رئيسا الوزراء المصري والليبي يبحثان الوضع الأمني ومشاكل ضبط الحدود

أكدا أن حادث اختطاف الدبلوماسيين عابر ولن يؤثر في العلاقات بين البلدين

مصري يسير فوق كوبري قصر النيل الذي غطته ملصقات مزينة بصور المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ضمن حملة إقناعه بالترشح للانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)
مصري يسير فوق كوبري قصر النيل الذي غطته ملصقات مزينة بصور المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ضمن حملة إقناعه بالترشح للانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)
TT

رئيسا الوزراء المصري والليبي يبحثان الوضع الأمني ومشاكل ضبط الحدود

مصري يسير فوق كوبري قصر النيل الذي غطته ملصقات مزينة بصور المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ضمن حملة إقناعه بالترشح للانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)
مصري يسير فوق كوبري قصر النيل الذي غطته ملصقات مزينة بصور المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ضمن حملة إقناعه بالترشح للانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

بعد الإفراج عن الدبلوماسيين المصريين المختطفين في ليبيا يوم الاثنين الماضي، زار الدكتور على زيدان رئيس الوزراء الليبي مصر، في إشارة إلى متانة وعمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، التقى زيدان عددا من المسؤولين المصريين. وأكد الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء المصري على الروابط الراسخة بين الشعبين المصري والليبي. وقال إننا سنعمل على المزيد من دعمها، مشيرا إلى أننا مررنا بفترة ليست سهلة إلا أننا نسير بخطى ثابتة لتنفيذ خارطة الطريق، وليبيا كذلك وحكومتها مصرة على السير في طريق الحرية.
واستقبل الببلاوي بعد ظهر أمس نظيره الليبي، وعقدا جلسة مباحثات ثنائية جرى خلالها بحث أوجه التعاون المشترك المصري الليبي في مختلف المجالات.
وعقب الجلسة الثنائية عقدت جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، جرى خلالها التطرق إلى أوجه التعاون المختلفة والأوضاع السياسية والأوضاع الأمنية في ضوء اختطاف عدد من أعضاء السفارة المصرية بليبيا منذ عدة أيام والجهود المشتركة التي أدت إلى الإفراج عن أعضاء السفارة المصرية بطرابلس بعد اختطافهم من قبل متشددين ليبيين.
ورحب الببلاوي في مؤتمر صحافي مشترك أمس بنظيره الليبي علي زيدان، مؤكدا عدم تغير العلاقات الدبلوماسية نتيجة حادث اختطاف بعض الدبلوماسيين المصريين، مشيرا إلى أن ما جرى كان لحماية أرواح وأمن الدبلوماسيين المصريين ولم يكن له تأثير على العلاقات، وأن الغرض الوحيد من سحب أعضاء السفارة كان تأمين العائلات. وبمجرد استقرار الأمور ستعود العائلات والبعثة الدبلوماسية إلى ليبيا.
وقال الببلاوي عقب المباحثات الثنائية بين الجانبين إن هناك رغبة وإرادة أصيلة في التعاون بين البلدين وإنه ينبغي أن توضع هذه الرغبة والإرادة في إطار تنظيمي يبدأ بالاستقرار الأمني الذي بدأ يتحسن في مصر ويتحسن أيضا في ليبيا.
ورفض زيدان الربط بين الإفراج عن المصريين المختطفين والإعلان عن عقد مؤتمر للمستثمرين بين البلدين في القاهرة قريبا. وأشار إلى عمق العلاقات بين مصر وليبيا. وقال إنها تاريخية وأزلية، مؤكدا «إنني حضرت إلى مصر للتأكيد على أن أي أمر كما حدث منذ أيام لم يؤثر أو يغير العلاقات بين البلدين».
وذكر زيدان أنه أطلع الدكتور الببلاوي على صورة الأوضاع في ليبيا واستكمال خارطة الطريق وتحقيق التفاهم بين مختلف الطوائف وأن ليبيا تحافظ على القيم الراسخة والارتباط العربي المهم، وأنها مصرة على تخطي تحديات المرحلة لتكون النتيجة إيجابية لتحقيق الاستقرار والأمن.
وأضاف زيدان: «إننا سندعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والأصعدة حيث إن العلاقة مع مصر علاقة أساسية ولن يستطيع أحد أن يؤثر فيها».
وبالنسبة لإعادة العمالة إلى ليبيا أكد رئيس الوزراء الليبي أن الاعتماد خلال المرحلة المقبلة في ليبيا سيكون على الخبرات المصرية وهذا هو أحد أهم التوجهات الليبية في ذلك الأمر وستكون هناك زيارات من مسؤولين مصريين لليبيا قريبا.
وقال إن سوق العمل الليبية تعرف العمالة المصرية منذ أمد بعيد وهي مرغوبة في ليبيا، ولا تحتاج أي تعظيم أو دفعها للأمام، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق فقط بالتنظيم وتحسين ظروف التعاقدات وظروف العمل، مؤكدا أن الحكومة ستعمل على دفع هذا الأمر بقوة، «أما مسألة الحدود فلدينا رغبة في ضبط الحدود بقوة من أجل ضبط الأمن المصري والليبي ونتعاون مع مصر في هذا الأمر»، موضحا أن قضية التعاون أمر أساسي بين البلدين يؤسس على رؤية موضوعية تحقق مصلحة البلدين.
وعن إغلاق الحدود البرية أكد زيدان «إننا نبذل جهدا لضبطها». وقال: «إننا لا زلنا في مخاض الثورة ونحاول أن ندخل في نطاق الدولة المنظمة وسننطلق في العلاقات مع مصر لما فيه مصلحة البلدين».
وأوضح زيدان أن «لا أحد يستطيع وضع ضمانات أمنية ولكن نعمل على حماية أرواح الدبلوماسيين ونعمل على تلافي مثل هذا الأمر والسفير المصري لدى ليبيا محمد أبو بكر كان بمكتبي حتى توجه للمطار»، وأن السفير المصري له خصوصية في ليبيا، مشيرا إلى أن مسألة أبو عبيدة الليبي ليس لها علاقة بإطلاق سراح المصريين، خاصة وأن السلطات المصرية أكدت أنها لا تقبل المساومة.
وكان زيدان قد وصل إلى القاهرة في وقت سابق على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».