الأردن... حل المجالس البلدية والانتخابات الصيف المقبل

TT

الأردن... حل المجالس البلدية والانتخابات الصيف المقبل

قررت الحكومة الأردنية، أمس، حل المجالس البلدية والمجالس المحلية ومجلس العاصمة عمان، على أن تدير أعمالها لجان مؤقتة تسميها الحكومة.
ولم تحدد الحكومة الأردنية موعداً لإجراء الانتخابات، إلا أن مصادر قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه من المتوقع إجراء الانتخابات في الفترة ما بين أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول) المقبلين.
ويعكس القرار الحكومي نية السلطات الأردنية الالتزام بمواعيد الانتخابات، رغم الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد من ارتفاع في أرقام الوفيات والإصابات بفيروس كورونا، إذ سبق أن أعلن الملك عبد الله الثاني إجراء انتخابات البرلمان في موعدها التزاماً بالمواعيد الدستورية، والتي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن قانون الإدارة المحلية المعدل سترسله الحكومة إلى مجلس النواب، الأسبوع المقبل، وسط تعهدات من رئيس المجلس بفتح حوار على القانون مع مختلف القوى الحزبية والنقابية والمجتمعية، ليكون فاتحة المعالجات للقوانين الناظمة للحياة السياسية.
وألمحت المصادر إلى أن مشروع القانون المعدل سيتضمن تقليص عدد أعضاء المجالس، عبر إلغاء مقاعد أعضاء «اللامركزية»، وتوسيع صلاحيات الحكام الإداريين المعينين من الحكومة، واشتراط الشهادة الجامعية الأولى للترشيح، وهو تعديل سبق للحكومة أن قدّمته في الانتخابات الماضية ووافق عليه مجلس النواب، الغرفة الأولى للبرلمان، إلا أن مجلس الأعيان، الشق الثاني للبرلمان، رفضه، معتبراً أنه يشكل مخالفة دستورية، في جلسة شهيرة قاد فيها رئيس مجلس الأعيان في وقتها، عبد الرؤوف الروابدة، مناظرة دستورية مع رئيس الوزراء آنذاك، عبد الله النسور، وأفضت إلى رفض التعديل الحكومي بعد تصويت في جلسة مشتركة لغرفتي البرلمان.
وتجري انتخابات البلدية المقبلة، وسط انتشار واسع لوباء كورونا، وأجواء حظر جزئي وقرارات أعلنتها الحكومة الأردنية بإغلاق قطاعات اقتصادية واسعة، واستمرار الحظر الشامل أيام الجمع، وإغلاق المساجد والكنائس. وتتعالى أصوات تطالب بالعودة عن القرارات؛ حيث أبرق «70» عالماً أردنياً برسالة للملك عبد الله الثاني، يطالبون بإعادة فتح المساجد مع اقتراب حلول شهر رمضان.
وتفرض أزمة انتشار الوباء إجراءات مشددة مع موجتها الثانية التي شهدت ارتفاعاً حاداً في الإصابات والوفيات، وسط مخاوف شعبية من تكرار التجاوزات التي شهدتها الانتخابات النيابية وما رافقها من مظاهر احتفالات واسعة، ومخالفة قرار الدفاع بتنفيذ الحظر الشامل في البلاد وقتها، لتنتهي بالإطاحة بوزير الداخلية الجنرال توفيق الحلالمة.
وكانت الهيئة المستقلة للانتخابات، وهي الجهة المخولة دستورياً بإجراء الانتخابات النيابية والبلدية، قد أعدت برتوكولاً إجرائياً للانتخابات النيابية منعت من خلاله التجمعات داخل مراكز الاقتراع والفرز، عبر فتح أكثر من 8000 صندوق اقتراع، موزعة على نحو 4 آلاف مركز في المملكة، والتشديد على عمليات التعقيم للمرشحين وتخصيص قلم وقفازات لكل منهم.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.