طرود فارغة تفاجئ سكان صنعاء... والهدف «تبرعات إجبارية»

TT

طرود فارغة تفاجئ سكان صنعاء... والهدف «تبرعات إجبارية»

بالتزامن مع شن الحوثيين حملات تجنيد إجبارية في عموم مدن ومناطق سيطرتها، أطلقت الجماعة الانقلابية في الأيام الماضية العنان لمشرفيها ومسلحيها ومسؤولي الأحياء الموالين لها للبطش بالسكان وملاك المتاجر والأسواق في صنعاء العاصمة وإجبارهم على دفع تبرعات مالية دعما لما تسميه «قافلة الذكرى السادسة للصمود».
وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء الموالين للجماعة بناء على تعليمات قادتهم بتوزيع طرود فارغة على المنازل في أحياء العاصمة تحض السكان على ملئها بالتبرعات لدعم الجبهات.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات التصعيد من وتيرة الابتزاز والنهب بحق المواطنين عبر فرض المزيد من الجبايات دعما لمجهودها الحربي، أفاد الأهالي بأن الميليشيات طلبت منهم التبرع بنحو دولارين على الأقل عن كل أسرة صغيرة.
وأكدت بعض الأسر أن مشرفين برفقة مسؤولي الأحياء قرعوا أبواب منازلهم اليومين الماضيين وسلموهم طرودا خاصة بالتبرعات تحوي بيانات مكتملة عن معيل كل أسرة يقطن صنعاء وأرقاما مقرونة بعناوين المنازل والحارات بصورة دقيقة، الأمر الذي يتيح للميليشيات بحسبهم معرفة من قام بالدفع ومعرفة من لم يدفع.
وبينما تحدثت المصادر عن حالة رفض وسخط كبيرين في أوساط سكان العاصمة تجاه استهدافات الجماعة المتكررة بحقهم، تحدثت أيضا عن لجوء الانقلابيين حيال ذلك إلى تهديد آلاف السكان بصنعاء غير المتفاعلين مع الحملة بحرمانهم لأشهر من الحصول على غاز الطهي المخصص لهم وبيعها في السوق السوداء وتوريد مبالغها لصالح القافلة الحوثية.
ولفتت إلى أن الجماعة فرضت بمقابل ذلك غرامات كبيرة على المواطنين الذين يقومون بتقطيع الطرود الفارغة أو إهمالها، كأحد أساليب الابتزاز التي تمارسهت الميليشيات ضد المواطنين بمناطق سيطرتها.
وبحسب موظف حكومي اكتفى بالترميز لاسمه بـ(أمين.ح) وصف سلوك الجماعة بالطريقة الفجة، وقال لـ«الشرق الأوسط»» عقب توعد الجماعة لغير المتفاعلين مع القافلة بالحرمان من غاز الطهي، اضطررت رغم حالتي المادية الصعبة نتيجة استمرار نهب الميليشيات للمرتبات إلى وضع ما بحوزتي داخل الطرد وهو مبلغ 500 ريال (حوالي دولار) لكن عاقل الحارة رفض تسلمها، معللا ذلك بأن التوجيهات الحوثية تشترط دفع مبلغ ألف ريال عن كل مواطن ذي دخل محدود، بينما تدفع الأسر المتوسطة الحال مبلغا لا يقل عن 5 آلاف ريال.
على الصعيد ذاته، تحدت المصادر أن حملات الاستهداف الحوثية بحق السكان بصنعاء تزامنت مع حملات نهب وابتزاز أخرى مماثلة شملت المحال والأسواق التجارية وباعة الأرصفة في صنعاء.
وتحدث تجار بالعاصمة لـ«الشرق الأوسط»، عن مواصلة مسلحي الجماعة منذ يومين مهاجمة متاجرهم وابتزازهم وإجبارهم على دفع مبالغ مالية في إطار حملة الإتاوات الحوثية الجديدة.
وبحسب التجار، فإن الجماعة فرضت وبشكل إجباري مبلغ 200 ألف ريال على المحال التجارية الكبيرة، ونحو 100 ألف على المتوسطة، و50 ألف على المحال الصغيرة والأصغر (الدولار حوالي 600 ريال).
ومنذ مطلع العام الحالي، كثفت الجماعة، وكيل طهران في اليمن، من شن حملات الاستهداف والابتزاز بحق المواطنين في المدن والمحافظات تحت سيطرتها.
وكان آخر تلك الحملات شن الانقلابيين مؤخرا حملة جباية واسعة طالت أسر المغتربين بعدة مديريات بمحافظة إب الخاضعة تحت سيطرة الجماعة.
وكشفت مصادر محلية في المحافظة عن تحصيل الجماعة عبر حملتها التي طالت مديريات النادرة وبعدان والشعر، وغيرها، مبالغ مالية كبيرة. وأشارت المصادر إلى وجود أسر أجبرت تحت قوة السلاح والتهديد بمصادرة الأملاك والسجن على دفع مبالغ مالية تقدر بين ألفين وخمسة آلاف دولار.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).