«عنبر البلطيق» يستهدف البكتيريا المقاومة للأدوية

عنبر البلطيق مصدر محتمل للمضادات الحيوية
عنبر البلطيق مصدر محتمل للمضادات الحيوية
TT

«عنبر البلطيق» يستهدف البكتيريا المقاومة للأدوية

عنبر البلطيق مصدر محتمل للمضادات الحيوية
عنبر البلطيق مصدر محتمل للمضادات الحيوية

لقرون عديدة، استخدم سكان دول البلطيق العنبر القديم للأغراض الطبية، وحتى اليوم يُعطى الأطفال قلادات من العنبر يمضغونها لتخفيف آلام التسنين، ويضع الناس العنبر المسحوق في المراهم لخصائصه المزعومة المضادة للالتهابات والمضادة للعدوى.
لكن الآن حدد العلماء المركبات التي تساعد في تفسير التأثيرات العلاجية لعنبر البلطيق التي يمكن أن تؤدي إلى أدوية جديدة لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وقدمت النتائج، أول من أمس، في اجتماع الربيع لـ«الجمعية الكيميائية الأميركية».
وتسجل الولايات المتحدة كل عام 2.8 مليون إصابة على الأقل بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية، مما يؤدي إلى وفاة 35 ألف شخص، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتقول إليزابيث أمبروز، الباحثة الرئيسية بالمشروع في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجمعية الكيميائية الأميركية: «علمنا من الأبحاث السابقة أن هناك مواد في عنبر البلطيق قد تؤدي إلى مضادات حيوية جديدة، لكن لم تُكتشف بشكل منهجي، لقد استخرجنا الآن وحددنا عدداً من المركبات الموجودة به، التي تُظهر نشاطاً ضد البكتيريا إيجابية الجرام، المقاومة للمضادات الحيوية».
ونبع اهتمام أمبروز في الأصل من تراثها البلطيقي، وفي أثناء زيارتها للعائلة في ليتوانيا، جمعت عينات من العنبر وسمعت قصصاً عن استخداماتها الطبية.
وتحتوي منطقة بحر البلطيق على أكبر مخزون في العالم من هذه المادة، وهو عبارة عن راتينغ (صمغ) متحجر تَشكّل منذ نحو 44 مليون سنة، وكانت تفرزه الأشجار الصنوبرية المنقرضة من لحائها عندما يجرحها جارح حتى تستطيع حماية نفسها من الأمراض.
وتعرّف الفريق البحثي على عشرات المركبات في عنبر البلطيق، وكان أهمها حمض أبيتيك، وحمض ديهيدروأبيتيك، وحمض بلوستريك، والكربون 20. وكان أهم اكتشاف هو أن هذه المركبات نشطة ضد البكتيريا موجبة الجرام، مثل سلالات معينة من المكورات العنقودية الذهبية.
وتقول أمبروز: «نحن متحمسون للمضي قدماً في تحقيق هذه النتائج، حيث يمكن أن تكون هذه المركبات ومشتقاتها مصدراً غير مستغل للأدوية الجديدة، خصوصاً لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا موجبة الجرام، التي أصبحت مقاومة بشكل متزايد للمضادات الحيوية المعروفة».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.