مفاوضات «سد النهضة» تنطلق اليوم في كينشاسا بوساطة أفريقية

الخارجية السودانية: الجولة تهدف لتحديد منهجية التفاوض ومساراته

مفاوضات «سد النهضة» تنطلق اليوم في كينشاسا بوساطة أفريقية
TT

مفاوضات «سد النهضة» تنطلق اليوم في كينشاسا بوساطة أفريقية

مفاوضات «سد النهضة» تنطلق اليوم في كينشاسا بوساطة أفريقية

يجتمع وزراء الخارجية والري في كل من مصر والسودان وإثيوبيا اليوم (السبت) في العاصمة الكونغولية كينشاسا، لعقد محادثات بشأن «سد النهضة»، الذي تشيّده أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل منذ عام 2011، ضمن جولة مفاوضات جديدة لحلحلة «أزمة السد الإثيوبي»، برعاية الكونغو الديمقراطية، رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي. في حين أكدت وزارة «الري المصرية» أمس، أنها «تواصل تنفيذ المشروعات القومية الكبرى الهادفة لترشيد استخدام المياه وتعظيم العائد من وحدة المياه».
وتوجّه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس، إلى كينشاسا، للمشاركة في المفاوضات. وبحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، أمس، فإن «مصر حرصت على تلبية دعوة جمهورية الكونغو الديمقراطية، انطلاقاً من موقفها الداعي إلى إطلاق عملية تفاوضية (جادة وفعالة)، تسفر عن التوصل إلى اتفاق (قانوني مُلزم) حول ملء وتشغيل السد، على نحو يراعى مصالح الدول الثلاث». في حين قالت وكالة الأنباء الرسمية السودانية أمس، إن وفدا سودانيا يتوجه اليوم إلى كينشاسا يضم وزيرة الخارجية، مريم الصادق، ووزير الري والموارد المائية ياسر عباس، للمشاركة في اجتماعات «سد النهضة». وبحسب الوكالة فإن «وفد السودان يشارك في هذه الجولة، بهدف تحديد منهجية التفاوض ومساراته، والاتفاق عليها، لضمان إجراء مفاوضات بناءة تتجاوز الجمود الذي لازم المفاوضات خلال الأشهر الماضية، خاصة مقترح السودان بضرورة الاستعانة بوساطة دولية رباعية، لمساعدة الأطراف الثلاثة للتوصل لاتفاق».
وتطالب مصر والسودان بإبرام اتفاق «قانوني مُلزم» مع إثيوبيا، قبل الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية لملء السد في يوليو (تموز) المقبل. واقترحا وساطة من الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي والولايات المتحدة لتذليل عقبات المفاوضات؛ لكن المقترح قوبل برفض إثيوبي. وتتخوف مصر والسودان من تأثيره المتوقع على حصتيهما المائية. وأكدت القاهرة في وقت سابق «حرصها مجدداً على استكمال المفاوضات، مع التأكيد على ثوابتها في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول السد».
ويشار إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذر قبل أيام «من المساس بحصة مصر من مياه النيل». وأعلن مسؤولون في وزارة الخارجية والرئاسة الكونغولية، أول من أمس، أن «المحادثات سوف تستمر 3 أيام سوف يستضيفها الرئيس فيليكس تشيسيكيدي... وقاد الاتحاد الأفريقي، المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، خلال رئاسة جنوب أفريقيا العام الماضي، لكنها فشلت في الوصول إلى توافق».
فيما قال السفير الإثيوبي لدى مصر، ماركوس تيكلي، إنه «ما لم يتم التوافق على الحوار من قبل الدول الثلاث في معالجة القضية، فسيكون من الصعب الوصول إلى اتفاق يربح الجميع». وأكد السفير بحسب ما نقلته وكالة «الأنباء الإثيوبية»، وتقارير إخبارية أخرى أمس، أن «موقف إثيوبيا المبدئي والتزامها طويل الأمد لحل الخلافات، من خلال الحوار». وكان السفير الإثيوبي قد أكد في تصريحات سابقة أن بلاده «ملتزمة بمسار التفاوض من أجل التوصل لاتفاق مرض لجميع الأطراف».
في غضون ذلك، قالت وزارة «الري المصرية» إنها «تواصل تنفيذ المشروعات القومية الكبرى الهادفة لترشيد استخدام المياه وتعظيم العائد من وحدة المياه». وتلقى وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، أمس، تقريراً بالموقف التنفيذي للمشروع القومي لتأهيل الترع، والمشروع القومي للتحول من نظم الري بالغمر لنُظم الري الحديث. وبحسب التقرير فإنه «تم الانتهاء من تأهيل ترع بأطوال تصل إلى 1372 كيلومترا بمختلف محافظات مصر، وجار العمل في تنفيذ 4584 كيلومترا أخرى، وتم تدبير اعتمادات مالية لتأهيل ترع بأطوال تصل إلى 1089 كيلومترا، ليصل بذلك إجمالي أطوال الترع التي شملها المشروع 7045 كيلومترا، وهو ما يتجاوز الــ7000 كيلومتر المستهدف تأهيلها خلال المرحلة الأولى، والتي ستنتهى بحلول منتصف عام 2022 بتكلفة إجمالية تقدر بمبلغ 18 مليار جنيه».
ووفق «الري» فإن «المشروع القومي لتأهيل الترع يهدف إلى تحسين عملية إدارة وتوزيع المياه، وتوصيل المياه لنهايات الترع المتعبة، وحث المواطنين على الحفاظ على المجاري المائية وحمايتها من التلوث، بخلاف المردود الاقتصادي والاجتماعي والحضاري والبيئي الملموس في المناطق التي يتم تنفيذ المشروع فيها».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).