الشاشات اللبنانية في موسم رمضان مواكبتها خجولة

«إم تي في» تخترقه بدراما مختلطة ومحلية مميزة

«باب الحارة 11» من المسلسلات المنتظرة على قناة «نيو تي في»
«باب الحارة 11» من المسلسلات المنتظرة على قناة «نيو تي في»
TT

الشاشات اللبنانية في موسم رمضان مواكبتها خجولة

«باب الحارة 11» من المسلسلات المنتظرة على قناة «نيو تي في»
«باب الحارة 11» من المسلسلات المنتظرة على قناة «نيو تي في»

لن تحضر المنافسة هذا العام بين القنوات التلفزيونية اللبنانية في موسم رمضان كعادتها في السنوات السابقة. فثمة محطات اكتفت بتقديم ما يتوفر عندها من مسلسلات وأعمال درامية مطبقة القول المأثور «على قد بساطك مد رجليك». فالحال الاقتصادية في هذه القنوات تشهد تردياً عاماً بعد عام. الإعلانات التجارية التي تشكل مورداً أساسياً عندها شبه غائبة. وسرقت المنصات الإلكترونية منها نسب متابعة عالية.
وفي ظل أوضاع مضطربة في لبنان، كان من البديهي أن يتمهل أصحاب المحطات باتخاذ قرارات مصيرية في شهر رمضان؛ كي لا يتكبدون خسائر مادية كبيرة، من أجل تثبيت مكانتهم الجماهيرية. فقد ينقطع البث بين لحظة وأخرى، بسبب نقل مباشر لاحتجاجات شعبية تعمّ الطرقات، أو لحدث سياسي وميداني غير متوقع.
وانطلاقاً من هذا الواقع؛ جاءت شبكة برامج شهر رمضان التلفزيونية خجولة إلى حدّ ما، وحدها قناة «إم تي في» استطاعت اختراقه. فهي أخذت على عاتقها إرضاء مشاهدها مهما كلّفها الأمر. وبقيت متألقة ببرامجها الترفيهية والمسلسلات الدرامية.
وبمناسبة الشهر الفضيل، أعلنت الـ«إم تي في» عن مجموعة أعمال درامية تعرضها خلاله ومن فئة العرض الأول. وتقدم في هذا الإطار باقة مسلسلات لبنانية وعربية مختلطة وأخرى تركية.
مسلسل «راحوا» الذي كتبته كلوديا مرشيليان يعدّ من الأعمال الدرامية المنتظرة من قبل اللبناني على الشاشة. فهو يجمع باقة من الوجوه التمثيلية المعروفة، بينها كارين رزق الله، وبديع أبو شقرا، ومجدي مشموشي، وجوزيف بو نصار، ونهلا داود، وبريجيت ياغي، وأنطوانيت عقيقي، وبرناديت حديب، ورنده كعدي، وغيرهم.
يطرح المسلسل فكرة الإرهاب. وهو مستوحى من كل العمليات الإرهابية التي حصلت في العالم. «تجري أحداثه في لبنان وشخصياته من وحي خيال الكاتب ولا تمت للواقع بصلة»، حسب ما ذكرت كاتبته مرشيليان. وبذلك تكون قد حسمت التخمينات التي جرى تداولها على الساحة، بأن المسلسل يحكي عن حادثة ملهى «رينا» في إسطنبول التي راح ضحيتها عدد من اللبنانيين في عام 2017.
المسلسل هو من إخراج نديم مهنا، وغنّت شارته الفنانة نانسي عجرم، وتحمل عنوان «ما تحكم على حدا».
أمّا المسلسل الثاني الذي تدخل فيه الـ«إم تي في» الموسم الرمضاني فهو «2020» لنادين نسيب وقصي الخولي، ومن إنتاج «الصباح إخوان». ويعد من فئة المسلسلات البوليسية الدرامية الرومانسية. تدور أحداثه حول فتاة تعمل برتبة ضابط في الجيش تدعى سما (نادين نجيم) تعمل جاهدة من أجل إيجاد أي أدلة تمكنها من الإيقاع برجل عصابات يقوم بالعديد من الجرائم السريّة يدعى صافي الديب (قصي خولي). يشارك في العمل كل من الفنانين رامي عياش وماريتا الحلاني، وهو من إخراج فيليب أسمر.
دراما ثالثة تقدمها «إم تي في» بعنوان «للموت»، من بطولة ماغي بو غصن، ودانييلا رحمة، وباسم مغنية، والممثلين السوريين خالد القيش، ومحمد الأحمد. ومن كتابة نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج «ايغل فيلمز». ويدور موضوعه حول صراع البشر بين الخير والشر، ومبدأ الطمع للحصول على مغريات الحياة. كما اختارت المحطة، المسلسل التركي «الحب ورطة» لتنافس به الأعمال التركية الأخرى المعروضة على قنوات محلية في موسم رمضان.
من ناحية أخرى، تستكمل قناة «إل بي سي آي» عرض الدراما المحلية «رصيف الغرباء» للمنتج والمخرج إيلي معلوف. ويجمع ضمن قالب درامي اجتماعي تاريخيّ، نخبة من نجوم الدراما اللبنانية، وبينهم فادي إبراهيم، وكارمن لبّس، وعمّار شلق، ورهف عبد الله، وعلي منيمنة، وغيرهم. ويعود بنا إلى حقبة زمنية تمتدّ من عام 1945 إلى ستينات القرن الماضي، لنتعرّف على قصص غراميّة وإنسانيّة مؤثّرة وسط صراعات إقطاعية على النفوذ والسلطة، وصراعات طبقيّة تحكي عن غبن وظلم الفقراء من قبل أثرياء ووجهاء القرى والمدن، كما ترصد تقاليد وعادات المجتمع اللبناني في تلك الحقبة. وهو من كتابة طوني شمعون، ويحصد منذ بداية عرضه في ديسمبر (كانون الأول) الفائت نسب مشاهدة عالية.
وتقدم الـ«إل بي سي آي» خلال الشهر المبارك المسلسل السوري «سوق الحرير» في جزئه الأول الذي لم يسبق أن عرض في لبنان. في حين تقدم قنوات فضائية عربية الجزء الثاني منه في موسم رمضان الحالي. وهو من إخراج الأخوين مؤمن، وبسام الملا، ومن إنتاج الأخير الذي سبق وعرف بإنتاجه لـ«باب الحارة». ويحكي عن دمشق في الخمسينات، ويجمع بسام كوسا، وسلوم حداد في حبكة تحمل الكثير من المفاجآت.
ومن المسلسلات التركية التي تعقد الـ«إل بي سي آي» عليها نسبة مشاهدة عالية في شهر رمضان بعدما بدأت في عرضها منذ فترة «عشق ودموع» و«ابنة السفير». كما اختارت من الإنتاجات السورية كلاً من المسلسلين «بانتظار الياسمين» و«زنود الست». ويحكي الأول الذي حصل على جائزة الأكاديمية الدوليّة للفنون التلفزيونية في نيويورك «إيمي أوورد» معاناة النازحين داخل سوريا، تهجّروا من مناطق ساخنة خلال الحرب، إلى مناطق أكثر أمانا. وهو من بطولة سلاف فواخرجي، وغسان مسعود، وأيمن رضا، ومحمد حداقي، وغيرهم. المسلسل من تأليف أسامة كوكش، وإخراج سمير حسين، وإنتاج شركة ABC - عدنان حمزة. كما تعرض القناة أيضاً، المسلسل السوري «زنود الست» من تأليف رازي وردة وإخراج نذير عواد. ويدور في قالب درامي كوميدي. يناقش قضايا اجتماعية مأخوذة من واقع الحياة اليومية. وهو من بطولة وفاء موصللي، ومرح جبر، ورنا جمول، وعدد كبير من أهم نجوم الدراما السورية.
من ناحيتها، فإن محطة «الجديد» ستباشر بالتزامن مع بداية الشهر الفضيل عرض مسلسل «الباشا» في جزئه الثالث. وهو من بطولة الممثل السوري رشيد عساف. ويشهد العمل العديد من التغييرات التي شملت أساسا مؤلفه رازي وردة، واستبداله بمروان قاووق. في حين حلّ المخرج مكرم الريّس مكان زميله السابق عاطف كيوان. وتغيب عن العمل أحد وجوهه الأساسية جيهان الخماس. والمعروف أنّ العمل مأخوذ عن القصة العالمية «الإخوة كارامازوف» أشهر روايات دوستويفسكي. وينضم إليه ممثلون جدد، من بينهم مازن معضّم، ووجيه صقر، ووسام سعد، وحسين المقلد، وآن ماري سلامة.
وعن أحداث «الباشا» في جزئه الثالث، يلفت المنتج اللبناني مروان حداد إلى أنّه يتضمن حبكة لافتة تتشابك فيها الأحداث التشويقية التي ستجري في عام 1920. وأضاف «شهد تصوير المسلسل في جزئه الثالث مرحلتين، الأولى صوّرت في أحد جبال لبنان، والثانية على الساحل السوري».
وتقدم «نيو تي في» أيضاً، مسلسل «موجة غضب2». وهو من كتابة زينة عبد الرازق وإنتاج وإخراج إيلي معلوف. وقد قررت المحطة أن تخوض به غمار المنافسة في الشهر الفضيل. ويتناول قصصاً اجتماعية كالخيانة والطمع ويجمع على قائمة أبطاله كلاً من فادي إبراهيم، وعلي منيمنة، ووداد جبور، وفيصل أسطواني، وتوما موسى، وطوني مهنا، وجو صادر، وجوي الخاني، وفاديا عبود، ونيكول طعمة وغيرهم. وتدخل القناة السباق الرمضاني من خلال مسلسل «باب الحارة11». الذي يحاكي حالة من الدرامية تعكس الأوضاع التي وصل إليها المجتمع السوري عقب العدوان الفرنسي في حقبة تاريخية سابقة، وتدمير كافة المنشآت والحارات السورية، ومنها حارة الضبع الذي يهرب سكانها ويعيشون في حارة مجاورة لها.
والمسلسل الذي تنوي عرضه أيضا قناة «إم بي سي» في الموسم الرمضاني، هو من إنتاج محمد قبنض، وإخراج محمد زهير رجب. ويعود فيه عدد من الممثلين الذين سبق وشاركوا في أجزائه السابقة، وبينهم سحر فوزي وسلمى المصري. وكان منتجه قد أعلن عن نيته إكمال تصوير أجزاء أخرى من هذا المسلسل على أن يستعين في جزئه الـ12 بالممثل دريد لحام.



شكري سرحان يعود للأضواء بعد «انتقاد موهبته»

الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)
الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)
TT

شكري سرحان يعود للأضواء بعد «انتقاد موهبته»

الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)
الفنان شكري سرحان (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)

عاد الفنان المصري شكري سرحان الملقب بـ«ابن النيل» إلى الأضواء مجدداً بعد مرور 27 عاماً على رحيله، وذلك عقب «انتقاد موهبته»، والإشارة إلى أن نجوميته كانت أكبر من موهبته، وفق ما قاله الفنان الشاب عمر متولي، نجل شقيقة الفنان المصري عادل إمام، في إحدى حلقات برنامجه «السوشياليليك لوك2» عبر موقع «يوتيوب»، استضاف خلالها الفنان أحمد فتحي، الأمر الذي أثار استياء أسرة الفنان الراحل، ودعاهم للرد على متولي.

الناقد والمؤرخ الفني المصري محمد شوقي تحدث عن موهبة شكري سرحان الفنية، مؤكداً أنه «أحد أهم نجوم الشاشة العربية وفنان تميز كثيراً عن نجوم جيله، فقد قدم أدواراً مختلفة ومنتقاة، وشارك في أهم أفلام المخرجين يوسف شاهين وكمال الشيخ وصلاح أبو سيف وبركات وحسن الإمام وعز الدين ذو الفقار، وجميعهم أشادوا بموهبته».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «سرحان ابتعد عن النمطية ولم يَعْتَد السير على وتيرة واحدة، بل قدم الأعمال الدينية والوطنية والتاريخية والاجتماعية والرومانسية، وحتى الكوميدية قدمها في بدايته مع إسماعيل ياسين ونعيمة عاكف».

شكري سرحان وسعاد حسني (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)

بدأ شكري سرحان مشواره الفني في أربعينات القرن الماضي، وتجاوزت أفلامه 100 فيلم، منها أكثر من 90 فيلماً تصدر بطولتها، لكنّ مشاركته الفنية الأبرز كانت عبر بطولته فيلم «ابن النيل» في بدايته، وبعد ذلك قدم أفلاماً كثيرة من بينها «الستات ميعرفوش يكدبوا» و«أهل الهوى» و«شباب امرأة» و«رد قلبي» و«قنديل أم هاشم» و«السفيرة عزيزة» و«اللص والكلاب» و«البوسطجي» و«عودة الابن الضال» بالإضافة إلى عدد كبير من المسلسلات الإذاعية والسهرات التلفزيونية والمسرحيات.

ولفت شوقي إلى أن «شكري سرحان شارك مع أجيال نسائية عدة في مشواره الفني، وحتى مع تقدمه في العمر ظهر في أدوار محدودة لكنها مؤثرة، فقد كانت موهبته لا حدود لها، فهو النجم الوحيد الأكثر عطاءً في تاريخ السينما، والحاصل على لقب (نجم القرن العشرين) عام 1996 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي».

ونشرت أسرة الفنان الراحل بياناً عبر صفحة الإعلامي محسن سرحان، المتحدث باسم الأسرة، للرد على متولي، أكد خلاله أن «شكري سرحان كان فناناً أكاديمياً وقف في بدايته أمام عمالقة المسرح المصري، من بينهم زكى طليمات وجورج أبيض ويوسف وهبي»، مؤكداً أن «الفنان الراحل شارك في أفلام عالمية منها (قصة الحضارة) و(ابن كليوباترا)، كما حققت أعماله إيرادات لافتة».

شكري سرحان ومريم فخر الدين (حساب الإعلامي محسن سرحان على «فيسبوك»)

وكشف سرحان في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أنه «بصدد تقديم شكوى رسمية ضد متولي وفتحي في نقابة المهن التمثيلية خلال أيام»، مؤكداً «تصعيد الأمر واتخاذ إجراءات قانونية في حال عدم اعتذارهما عمّا بدر منهما والذي يقع تحت بند (الإهانة أو السب والقذف) حسب الرؤية القانونية»، وفق قوله. مؤكداً استياء نجل الفنان شكري سرحان المقيم في أستراليا مما قيل في حق والده، ومطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة نيابةً عنه.

ونوّه سرحان بأن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته القادمة سيحتفي بمئوية ميلاد الفنان الراحل من خلال إقامة ندوة يوم 30 يناير (كانون الثاني) الجاري لتناول سيرة حياة الفنان الراحل ومشواره الفني.

وأوضح سرحان أنه بدأ في كتابة «السيرة الذاتية» للفنان الراحل بالتعاون مع نجله من أجل تقديمها في عمل درامي سيتم إنتاجه قريباً، لكنهم لم يستقروا على اسم فنان بعينه لتجسيد شخصيته.

شكري سرحان قدم أدواراً متنوعة في السينما والمسرح والتلفزيون (فيسبوك)

وشارك شكري سرحان بطولة أفلامه أشهر فنانات مصر، من بينهم شادية وسعاد حسني ونادية لطفي وفاتن حمامة وماجدة وسميرة أحمد وتحية كاريوكا ولبنى عبد العزيز وشمس البارودي ونيللي ونجلاء فتحي.

وحصل سرحان على جوائز عدة واختير أفضل فنان في القرن العشرين بوصفه صاحب أعلى رصيد في قائمة «أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية» التي ضمت 16 فيلماً من بطولته من بينها «اللص والكلاب» و«شباب امرأة» و«البوسطجي» و«عودة الابن الضال».