تركيا تتمسك بالحل السياسي «على أساس وحدة سوريا»

عبور صهاريج نفط من شرق البلاد إلى شمالها وغربها

صهاريج تحمل نفطاً من شرق سوريا لدى وصولها إلى ريف منبج شمال حلب (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
صهاريج تحمل نفطاً من شرق سوريا لدى وصولها إلى ريف منبج شمال حلب (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

تركيا تتمسك بالحل السياسي «على أساس وحدة سوريا»

صهاريج تحمل نفطاً من شرق سوريا لدى وصولها إلى ريف منبج شمال حلب (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
صهاريج تحمل نفطاً من شرق سوريا لدى وصولها إلى ريف منبج شمال حلب (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

أكدت تركيا أهمية تحقيق حل دائم ومستدام يقوم على حماية أراضي سوريا ووحدتها السياسية، داعية مختلف الأطراف الفاعلة إلى منع تعميق الأزمة الإنسانية، في وقت استمر تدفق «صهاريج» النفط من مناطق سيطرة حلفاء واشنطن إلى مناطق خاضعة لسيطرة فصائل موالية لأنقرة ومناطق الحكومة السورية.
وقال مجلس الأمن القومي التركي إن أنقرة ستواصل، كما كانت في السابق، دعمها لكل مبادرة تسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأكد، في بيان صدر في ختام اجتماعه في أنقرة ليل الثلاثاء – الأربعاء برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، «أهمية تحقيق حل دائم ومستدام في سوريا يقوم على حماية وحدة أراضي البلاد ووحدتها السياسية». ودعا «الأطراف الفاعلة في سوريا للحد من الأنشطة التي من شأنها تعميق الأزمة الإنسانية».
واستعرض المجلس، خلال الاجتماع، التطورات في سوريا والتصعيد الأخير في إدلب، وشدد على الاستمرار في الخطوات التي من شأنها تخفيف المعاناة الإنسانية. كما أكد أن تركيا ستواصل مكافحتها لمختلف الأنشطة والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش»، إضافة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني (المحظور) في سوريا.
في سياق متصل، قامت القوات التركية، أمس (الأربعاء)، لليوم الثاني، بعمليات تمشيط لطريق حلب - اللاذقية في ريف محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وأجرت مدرعات تركية وجنود أعمال التمشيط في ريفي إدلب الجنوبي والغربي، كما انتشرت قوات تركية على طريق إدلب - باب الهوى بالقرب من بلدة حزانو وقامت بتمشيط المنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسيرت القوات التركية دورية عسكرية منفردة، على طريق «إم 4»، أول من أمس، ما بين قرية ترنبة التابعة لبلدة سراقب في شرق إدلب واتجهت نحو منطقة جسر الشغور بريفها الغربي، وسط استمرار مقاطعة القوات الروسية للدوريات التي من المفترض أن يتم تسييرها بشكل مشترك بموجب اتفاق موسكو لوقف إطلاق النار في إدلب الموقع بين تركيا وروسيا في 5 مارس (آذار) 2020.
ونفذت القوات التركية، الثلاثاء، قصفاً صاروخياً على مواقع في قرية مرعناز الخاضعة لسيطرة «قسد» في ريف حلب الشمالي، كما استهدفت «قسد» آلية على طريق أعزاز - عفرين بصاروخ.
إلى ذلك، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن «معبر الطبقة الواصل بين مناطق نفوذ النظام بمناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، والمغلق منذ 10 أيام أمام الحركة التجارية والمدنية سبب الخلافات الروسية - الإيرانية، يشهد حركة دخول لصهاريج النفط من مناطق (قسد) نحو مناطق النظام، حيث تدخل يومياً عشرات الصهاريج إلى مناطق النظام من المعبر رغم إغلاقه، ورغم أنه سابقاً كانت تدخل مئات الصهاريج يومياً فإنها تراجعت للعشرات منذ إغلاقه الأخير، الذي كان بتاريخ 22 الشهر الماضي، بسبب النزاع بين الجناحين الروسي والإيراني».
على صعيد متصل، تتواصل «عمليات دخول الصهاريج المحملة بالنفط من شرق الفرات أي مناطق نفوذ (قسد)، نحو مناطق سيطرة فصائل غرفة عمليات (درع الفرات)، وتصطف الصهاريج في محيط منبج بشكل يومي وتدخل إلى مناطق الفصائل في جرابلس شمال شرقي حلب»، حسب «المرصد».
وكان «المرصد» أشار إلى أن قوات النظام قامت بإغلاق معبري الطبقة والرقة بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بمحافظة الرقة، الجمعة، «على خلفية الخلاف الروسي مع الفرقة الرابعة العاملة تحت الجناح الإيراني فيما يتعلق بالإشراف على شحنات النفط القادمة من سيطرة (قسد)». وقال: «قوات النظام أغلقت معبرين يصلان مناطقها بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الرقة، حيث أغلقت قوات النظام معبراً يقع غرب الطبقة ويبعد نحو 40 كلم عن مركز مدينة الرقة، من قرية البوعاصي الواقعة تحت سيطرة (قسد) وقرية شعيب الذكر الواقعة تحت سيطرة النظام بريف الرقة الغربي، كما أغلقت قوات النظام معبر الرقة الرئيسي، الذي يقع على طريق الرقة – السلمية من جهة الريف الجنوبي لمدينة الطبقة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.