تحركات إثيوبية لمقاضاة الحوثيين أمام «الجنائية الدولية»

TT

تحركات إثيوبية لمقاضاة الحوثيين أمام «الجنائية الدولية»

في الوقت الذي تواصل فيه الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية ويمنية ضغوطها على الجماعة الحوثية للكشف عمّا تبقى من معلومات حول مصير جريمة حرق المئات من المهاجرين الأفارقة بصنعاء، والمطالبة بإجراء تحقيق دولي في تلك المحرقة، كشف ناشطون إثيوبيون عن توجهات لتعيين محامين دوليين لرفع دعوى قضائية أمام «المحكمة الجنائية الدولية» ضد قادة الجماعة بصفتهم مسؤولين عن الجريمة.
وأفاد مسؤولون في الجالية الإثيوبية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن «الجريمة التي ارتكبتها الجماعة الحوثية في 7 مارس (آذار) الحالي بحق المئات من المهاجرين لن تسقط بالتقادم، ويد العدالة ستطال المجرمين لا محالة، وسيدفعون جميعهم ثمن جريمتهم».
وأشار مسؤولو الجالية؛ الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إلى أن اعتصام العشرات من المهاجرين أمام مكتب مفوضية شؤون اللاجئين بصنعاء لا يزال مستمراً منذ أسبوعين. وقالوا إن ذلك يأتي بالتزامن مع مواصلة الحوثيين محاصرة المعتصمين وتضييق الخناق عليهم وتهديدهم بأن «مصيرهم سيكون مصير من سبقوهم نفسه في حال استمرار اعتصامهم».
وبينما تواصل الجماعة؛ حليف طهران في اليمن، قمع أي مظاهرة ينظمها اللاجئون بصنعاء للمطالبة بتحقيق شفاف في جريمة حرق مخيمهم؛ تحدث مسؤول آخر في الجالية الإثيوبية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام مسلحي الجماعة الخميس الماضي بـ«الاعتداء بالضرب على بعض اللاجئين واختطاف آخرين ممن شاركوا في المظاهرة، التي نظمت للتنديد بجرائم واعتداءات الميليشيات المتكررة».
وكان العشرات من المهاجرين الإثيوبيين نظموا مظاهرة جديدة طافت شوارع عدة في صنعاء رفضاً لما سمّوها «الرواية الحوثية الزائفة للجريمة» وتأكيداً على مطالبهم السابقة بالكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم.
وجدد المشاركون في المظاهرة مطالبتهم الميليشيات بعدم التملص والكشف عن أسماء ومعلومات من قضوا نحبهم نتيجة الجريمة والإفصاح عن أماكن دفن البعض منهم ومصير الجرحى وأماكن وجودهم.
واتهم اللاجئون الجماعة بمواصلة التغطية على الجريمة من خلال صرف مبلغ 150 دولاراً قبل فترة في دفعة أولى وعدّته تعويضاً لأسر الضحايا. كما اتهموها بـ«مواصلة تزييف الحقائق وإخفاء معالم الجريمة عن العالم». ونددوا في هتافات وشعارات بـ«الصمت الدولي إزاء الجريمة». وطالبوا بـ«تحقيق شامل حول المحرقة التي راح ضحيتها العشرات» من رفقائهم في مركز الاحتجاز المزدحم بمصلحة الهجرة الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وفي وقت سابق لجأت الميليشيات عقب الإدانات الواسعة وضغوط المجتمع الدولي والمنظمات لإرسال لجنة تحقيق دولي محايدة، إلى الاعتراف جزئياً بمسؤوليتها عن الجريمة، وقدمت رواية مزيفة تخفي العدد الفعلي للضحايا، زاعمة أن القتلى 43 مهاجراً فقط، كما زورت بياناً باسم الجاليات الأفريقية يؤيد روايتها.
وبحسب تقارير محلية عدة، سارعت الجماعة عقب الجريمة إلى تشكيل لجنة من جاليات عدة في صنعاء تعمل تحت إشرافها بغية تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي، وكذا التغطية على الحادثة، والحديث باسم الضحايا، ومسح آثار الجريمة والتقليل من شأنها.
وكانت إذاعة «مستقبل أوروميا» الإثيوبية، قالت في وقت سابق إن الحوثيين اتبعوا «أسلوب الترهيب والترغيب للضغط على مسؤولي الجالية للتستر على الجريمة المروعة، التي راح ضحيتها نحو 513 شخصاً في حريق سجن الجوازات بالعاصمة صنعاء».
وكشفت الإذاعة الإثيوبية نقلاً عن مصادر مطلعة أن القيادات الحوثية اجتمعت مع مسؤولي الجالية في أحد فنادق صنعاء، وأبلغتهم بأن ما حدث يتحمل مسؤوليته عناصر وصفتها الميليشيات بـ«المندسة»، مبدية استعدادها لدفع مزيد من التعويضات لأسر الضحايا وتوطينهم في اليمن حال موافقتها.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
TT

بغداد لتكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي عدوان محتمل» على العراق

عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)
عناصر من الأمن العراقي في شوارع بغداد (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اليوم الاثنين، إن هناك خطة لتوسيع الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان لتشمل دولاً أخرى.

وفي كلمة، خلال افتتاح مؤتمر سفراء العراق الثامن حول العالم في بغداد، أكد الوزير أنه يجب تكثيف العمل الدبلوماسي لوقف «أي تهديد أو عدوان محتمل» على العراق.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال، الأسبوع الماضي، إنه بعث رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي حثَّ فيها على اتخاذ إجراء فوري للتصدي لأنشطة الجماعات المسلَّحة المُوالية لإيران في العراق، قائلاً إن الحكومة العراقية مسؤولة عن أي أعمال تحدث داخل أراضيها أو انطلاقاً منها.

كما ذكرت تقارير إعلامية أميركية، في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت الحكومة العراقية من أنها إذا لم تمنع وقوع هجوم إيراني من أراضيها على إسرائيل، فقد تواجه هجوماً إسرائيلياً.

وشنت إسرائيل هجوماً على منشآت وبنى تحتية عسكرية إيرانية، الشهر الماضي؛ رداً على هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، وذلك بعد أن قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع إيران، حسن نصر الله، في سبتمبر (أيلول) الماضي.