ولي العهد السعودي يطلع الرئيسين الروسي والفرنسي على مضامين «المبادرة الخضراء»

بحث الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، ما يواجهه العالم من تحديات بيئية، وما يتبعها من آثار اقتصادية واجتماعية وصحية.
واستعرض خلال اتصالين هاتفيين أجراهما ولي العهد مع الرئيسين الروسي والفرنسي «كل على حدة، ما تضمنه إعلان مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر من مبادرات نوعية لمواجهة هذه التحديات من خلال برامج التشجير والطاقة النظيفة، باستخدام سبل حديثة ومبتكرة وتقنيات جديدة، حيث أكد الرئيسان بوتين وماكرون على أن هذه المبادرة تعتبر إحدى أكثر المبادرات العالمية طموحاً من حيث إصلاح الأراضي المتدهورة وخفض معدلات الكربون، وأبديا ترحيبهما بالمبادرات واهتمام روسيا وفرنسا، ببذل ما يمكن من جهود لدعم هذه المبادرات وتحقيق أهدافها».
وفي سياق متصل، نوه وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بزراعة السعودية 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة، التي جاءت ضمن مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، اللتين أعلن عنهما ولي العهد السعودي.
ونقل عن دومينيك راب قوله إن بلاده تثمن خطة السعودية لزراعة 10 مليارات شجرة ومكافحة التلوث، والحفاظ على الحياة البحرية كخطوة مهمة في طموحها المناخي، وأضاف الوزير البريطاني أنه «بصفتنا نترأس قمة العمل المناخي 26 فإننا سنعمل مع المملكة العربية السعودية لدعم مساعيهم لحماية الكوكب».
وكانت المملكة المتحدة قد رحبت سابقاً بالمبادرتين، وقال وزير الدولة البريطاني لـ«الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا جيمس كليفرلي في تصريح له: «إن التزام المملكة العربية السعودية الذي تم خلال هذا الأسبوع بشأن العمل المناخي عبر الإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، هو التزام إيجابي».
وأضاف كليفرلي أن المملكة المتحدة ستعمل من كثب مع القيادة السعودية لتأمين النمو الأخضر، معرباً عن تطلعه إلى تعاون في قمة العمل المناخي 26 التي ستعقد في بريطانيا.
من جهتها، أشادت الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي التي تتخذ من الخرطوم مقراً لها، بمبادرتي ولي العهد السعودي، وقال بيان الهيئة، إن المبادرتين تعبران عن المسؤولية الاستشرافية العالية لدى قيادة المملكة، حيث إن مبادرة «السعودية الخضراء» ستعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 في المائة من المساهمات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 في المائة من إنتاج الكهرباء داخل السعودية بحلول عام 2030. بالإضافة إلى مشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستقلل أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94 في المائة، وأن المبادرتين ستعززان الجهود البيئية القائمة في السعودية خلال السنوات السابقة وفق رؤية 2030، وكذلك انطلاقاً من دور المملكة الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة.
وأشارت إلى أن الهيئة ستلعب دوراً مهماً ومكملا لهاتين المبادرتين كمؤسسة عربية مشتركة، تصل خبرتها لأكثر من 42 عاما في مجال الاستثمار والتنمية الزراعية وتسهم فيها (21) بلداً عربياً، وأن المبادرتين تصبان في تحقيق أهداف الهيئة العربية الرامية إلى توفير المواد الغذائية في الدول العربية، والتخفيف من الآثار السلبية للتغير المناخي.
ولفتت الانتباه إلى أن المبادرتين تعبران بوضوح عن الدور الريادي للسعودية في التعامل مع القضايا العالمية المُلحة، والتي في مقدمتها مكافحة التغيُّر المناخي والتصحر وحماية البيئة عبر خفض الانبعاثات الكربونية وتبنيها للخُطط الزراعية لزراعة أكثر من 10 مليارات شجرة داخل المملكة، و40 مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع الدول العربية، وذلك خلال العقود القادمة، وهذا يُعد أكبر برنامج وغير مسبوق لإعادة التشجير في العالم مما سوف يكون له حجم هائل من الآثار الإيجابية على جميع القطاعات مما يمتد إلى بقية دول العالم.