«هيئة تحرير الشام» تروّج لنفسها بـ«محاربة الإرهاب»

TT
20

«هيئة تحرير الشام» تروّج لنفسها بـ«محاربة الإرهاب»

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوى الأمنية التابعة لـ«هيئة تحرير الشام»، اعتقلت 6 «جهاديين»، بعد مداهمة منازلهم في كل من مدينة إدلب ومناطق القنية والحمامة واليعقوبية في ريف جسر الشغور غرب إدلب، مساء الأحد، بينهم «جهاديون» من جنسيات غير سورية، جلهم يعملون ضمن تنظيم «حراس الدين» المتهم بولائه لتنظيم «القاعدة».
وقال المرصد إن حملة الاعتقالات تلك تأتي في إطار محاولة زعيم «هيئة تحرير الشام»، أبو محمد الجولاني، الترويج لنفسه بمحاربة الإرهاب ضمن مناطق سيطرته.
في هذه الأثناء، أفاد مصدر خاص لموقع «نداء بوست»، بأن «هيئة تحرير الشام»، أفرجت عن قيادي سابق لديها بعد أكثر من شهر على احتجازه، في حين استمرت باعتقال المقاتلين الأجانب في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، مشيراً إلى قيام الجهاز الأمني في «الهيئة» باعتقال 6 مقاتلين أجانب، مساء الأحد، بعد مداهمة أماكن سكنهم، في مدينة إدلب وفي جسر الشغور بالريف الغربي، مضيفاً أنها قامت بمصادرة هواتفهم المحمولة وهواتف زوجاتهم. ووفقاً للموقع، فإن المعتقلين هم: «أبو أسامة الجزائري»، و«أبو الدرداء الجزائري»، و«معاذ التركي»، و«عبد الرحيم التركي»، و«عبد الرحمن التركي»، و«عبد الرحمن الفرنسي». وقال الموقع إن «الهيئة» أطلقت سراح «عبد الغني العراقي» مسؤول التصنيع لديها، بعد اعتقاله في أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، بسبب خلافات مع قيادة الفصيل.
كانت الهيئة قد اعتقلت قبل أيام، مقاتلاً ضمن صفوف تنظيم «أنصار الإسلام»، يدعى «أبو عروة كنصفرة»، أثناء خروجه من صلاة الجمعة. ونفذت في شهر فبراير حملة أمنية في محافظة إدلب، طالت عدداً من الشخصيات المقربة من تنظيم «حراس الدين»، من بينهم نجل القيادي السابق في الهيئة «أبو فراس السوري» الملقب بـ«النموس».
وفي 26 مارس (آذار) خرجت مظاهرة نسائية في بلدة تلعادة شمال إدلب، طالبت بإطلاق سراح أزواجهن وأبنائهن، المعتقلين لدى «هيئة تحرير الشام»، بتهمة الانتماء لتنظيم «حراس الدين»، وذلك في إطار الحملة التي ينفذها الجهاز الأمني التابع لـ«تحرير الشام»، والتي تستهدف قياديين وعناصر ضمن التنظيم المتهم بولائه لتنظيم «القاعدة». كما تحدث المرصد السوري، إلى خروج مظاهرة لنساء من عوائل منتسبي «حزب التحرير» الإسلامي، في بلدة السحارة بريف حلب الغربي، قبل أيام، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهن وأزواجهن المعتقلين في سجون الهيئة، الذين جرى اعتقالهم على مدار الشهرين الفائتين، لأسباب غير معروفة.



أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)
TT
20

أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)

إعلان إثيوبيا افتتاح شركة لتصنيع الطائرات من دون طيار للاستخدام المدني والعسكري، جاء وسط أتون صراع أهلي متكرر، وخلافات مع جيران بمنطقة القرن الأفريقي ودول المصب بالنيل مصر والسودان.

تلك الخطوة رأى رئيس الوزراء، آبي أحمد، أنها ليست لتأجيج الصراع بل لمنعه، وأكد ذلك برلماني إثيوبي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، بالقول إن «أديس أبابا تحفظ أمنها، وتعزز تقدمها وازدهارها دون أن تجور على أي من دول الجوار، أو تهدد مصر والسودان».

بالمقابل، يرى خبير في منطقة القرن الأفريقي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن ذلك التصنيع يحمل رسالة ردع وتخويف لدول أعداء مثل إريتريا وجماعات متمردة داخلية، مستبعداً أن تسمح أسمرة لإثيوبيا بالتقدم بهذه الصناعة؛ ما يزيد من التوترات بمنطقة القرن الأفريقي.

وافتتح آبي أحمد، شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية، وهي «شركة تصنع المركبات الجوية من دون طيار للاستخدام المدني والعسكري»، حسبما نقلته «وكالة الأنباء الإثيوبية»، السبت، لافتة إلى أن «هذه الصناعة هي جزء من جهود إثيوبيا الأوسع لتحقيق الاعتماد الذاتي التكنولوجي في قطاع الأمن».

آبي أحمد قال في هذه المناسبة إن إثيوبيا طورت القدرة ليس فقط على إنتاج واستخدام الطائرات من دون طيار، ولكن أيضاً على تصديرها، مؤكداً أن قدرتنا على إنتاج طائرات من دون طيار ذات قدرات متنوعة - مصممة ومبنية من قبل محترفي شبابنا - هي علامة فارقة مهمة.

وأكد رئيس الوزراء أن الهدف من تطوير مثل هذه القدرات - جنباً إلى جنب مع التطورات في صناعة هندسة الذخيرة في هوميتشو - ليس تأجيج الصراع، بل منعه. ومن خلال الردع، نسعى إلى تأمين السلام والاستقرار في مواجهة الجهات المتحاربة.

آبي أحمد يرى أن الخطوة الإثيوبية ليست لتأجيج الصراع بل لمنعه (وكالة الأنباء الإثيوبية)
آبي أحمد يرى أن الخطوة الإثيوبية ليست لتأجيج الصراع بل لمنعه (وكالة الأنباء الإثيوبية)

ومعلقاً على ذلك التصنيع غير المسبوق بإثيوبيا، أكد نائب رئيس الوزراء تمسجن تيرونه، الأحد، أن أديس أبابا تنفذ خططاً لتحقيق هدفها المتمثل في الاعتماد على الذات في جميع القطاعات، متوقعاً أن تنفيذ الخطط يحقق النجاح بوتيرة غير متوقعة، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.

وحسب معلومات مدير مركز دراسات شرق أفريقيا في نيروبي، الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور عبد الله أحمد إبراهيم، فإن «المصنع يتجه لتصنيع المسيَّرات التجارية وليست العسكرية أو الهجومية في هذه المرحلة على أن تتطور إلى «درونز» عسكرية على المدى البعيد، خصوصاً أن إثيوبيا لديها مصانع للأسلحة؛ ما يجعل هذه الخطوة تطوراً لمشروعها التسليحي».

ويعتقد أن هدف آبي أحمد هو نشر «رسائل ردع وتخويف لدول الأعداء مثل إريتريا وجماعات متمردة مثل فانوا».

وبالمقابل، ينفي البرلماني الإثيوبي محمد نور أحمد، تلك الرسائل، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، إن «الهدف من هذا التصنيع ليس تهديد أحد، وتاريخ إثيوبيا بالماضي والحاضر لا تتدخل في شؤون أحد، وهي حريصة على العيش في سلام مع جيرانها»، مؤكداً أن تلك الخطوة الإثيوبية، بداية لتقدم تكنولوجي في صناعة «الدرونز»، والتنويع في تسليح البلاد.

ويرى أن تلك الخطوة تأتي استكمالاً أيضاً لجوانب التقدم والازدهار التي تمضي إليها إثيوبيا، مجدداً التأكيد على أن هدفها حفظ البلاد وتطوير إمكانياتها، ولا تعني إطلاقاً فتح حرب مع دول الجوار.

وتأتي تلك الخطوة وسط صراعات مسلحة داخلية بإثيوبيا، وأزمات خارجية لا سيما في ظل العداء التاريخي مع إريتريا، وخلافات استمرت لنحو عام مع الصومال، بسبب محاولتها الاستحواذ على ميناء بإقليم أرض الصومال الانفصالي، فضلاً عن خلافات مع مصر والسودان منذ نحو عقد بسبب رفض أديس أبابا إبرام اتفاق بشأن «سد النهضة»، الذي ترى دولتا المصب أنه يهدد أمنهما المائي، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتؤكد أنه يستهدف تنمية البلاد.

ولعبت المسيّرات دوراً لافتاً في سنوات حكم آبي أحمد، خصوصاً ضد متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي في 2021، وأسهمت الطائرات المسيرة التي حصل عليها من الصين وتركيا وإيران، في إجبار مقاتلي تيغراي على التراجع، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن مصادر إثيوبية وقتها.

ويتوقع إبراهيم أن تكون إريتريا الدولة الوحيدة في هذا الوقت التي يهمها أن توقف ذلك المشروع في ضوء العداء التاريخي بينهما ونزاعاتهما المتكررة، متوقعاً أن تندلع مواجهات بين الدولتين قبل تصنيع أديس أبابا أي طائرة «درون» عسكرية؛ ما يزيد التوترات بمنطقة القرن الأفريقي، مستبعداً أن تشهد تلك المنطقة في هذا الوقت سباق تسليح جديداً بعد المصنع الإثيوبي لأسباب بعضها اقتصادي.

ويختلف البرلماني الإثيوبي مع من يرى خطورة ذلك الإعلان على منطقة القرن الأفريقي المتأزمة، مؤكداً أن بلاده تسعى لتعاون وأخذ وعطاء وليس حرباً، لافتاً إلى أن أديس أبابا اختارت المفاوضات مع مقديشو برعاية تركية حالياً لإنهاء أزمة الميناء البحري بأرض الصومال، ولم تذهب لصراع، ولم تقم بأي أضرار لمصر والسودان من سد «النهضة» رغم ما يتم ترديده كل فترة بخلاف ذلك.