لمواصلة الضغط على مأرب

قوات حراسة تابعة للحكومة اليمنية في مأرب (أ.ب)
قوات حراسة تابعة للحكومة اليمنية في مأرب (أ.ب)

ذكرت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء أن قادة الميليشيات الحوثية تلقوا أوامر من زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، لتكثيف الضغط على محافظة مأرب، عبر حشد المزيد من المجندين ضمن مسعاه للسيطرة على المحافظة النفطية.
وأفادت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بأن الحوثي شدّد على كبار قيادات ميليشياته من أجل تحقيق أي اختراق ميداني باتجاه مأرب قبل حلول شهر رمضان المبارك، مهما كانت الخسائر.
ورغم أن الجماعة خسرت في الثلاثة الأشهر الماضية أكثر من 5 آلاف عنصر من مسلحيها، بينهم العشرات ممن ينتحلون رتباً عسكرية رفيعة، فإن زعيمها الحوثي أمر الميليشيات بحشد مقاتلين جدد من صعدة وعمران وذمار وإب، على أمل إسقاط مدينة مأرب التي تعد أهم معاقل الحكومة الشرعية والجيش اليمني.
وبحسب المصادر، فإن زعيم الميليشيات وبخ كبار قادته لعجزهم عن حسم المعركة التي يرى فيها أنها المعركة المصيرية، بالنظر إلى الأهمية الاستراتيجية التي تمثلها محافظة مأرب.
وفي حين كانت الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن وجهوا دعوات للجماعة لخفض التصعيد وعدم استهداف النازحين في مخيمات مأرب، قالت المصادر إن الميليشيات تنوي الدفع بنحو 2000 مجند إلى غرب مأرب وجنوبها وشمالها الغربي، تنفيذاً لأوامر زعيمها.
ويوم الثلاثاء، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني بأن القوات الحكومية نصبت كمينا محكما لمجموعة من عناصر ميليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران، في جبهة صرواح، غرب المحافظة حيث استدرجتهم وهاجمتهم، وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
وبحسب ما ذكره الموقع الرسمي للجيش، فقد «حاولت الميليشيا الحوثية إرسال تعزيزات لفك الحصار عن عناصرها التي وقعت بالكمين، إلا أن مدفعية الجيش استهدفت تلك التعزيزات، ودمرتها، وكبدتها قتلى وجرحى».
في غضون ذلك ذكرت مصادر الإعلام العسكري أن قيادياً بارزاً في الجماعة قُتل أمس (الأربعاء) بنيران الجيش الوطني جنوب شرقي محافظة تعز التي تدور فيها المعارك منذ أسابيع في أكثر من جبهة.
وأفادت المصادر بأن قائد الكتيبة الثانية فيما يسمى «لواء الصماد» التابع لميليشيا الحوثي الانقلابية، المدعو منيف الشعوري، قتل بنيران الجيش في جبهة الأحكوم جنوب شرقي تعز.
تزامن ذلك - وفق المصادر - مع تقدم للجيش في جبهة مقبنة غرب المحافظة، حيث أحكمت القوات سيطرتها على جبل السن الاستراتيجي الواقع ضمن سلسلة جبال العرف المطلة على بلدة البرح المحتلة من قبل الجماعة.
وفي المحافظة نفسها، تستمر المعارك للأسبوع الثالث على التوالي منذ إعلان السلطات المحلية والعسكرية النفير العام في جهات الأحكوم وحيفان جنوب المحافظة والسلسلة الجبلية شمال غربي لحج.
وقال الموقع الرسمي للجيش نقلاً عن مصادر عسكرية إن «القوات من محوري تعز وطور الباحة العسكريين، نفذت عمليات هجومية مباغتة جنوب مديرية حيفان، تمكنت خلالها من تضييق الخناق على خطوط الإمداد التابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية، القادمة من منطقة الخزجة ورأس حيفان، والسيطرة عليها نارياً، وقطع الإمداد على عدد من مواقعها في عملية التفاف ناجحة، شمال مديرية طور الباحة».
وأضافت المصادر أن قوات الجيش الوطني تضغط في سلسلة جبلية وعرة جداً، وتقترب من طرد ميليشيات الحوثي من جبهة الأحكوم بصورة نهائية، إذ إن العملية العسكرية، تعتمد تكتيكاً عسكرياً جديداً فرضته على الميليشيا الحوثية، ما أسهم في استنزافها بصورة كبيرة وتشتيت قوتها في سلاسل جبلية وعرة بين محافظتي لحج وتعز.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش الوطني في المعارك المتواصلة كبدت الميليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وقضت بصورة كاملة على تهديداتها السابقة لخط إمداد محافظة تعز الوحيد.
وتهدف العملية الواسعة للجيش - بحسب موقع الجيش - إلى فك الحصار على محافظة تعز، من الجهة الجنوبية، وصولاً إلى مدينة الراهدة، إضافة إلى إنهاء التهديدات الحوثية التي تتخذ من المرتفعات الجبلية في مديرية حيفان، منصات إطلاق للصواريخ والطائرات المسيرة، حيث تهدد العاصمة المؤقتة عدن، ومديريات لحج، ومديرية الشمايتين جنوب غربي تعز.
وكان الإعلام العسكري أفاد في وقت سابق بأن قوات الجيش الوطني أحرزت تقدماً جديداً في جبهة الأحكوم، مديرية حيفان جنوب تعز وسط خسائر بشرية ومادية لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
ونقل موقع الجيش عن مصادر عسكرية قولها إن «قوات الجيش الوطني نفذت هجوماً على مواقع تتمركز فيها ميليشيا الحوثي الانقلابية، في جبهة الأحكوم، تمكنت خلاله من تحرير عدد من المواقع».
وأكدت المصادر مصرع 7 من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين، بنيران، إضافة إلى تدمير عربتين عسكريتين.
في السياق الميداني نفسه كانت القوات المشتركة في الساحل الغربي أحبطت، مساء الثلاثاء، محاولة تسلل شنتها ميليشيا الحوثي في مديرية حيس جنوب الحديدة.
وأفاد المركز الإعلامي لألوية العمالقة بأن القوات المشتركة «تصدت بكل بسالة لعناصر ميليشيا الحوثي التي دفعت بها من مناطق سيطرتها من جهة مفرق سقم جنوب حيس، في محاولة منها لاختراق الخطوط الأمامية لجبهات القتال، ولكن دون جدوى».
وفي الوقت الذي تتكبد فيه الميليشيات الحوثية الخسائر المتواصلة على الصعيد البشري والآليات القتالية، يستبعد مراقبون يمنيون أن يجنح قادة الميليشيات للسلام استجابة للمبادرة السعودية أو للضغوط الأممية والأميركية لجهة تحكم إيران بقرار الجماعة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.