تركي الخضير.. حكم أعاد للصافرة السعودية هيبتها

نجح في قيادة نهائي «ولي العهد» رغم الاحتجاج على تكليفه بالمهمة

تركي الخضير مع رئيس لجنة الحكام السعودية عمر المهنا قبل النهائي (تصوير: سعد العنزي)
تركي الخضير مع رئيس لجنة الحكام السعودية عمر المهنا قبل النهائي (تصوير: سعد العنزي)
TT

تركي الخضير.. حكم أعاد للصافرة السعودية هيبتها

تركي الخضير مع رئيس لجنة الحكام السعودية عمر المهنا قبل النهائي (تصوير: سعد العنزي)
تركي الخضير مع رئيس لجنة الحكام السعودية عمر المهنا قبل النهائي (تصوير: سعد العنزي)

فتح الحكم الدولي تركي الخضير صفحة جديدة في تاريخ العلاقة بين الحكم السعودي ونهائيات مسابقة كأس ولي العهد السعودي، بعد نجاحه الباهر في قيادة مباراة الختام بين الأهلي والهلال إلى بر الأمان أول من أمس.
ونال الخضير إشادات الكثيرين بعد الذي قدمه الخضير إلى جوار زملائه في طاقم تحكيم المباراة النهائية.
ورغم الضجيج والاحتجاج الذي صاحب إعلان لجنة الحكام لطاقم التحكيم السعودي للمباراة النهائية بقيادة الدولي تركي الخضير فإن الحكم الشاب بدأ واثقا من نفسه وقدراته وقاد المواجهة بصورة مميزة باستثناء ضربة الجزاء التي احتسبها والتي جاء على إثرها طرد حارس فريق الأهلي عبد الله المعيوف وهو القرار الذي اختلف حوله محللو التحكيم بعد المباراة.
الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال الذي قدم استقالته بعد نهاية مباراة فريقه أمام الأهلي التي خسر فيها اللقب استنكر إسناد المواجهة للحكم الخضير، موضحا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «قبل ساعات من انطلاقة المواجهة: تركي الخضير حكم مميز ولكن نستغرب أن يتم تعيينه 3 مرات متتالية للأهلي في نفس البطولة، ألا يوجد إلا هو؟».
وسبق تغريدة الرئيس الهلالي المستقيل بيان لإدارة النادي تطالب فيه اتحاد كرة القدم بإسناد المواجهة لطاقم تحكيم أجنبي مميز، إلا أن لجنة الحكام بقيادة عمر المهنا أصرت على منح الحكم السعودي الثقة وإعادته لأجواء المواجهات النهائية مجددا خاصة بعدما قدم السعودي فهد المرداسي مستويات مميزة في بطولة كأس آسيا 2015 التي اختتمت فعالياتها نهاية يناير الماضي. وأسندت لجنة الحكم المباراة النهائية للدولي تركي الخضير رغم وجوده في دور نصف النهائي في مواجهة الأهلي والنصر وسط أنباء كانت تتردد بتكليف لجنة الحكام للدولي فهد المرداسي لقيادة المواجهة وهو الأمر الذي قاد عمر المهنا رئيس الجنة الحكام للتوضيح في حديث خاص نشرته «الشرق الأوسط» يوم أمس بأن قرار تعيين الخضير جاء كونه الأجهز والأنسب لهذه المواجهة، موضحا أن بعض الانتقادات التي صاحبت إعلان التعيين هدفها النقد فقط دون وجود أي مبررات واقعية.
وظهر الحكم الخضير في المواجهة بهدوء كبير وصرامة في اتخاذ القرار مبتعدا عن الإكثار من إشهار البطاقات الملونة للاعبي الفريقين، إلا أن قرار إعلانه لركلة جزاء لفريق الهلال في الدقيقة 63 مع طرد حارس الأهلي عبد الله المعيوف صاحبه جدل كبير حيث اختلف محللو التحكيم في أعقاب المواجهة النهائية لبطولة كأس ولي العهد عن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الخضير لصالح فريق الهلال وطرد معها حارس الأهلي عبد الله المعيوف، حيث أكد الحكم الدولي السابق عبد الله القحطاني لصالح قناة «روتانا» خليجية أن ضربة جزاء كانت صحيحة ومستحقة، فيما يرى محمد فوده المحلل التحكيمي لصالح برنامج «أكشن يا دوري» عدم صحتها وذلك الأمر الذي وافقه فيه الحكم الدولي السابق الإماراتي خالد الدوخي الذي أكد ذلك لقناة «العربية» ذلك. وشق تركي الخضير نجوميته في عالم التحكيم بشكل متدرج حتى بلغ مباريات دوري المحترفين السعودي منذ عدة مواسم.
وفي الموسم الحالي قاد الخضير 6 مباريات كحكم ساحة و3 مباريات كحكم رابع ليصبح إجمالي المباريات التي قادها بحسب موقع إحصائيات الدوري السعودي 9 مباريات خلال الدور الأول أشهر خلالها 27 بطاقة صفراء وبطاقة حمراء وحيدة إضافة إلى 4 ركلات جزاء.
الحكم الخضير الذي علق شارة القيادة الدولية عام 2014 لا يزال يتذكر العقوبة الانضباطية التي أوقعت في حقه موسم 2012 والتي قضت بتغريمه مبلغ 40 ألف ريال إثر تصرفه المسيء بحسب بيان لجنة الانضباط حينها تجاه لاعب الفيصلي عبد الله المطيري.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».