رسام «لو موند» الشهير بلانتو يقرر الرحيل

ودّعت صحيفة «لو موند» الفرنسية أمس على صفحتها الأولى رسامها الشهير بلانتو، الذي عمل فيها لمدة خمسين عاماً، سجل خلالها أحداث فرنسا والعالم. ونشرت الصحيفة أمس رسم الكاريكاتير الأخير لبلانتو يبيّن الرئيس إيمانويل ماكرون حائراً وضائعاً إزاء ما يتعين عليه اتخاذه من قرارات من أجل كبح جماح «كوفيد - 19» المتحور.
لم تكتفِ الصحيفة الشهيرة بذلك؛ إذ إن بلانتو تحوّل مع مرور السنين إلى شخصية عالمية لها تأثيرها ودورها. ولذا؛ خصصت له ملحقاً لإعادة نشر بعض رسومه الشهيرة تحت عنوان «بلانتو، نظرة إلى العالم» مع اللعب على الكلام، حيث اسم الصحيفة يعني «العالم».
وكانت فاتحة الملف الخاص كلمة مطولة لرئيس التحرير جيروم فينوغليو ومقابلة على صفحتين من 4 آلاف كلمة عاد فيها بلانتو إلى المحطات الرئيسية في حياته.
ولملء الفراغ الذي سيتركه رحيله مع ريشته عن الصحيفة، قررت إدارة «لو موند» أن تستعين برسوم من إنتاج أعضاء جمعية «الرسم من أجل السلام» التي أسسها بلانتو وما زال يرأسها، وهي تضم 220 رساماً من 54 بلداً يعملون جميعهم في ميدان الإعلام. وتأسست الجمعية عام 2006 بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق كوفي أنان، وهدفها الدفاع عن حرية التعبير في العالم كله، كما حصلت على مجموعة من الجوائز العالمية.
وفي مقابلته المنشورة أمس في «لو موند» قال بلانتو عنها، إن «غرضها الجمع بين الرسامين المسيحيين والمسلمين واليهود»، مضيفاً أنه «في الوقت الذي يسعى بعضهم لتعميق الهوة التي تفصل بين الثقافات، نسعى نحن، بأقلامنا الصغيرة، بدلاً عن ذلك، إلى بناء جسور التواصل والقيام بعمل تربوي».
ولدى سؤاله عمّا سيقوم به بعد تركه «لو موند»، قال بلانتو: «الرسم عندي مثل الأكسجين. لذا؛ سأواصل الرسم، ولكن هذه المرة من غير التوتر الصباحي»، مضيفاً أن لديه عشرات المشروعات للرسم والنحت والتصوير والمعارض، إلا أنه أكد تمسكه «بالاستمرار في زيارة المدارس في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف والحقد وفقدان التسامح والعنصرية ومعاداة السامية، وليس اليوم الزمن المناسب لنترك الميدان».
... المزيد