الأكراد يطردون «داعش» من 163 قرية متاخمة لكوباني

سقوط قذيفة بالقرب من المركز الثقافي الروسي في العاصمة دمشق

مقاتلة كردية في معسكر تدريب  قرب الحدود السورية - التركية (أ.ف.ب)
مقاتلة كردية في معسكر تدريب قرب الحدود السورية - التركية (أ.ف.ب)
TT

الأكراد يطردون «داعش» من 163 قرية متاخمة لكوباني

مقاتلة كردية في معسكر تدريب  قرب الحدود السورية - التركية (أ.ف.ب)
مقاتلة كردية في معسكر تدريب قرب الحدود السورية - التركية (أ.ف.ب)

نجح المقاتلون الأكراد في شمال سوريا بدعم جوي من طائرات التحالف الإقليمي الدولي باستعادة السيطرة على نحو 163 قرية محيطة بمدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي رصد يوم أمس أيضا سقوط قذيفة بالقرب من المركز الثقافي الروسي في وسط العاصمة دمشق. كذلك تستمر الاشتباكات جنوبا في شمال محافظة درعا وجنوب غربي ريف دمشق.
«المرصد» نقل عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة»، أن «وحدات حماية الشعب» الكردية مدعومة بكتائب «شمس الشمال» ولواء «ثوّار الرقة»، تقدّمت مجددا في أرياف عين العرب حيث استعادت السيطرة على 162 قرية منذ سيطرتها على أول قرية في محيط المدينة الحدودية ذات الغالبية الكردية نهاية الشهر الماضي.
وأشار «المرصد» إلى أن الجبهات تشهد تقدّما بطيئا من قبل مقاتلي الوحدات والكتائب نتيجة وصول الاشتباكات إلى خطوط الدفاع التي عزّزها «داعش» إلى الشرق من نهر الفرات، غرب وجنوب غربي عين العرب.
بالمقابل، أفاد «مكتب أخبار سوريا» باستقدام «داعش» تعزيزات عسكرية إلى البلدات والقرى الخاضعة لسيطرته في محيط عين العرب (كوباني). ونقل المكتب عن مدير تنسيقية بلدة الشيوخ المعارضة في ريف حلب الشرقي، أن التنظيم استقدم 3 رشاشات ثقيلة وعددا من الرشاشات والأسلحة المتوسطة إضافة إلى عشرات العناصر الذين يقوم بتبديلهم باستمرار.
وأوضح أن «داعش» استقدم هذه التعزيزات بعد اقتراب الاشتباكات من محيط مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، وبلدة الشيوخ الخاضعتين لسيطرته، واستمرار غارات التحالف على مواقع التنظيم وحواجزه في القرى التي يسيطر عليها، والتي أدت إحداها إلى مقتل 3 عناصر يتمركزون عند حاجز شمال شرقي بلدة الشيوخ.
من ناحية ثانية، أعلن «المكتب» عن إعدام «داعش» شخصين في مدينة الباب الخاضعة لسيطرته بريف حلب الشرقي، بتهمة التجسّس لصالح قوات التحالف. ونقل المكتب عن ناشط في المدينة أن التنظيم نفذ حكم الإعدام بالمتهمين رميا بالرصاص على ركام مبنى السرايا، الذي استهدفته طائرات التحالف في المدينة، مطلع الشهر الماضي، وأشار إلى أنه جرى صلب جثث الشخصين على دوار المنشية، شمال مبنى السرايا.
أما في العاصمة دمشق، فقد أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سقوط قذيفة على منطقة بالقرب من المركز الثقافي الروسي في شارع 29 أيار وسط العاصمة. وبالتزامن، جدّدت قوات النظام قصفها لمدينة دوما بالغوطة الشرقية، كما تجدّدت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وكتائب المعارضة من جهة أخرى، في محيط دوما من جهة مخيم الوافدين.
وفي المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن وحدة من الجيش والقوات المسلحة «قضت على إرهابيين مما يسمى (لواء الحق) و(لواء الفرقان) التابعان لتنظيم (جبهة النصرة) في بلدة خان الشيح بريف دمشق». ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري من جيش النظام أن «الجيش اشتبك مع إرهابيين حاولوا التسلل من شارع الفصول الأربعة باتجاه منطقة الخمارة في بلدة خان الشيخ بريف دمشق الجنوبي الغربي»، لافتا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن «مقتل عدد من الإرهابيين من بينهم المدعو الجباوي المتزعم لما يسمى (لواء الحق) والمدعو أبو عبيدة حجازي المتزعم لما يسمى (لواء الفرقان) وأسامة طحاوي».
وأما في محافظة درعا، بأقصى جنوب سوريا، فقد أفيد عن قصف قوات النظام أماكن في منطقة تل عنتر، وأماكن أخرى في محيط بلدتي كفر ناسج وكفر شمس، وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى في محيط بلدة قرفا بريف درعا، مسقط رأس رستم غزالي، رئيس فرع المخابرات العسكرية في سوريا. وقال «المرصد» إن اشتباكات عنيفة دارت كذلك بين مقاتلي حزب الله اللبناني مدعّمين بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام من جهة، وكتائب المعارضة من جهة أخرى في محيط بلدة كفر شمس بريف درعا الشمالي.
وفي هذه الأثناء، أعلنت «ألوية الفرقان العسكرية» المعارضة عن كشف خلية ذكرت أنها تعمل لصالح السلطات النظامية في شمال محافظة درعا، وينتشر أفرادها في عدة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة.
واتهمت الألوية في بيان نشرته على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الخلية التي تضم نساء ورجالا، بالتخطيط لاغتيال قادة عسكريين منها ومن «النصرة» وفصائل معارضة أخرى، فضلا عن تسريب معلومات وصفتها بـ«الخطيرة» للقوات النظامية عن التمركز العسكري لفصائل المعارضة في خطوط الجبهات شمال درعا.
وأضاف البيان أن نساء من الخلية أدخلن، قبل فترة زمنية قصيرة، جنودا نظاميين للاطلاع على مناطق سيطرة المعارضة المسلحة ومعرفة نقاط الضعف وإمكانية مباغتتها فيها، وذلك تمهيدا للعملية العسكرية، في إشارة إلى الهجوم العسكري الذين بدأته القوات النظامية في شمال محافظة درعا قبل أيام. وأفاد بأن أعضاء الخلية سيُسلّمون إلى محكمة دار العدل المعارضة في درعا لاستكمال التحقيقات وإعلان الحكم القضائي الشرعي بهم.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.