المعارضة التونسية تقود حملة احتجاج لحلّ البرلمان

راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي (رويترز)
راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي (رويترز)
TT

المعارضة التونسية تقود حملة احتجاج لحلّ البرلمان

راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي (رويترز)
راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي (رويترز)

أكد المنجي الرحوي، النائب عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد المعارض، تعويض التحركات الاحتجاجية المطالبة بحل البرلمان التونسي، الذي يترأسه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، بحملة تنطلق عبر الفضاء الافتراضي، تحمل نفس الشعار «حل البرلمان واجب من أجل برلمان تونسي». مشيراً إلى إلغاء التحرك الاحتجاجي، الذي دعا الحزب لتنظيمه غداً (الجمعة)، بحجة «تطور الوضع الوبائي والمخاوف من انتشار العدوى أكثر».
وكان حزب الرحوي قد أعلن تزعمه حملة داخل البرلمان لحمل الغنوشي على الاستقالة، ودعا أحزاب المعارضة إلى سحب الثقة منه. غير أنها فشلت في ذلك في المرة الأولى الصيف الماضي، فحاولت منذ بداية السنة مرة ثانية، عبر جمع التوقيعات المطلوبة قبل التوجه إلى مجلس البرلمان لعقد جلسة تنظر في طلب سحب الثقة من الغنوشي، حتى لا يتكرر سيناريو فشلها السابق.
ويتنافس حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (يساري) مع الحزب الدستوري الحر، الذي تتزعمه عبير موسى، في تزعم حملة دفع الغنوشي إلى الاستقالة. غير أن قيادات النهضة صرحت بأن الأمر «غير مطروح بالمرة».
على صعيد متصل، دعا مبروك كرشيد، النائب عن الكتلة الديمقراطية المعارضة، إلى إجراء انتخابات سابقة لأوانها، بعد تعديل القانون الانتخابي الحالي والنظام السياسي حتى لا تتكرر نفس الأزمات السياسية. كما انتقد كرشيد إعادة الرئيس قيس سعيد للقانون المتعلق بالمحكمة الدستورية إلى البرلمان، وقال إن الرد «يعبر عن الوضع السياسي المتأزم، خاصة بعد أن أصبح النقاش حول شرعية تشكيل المحكمة الدستورية، بديلاً عن تنقيح القانون المنظم لها».
وعبّر كرشيد عن استغرابه من المواقف المتناقضة للرئيس سعيد، بقوله: «هو يتعامل مع المجلس الأعلى للقضاء، وهيئة مكافحة الفساد، رغم افتقارهما للشرعية بسبب انتهاء الفترة الزمنية المخصصة لهما، لكنه ينكر ذلك على المحكمة الدستورية، المعطلة منذ سنوات لأسباب عدة».
على صعيد آخر، كشف حفيظ الحافي، ممثل المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، عن تقديم ضحايا التعذيب خلال سنوات حكم الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي شكاوى لمحاكم تونس ونابل والكاف ضد قوات الأمن، الذين يرفضون تنفيذ أوامر الاعتقال، الصادرة في حق بعض المتهمين في قضايا معروضة على الدوائر القضائية المختصة في العدالة الانتقالية.
وقال الحافي خلال مؤتمر صحافي، عقد أمس في العاصمة التونسية، إن الامتناع عن اعتقال المتهمين «يكرس سياسة الإفلات من العقاب، ويعطل سير العدالة الانتقالية». موضحاً أن غياب كثير من المتهمين في المحاكمات «يشكل ضرباً لسيادة القانون، ويكرس مبدأ العدالة المزدوجة التي تميز بين المتهمين، وتتساهل مع المنتمين منهم إلى أطراف سياسية نافذة».
وشهد المؤتمر الصحافي شهادات لضحايا ممن تعرضوا للتعذيب وعائلاتهم، وفي مقدمتهم رشاد جعيدان ونبيل بركاتي وجمال بركات.
وتؤكد تقارير منظمات حقوقية تونسية ودولية أن أوامر التوقيف، الموجهة في معظمها ضد مديرين أمنيين سابقين اتهموا في انتهاكات حقوق الإنسان، لا تجد طريقها نحو التنفيذ، ما يكرس الإفلات من العقاب، ويخلّف وراءه جريمة جزائية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.