نتنياهو يعلن أنه يريد تشكيل {حكومة لليهود والعرب}

في محاولة للتقرب من «الحركة الإسلامية»... ودعوى لسحب التكليف منه

نتنياهو يعلن أنه يريد تشكيل {حكومة لليهود والعرب}
TT

نتنياهو يعلن أنه يريد تشكيل {حكومة لليهود والعرب}

نتنياهو يعلن أنه يريد تشكيل {حكومة لليهود والعرب}

بعد ساعات من قرار الرئيس الإسرائيليين رؤوبين رفلين، أمس (الثلاثاء)، تكليف رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، رسمياً، بتشكيل الحكومة المقبلة، وتوجه خصومه السياسيين ورجال القانون إلى المحكمة لسحب هذا التوكيل، أعلن نتنياهو أنه ينوي تشكيل حكومة تخدم جميع المواطنين يهوداً وعرباً.
وقال نتنياهو، في لقاء له مع كتلة حزبه الليكود البرلمانية، إنه حصل على كتاب التكليف بحق، بفضل تصويت أكثر من مليون ناخب لليكود، وجعله أكبر حزب (30 مقعداً)، بفارق كبير عن الحزب الذي يليه (حزب يوجد مستقبل برئاسة يائير لبيد الذي حصل على 17 مقعداً). وإنه سيشكل حكومة تخدم جميع المواطنين، يهوداً وشركساً ومسلمين ومسيحيين ودروزاً وبدواً، وعرباً. وأضاف: «كما جلبت السلام مع 4 دول عربية لمصلحة جميع سكان إسرائيل وكما جلبت التطعيم لمصلحة جميع السكان، سأقيم حكومة جديدة بشكل مؤكد وسيكون هدفها خدمة الجميع».
واعتبر المراقبون هذا التشديد على العرب، محاولة منه لتشجيع الحركة الإسلامية برئاسة النائب منصور عباس، على الانضمام لائتلافه الحكومي. لكن عباس كان في تلك اللحظات يعالج في المستشفى بعد إصابته بنوبة أوجاع سببها حصى في الكلى. وقالت مصادر مقربة منه، إن نتنياهو سيحاول الإسراع في تشكيل حكومة. وسيلتقي اليوم (الأربعاء) مع حلفائه من تكتل اليمين، وسيحاول استغلال أقل ما يمكن من المدة المعطاة له، وهي 28 يوماً يمكن تمديدها 14 يوماً أخرى. وقال إنه واثق من أنه سينجح في تشكيل الحكومة.
وكان رفلين استهل صباحه، أمس، بالإعلان عن أنه بعد تخبط كبير، قرر مرغماً، تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة. وقال إنه بعد التشاور مع قادة الأحزاب، لم يجد أي مرشح لديه فرصة حقيقية لتشكيل الحكومة، وعلى الرغم من ذلك فإنه أعلن عن تكليف نتنياهو بهذه المهمة، لأنه يتمتع بحظوظ أكثر قليلاً من المرشحين الآخرين. وأضاف: «لقد تخبطت بأن أمنح سياسياً متورطاً في لوائح اتهام بالفساد مهمة رفيعة كهذه. لكن المنافسين الآخرين لم يتفقوا على مرشح ذي قدرات أفضل، لذلك لم يكن هناك مفر من تكليف نتنياهو».
وكان رفلين قد لخص اجتماعاته مع رؤساء الأحزاب بالغضب من عجز القادة السياسيين عن تغليب المصلحة العامة. وقال: «لقد اتخذت قراري بناء على ما ورد في توصيات الأحزاب، ما يشير إلى وجود فرصة أكبر قليلاً لعضو الكنيست بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة. لذلك قررت تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة».
وقال لبيد إن رفلين اضطر لتكليف نتنياهو. وأضاف في غمز لمعسكر التغيير المناهض لنتنياهو، إن «رفلين قام بواجبه ولم يكن لديه خيار آخر». لكنه أضاف: «هذا الاضطرار لمنح نتنياهو التفويض والتكليف لتشكيل الحكومة، هو وصمة عار تلطخ إسرائيل وتشوه مكانتنا كدولة تحترم القانون».
وعلى الفور، أعلنت مجموعة «صيانة الديمقراطية» أنها ستلتمس للمحكمة العليا، ضد قرار ريفلين تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، ووصفت القرار بغير الصائب في هذه الفترة بالذات، مع استمرار محاكمة نتنياهو بملفات فساد. واستذكرت عدم التزام نتنياهو بقرار سابق للمحكمة بخصوص تناقض المصالح، وقالت إنها تطالب بسحب كتاب التكليف منه. كما أعلن رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، أنه سيطرح مشروع قانون يمنع نتنياهو من تشكيل حكومة.
وكان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، قد التأم في جلسة قام فيها النواب بأداء القسم بالإخلاص للدولة وقوانينها. وأثار نواب القائمة المشتركة الستة، برئاسة أيمن عودة، ضجة كبيرة عندما أضافوا جملة إلى القسم، قائلين: «نتعهد بالعمل ضد العنصرية والاحتلال». وقرر رئيس الكنيست، يريف لفين، عدم اعتماد قسمهم، وقال إنهم سيلزمون بأداء قسم الولاء في مناسبة أخرى. وطالب ممثل اليمين المتطرف، النائب الجديد أيتمار بن غفير (حزب الصهيونية الدينية)، بأن يبعد رئيس الكنيست نواب «المشتركة» عن الجلسة. وقال: «وفقاً لقانون أساس، يجب أن يتعهد أعضاء الكنيست بالحفاظ على الولاء لدولة إسرائيل. أداء اليمين لأعضاء الكنيست من (المشتركة) غير قانوني، وسنعمل على إرسالهم إلى برلمان رام الله أو غزة».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.