توتر في العلاقات بين المشرّعين في الكونغرس

قرار برلماني يسمح للديمقراطيين بتخطي المعارضة الجمهورية

TT

توتر في العلاقات بين المشرّعين في الكونغرس

مواجهة جديدة مرتقبة بين الجمهوريين والديمقراطيين في المجلس التشريعي، فمع طرح الرئيس الأميركي جو بايدن لخطة إصلاح البنى التحتية التي بلغت قيمتها تريليوني دولار، ظهرت بوادر المعارضة الجمهورية لخطته منذرة بفشلها قبل أن تبصر النور.
وهذا ما دفع بزعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر إلى محاولة العثور على تكتيكات إجرائية في مجلس الشيوخ لتخطي المعارضة الجمهورية، وتمرير المشروع بالأغلبية البسيطة عوضاً عن الستين صوتاً المطلوبة عادة لتمرير مشاريع من هذا القبيل.
وبالفعل، تمكن شومر من الحصول على طوق النجاة الذي يحتاج إليه بعد استشارة المسؤولة عن تنظيم أطر التشريعات في مجلس الشيوخ إليزابيث مكدونو، التي أكدت له أنه يستطيع توظيف إجراء تشريعي مماثل لذلك الذي اعتمده لدى تمرير مشروع الإنعاش الاقتصادي.
ويفسح هذا القرار بالتالي المجال أمام الديمقراطيين لإقرار مشروع إصلاح البنى التحتية بالأغلبية البسيطة ومن دون دعم جمهوري إذا دعت الحاجة لذلك. لكن هذا يستدعي موافقة جميع الديمقراطيين الخمسين في المجلس على بنوده التي لم تحدد بعد، ما يعني أن فرص التمرير لا تتحمل أي انشقاق ديمقراطي.
ولم يحسم شومر أمره بعد في الإجراء الذي سيعتمده لإقرار المشروع، إذ قال المتحدث باسمه جستن غودمان إنه «لم تتخذ أي قرارات بعد بشأن المسار التشريعي للمضي قدماً، لكن رأي المسؤولة البرلمانية هو خطوة مهمة للأمام ويمكن للديمقراطيين استعمالها إذا اقتضت الحاجة».
وعلى الرغم من هذا التأكيد فإن مباركة هذا الإجراء من قبل شومر يعد بمثابة طلقة تحذيرية للجمهوريين، مفادها أن الديمقراطيين سيمضون قدماً من دون دعم جمهوري في حال رفضت قيادات الحزب الجمهوري الطروحات المقدمة من قبل الديمقراطيين. كما أنها تعد وسيلة ضغط على الجمهوريين قبل لقائهم ببايدن الذي وعد به الرئيس الأميركي خلال إعلانه عن خطته، مشيراً حينها إلى أنه سيتفاوض مع الحزب الجمهوري.
وسيكون من الصعب على الطرفين التوصل إلى تسويات في هذا الملف، خصوصاً في ظل تصريحات زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل الذي رجح أن حزبه سيعارض الخطة بسبب تكلفتها الباهظة، إضافة إلى تضمينها زيادة في الضرائب على الشركات الكبيرة بنسبة 28 في المائة، متوعداً بالتصدي لها «بكل ما أوتي من قوة».
من جهتهم، رحّب الديمقراطيون بقرار المسؤولة البرلمانية، فقال رئيس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ السيناتور رون وايدن: «الشعب الأميركي بحاجة لمواجهة التحديات الكبيرة في البلاد، وأمام الديمقراطيين الآن خيارات كثيرة لتخطي الصد الجمهوري واتخاذ قرارات».
وعلى الرغم من هذه الانفراجة أمام الديمقراطيين فإنها لا تخلو من تحديات مستقبلية، إذ يحذر الجمهوريون من أن اعتماد الديمقراطيين على استراتيجيات مماثلة سيفسح المجال أمام الحزب الجمهوري لاعتماد استراتيجيات من هذا النوع في المستقبل وتجاهل الديمقراطيين، عندما تنقلب الطاولة عليهم وينتزعون الأغلبية في مجلس الشيوخ.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.