وزير الزراعة اللبناني يطالب بإحالة ملف «السلع المدعومة» إلى القضاء

TT

وزير الزراعة اللبناني يطالب بإحالة ملف «السلع المدعومة» إلى القضاء

طالب وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى، وزير الاقتصاد، راؤول نعمة، بـ«إحالة كامل ملف السلع المدعومة إلى النيابة العامة المالية حتى يتحمل كل من أخطأ مسؤوليته وتتم محاسبته»، وسط اتهامات لإدارات حكومية بالفساد والمحاصصة في ملف دعم السلع الغذائية التي استنزفت أكثر من 5 مليارات دولار من احتياطي مصرف لبنان من العملة الصعبة.
وقال مرتضى إنه «أمام واقع الضجيج وغياب الشكاوى الفعلية والمثبتة، نطلق هذا النداء بتحويل كامل ملف الدعم إلى النيابة العامة المالية، بعد تعهد جميع كلّ الفئات المستوردة بالقيام بالتدقيق إن لزم الأمر على نفقتها الخاصة، حتى يتحمل كل مرتكب مسؤوليته أمام القانون».
وأكد مرتضى أن «وزارة الزراعة ليس لديها صلاحيات مراقبة الأسعار ومكافحة الاحتكار، ولكن وقفنا إلى جانب وزارة الاقتصاد التي لا يوجد لديها سوى عدد ضئيل من المراقبين».
وجال مراقبون من مديرية حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، بمؤازرة دورية من مديرية أمن الدولة في الشمال والجنوب، على السوبر ماركت والمحال التجارية التي تبيع المواد الغذائية، للتأكد من توزيعها للمواد الغذائية المدعومة وخصوصا الزيت، وللتثبت من عدم احتكارها لهذه المواد، وللتحقق من أسعار البضائع وعدم تخزين المدعومة منها. وتم تسطير محضر ضبط في حق سوبرماركت في الجنوب، لوجود مواد مدعومة في المستودع لم يعرضها للبيع.
وتدفع قوى سياسية باتجاه ترشيد الدعم بعد ظهور عثرات واستغلال وتهريب للسلع المدعومة. وبحث وفد من «اللقاء الديمقراطي» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مشروع ورقة التوافقات حول إعادة توجيه الدعم نحو مستحقيه، والذي يستضيفه المجلس ويسعى إلى تحقيقه بين كل من الوزارات المعنية والأحزاب السياسية والكتل البرلمانية المختلفة والخبراء الاقتصاديين والمنظمات الدولية المعنية.
وذكر النائب هادي أبو الحسن بالجهود التي تعاون في إطارها المجلس والحزب «الاشتراكي» عام 2018 لاقتراح إجراءات لمعالجة العجز في الموازنة يومها، بالإضافة إلى إجراءات اقتصادية كانت لو طبقت لتمنع البلاد من الوصول إلى ما وصلت إليه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.