السفير الإماراتي يصل إلى تل أبيب

تزامناً مع بدء رحلات شركة الاتحاد للطيران

سفير دولة الإمارات لدى إسرائيل محمد محمود آل خاجة يلقي كلمة لدى وصوله إلى مطار بن غوريون أمس (أ.ف.ب)
سفير دولة الإمارات لدى إسرائيل محمد محمود آل خاجة يلقي كلمة لدى وصوله إلى مطار بن غوريون أمس (أ.ف.ب)
TT

السفير الإماراتي يصل إلى تل أبيب

سفير دولة الإمارات لدى إسرائيل محمد محمود آل خاجة يلقي كلمة لدى وصوله إلى مطار بن غوريون أمس (أ.ف.ب)
سفير دولة الإمارات لدى إسرائيل محمد محمود آل خاجة يلقي كلمة لدى وصوله إلى مطار بن غوريون أمس (أ.ف.ب)

وصل سفير دولة الإمارات لدى إسرائيل، محمد محمود آل خاجة، أمس (الثلاثاء)، إلى تل أبيب، على متن أول رحلة سياحية مباشرة لشركة «الاتحاد للطيران»، انطلقت من أبوظبي. ومع أن السفير لم يعثر على مقر ملائم بعد، فإنه أعلن أنه سيبدأ العمل فوراً من مكتب مؤقت في فندق.
وقال آل خاجة بعد وصوله: «منذ توقيع المعاهدة الإبراهيمية بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، وبلدانا يعملان معاً لتعزيز حقبة جديدة مزدهرة من التعاون المثمر. فنحن نتطلع إلى تعزيز التبادل التجاري والدبلوماسي والصحي والتقني والسياحي».
هذا وقد استقبل الوفد عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية في طقوس رسمية جرت في مطار بن غوريون الدولي. وحضر مع خاجة، السفير الإسرائيلي المؤقت في أبوظبي، إيتان نائيه. وكان على متن رحلة الاتحاد للطيران وفد دبلوماسي واقتصادي رفيع المستوى من الإمارات، ضم توني دوغلاس الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد، الذي تحدث عن ضرورة تطوير التعاون الثنائي وتعزيز السياحة بين البلدين.
وذكر موقع «واينت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، أن مؤسسة دبي للتنمية والاستثمار (FDI دبي)، وقّعت خلال الأيام الماضية على اتفاقية تعاون تجاري مع اتحاد أرباب الصناعة الإسرائيلية. وقال إن هناك تقديرات في كل من الإمارات وإسرائيل، مفادها أن حجم التبادل التجاري بينهما سيصل خلال 3 حتى 5 سنوات، إلى 14 مليار شاقل (14 مليار درهم).
وأكد الموقع أنه منذ التوقيع على اتفاقية السلام بين البلدين، في شهر سبتمبر (أيلول) 2020 حتى يناير (كانون الثاني) 2021 وقّعت اتفاقيات تجارية بين البلدين، بلغ حجمها مليار شاقل (مليار درهم).
وقال توني دوغلاس إن «إطلاق أولى رحلاتنا التجارية المجدولة لا يعد خطوة مهمة بالنسبة للاتحاد للطيران، وحسب، بل يعد أيضاً محطة بارزة بالنسبة للإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. ويسرنا استقبال هذا الوفد رفيع المستوى على متن رحلتنا اليوم، ما يؤكد على أهمية هذه المناسبة، كما أننا نتطلع إلى ربط إسرائيل بأبوظبي والإمارات العربية المتحدة وما بعدها لتصل إلى مختلف الوجهات حول العالم».
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، الاثنين، أن الإسرائيليين يمكنهم دخول إمارة أبوظبي بدون الحاجة للدخول في فترة الحجر الصحي الإلزامي. وابتداء من يوم أمس، بدأ تفعيل خط طيران مباشر بين تل أبيب وأبوظبي، مرتين في الأسبوع، وذلك بموجب الاتفاقية التي كانت قد وقّعت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بين شركة «الاتحاد للطيران» الإماراتية وشركة طيران «العال» الإسرائيلية، وتنص على تفاهمات واسعة النطاق.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».