برنامج ياباني لتقليص الاعتماد على الصين في المعادن النادرة

تكثف اليابان تحركاتها في إطار التحول إلى البيئة الخضراء وتنفيذ خطط خفض الانبعاثات (أ.ب)
تكثف اليابان تحركاتها في إطار التحول إلى البيئة الخضراء وتنفيذ خطط خفض الانبعاثات (أ.ب)
TT

برنامج ياباني لتقليص الاعتماد على الصين في المعادن النادرة

تكثف اليابان تحركاتها في إطار التحول إلى البيئة الخضراء وتنفيذ خطط خفض الانبعاثات (أ.ب)
تكثف اليابان تحركاتها في إطار التحول إلى البيئة الخضراء وتنفيذ خطط خفض الانبعاثات (أ.ب)

تعتزم وزارة الصناعة اليابانية إنشاء موقع في اليابان لإعادة تدوير المعادن النادرة التي من المقرر أن يزداد الطلب عليها لاستخدامها في صناعة السيارات الكهربائية.
ونقلت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية عن مصادر بالوزارة قولها، الاثنين، إن الخطة تهدف أيضاً إلى تقليل اعتماد البلاد الكبير على الدول الأجنبية لشراء المعادن النادرة، موضحة أن الصين تمثل أكثر من 60 في المائة من واردات اليابان من المعادن الأرضية النادرة.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا التطور يأتي في الوقت الذي يمكن أن يزداد فيه السباق العالمي لشراء المواد المستخدمة في المرافق لتوليد الكهرباء المتجددة والبطاريات وسط تحركات للتخلص من الكربون.
وقالت المصادر إن تكنولوجيا إعادة تدوير المعادن النادرة لا تزال في مرحلة الاختبار في اليابان، وتخطط وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة لدعم تكاليف البحث وتنفيذ تدابير دعم أخرى لوضع التكنولوجيا موضع الاستخدام العملي، لافتة إلى أن الوزارة تسعى أيضاً لتصدير المعادن المعاد تدويرها. وتستخدم المعادن النادرة، مثل الكوبالت والليثيوم، في صناعة بطاريات السيارات.
وبشكل منفصل تخطط وزارة الصناعة اليابانية لتكثيف إعادة تدوير النحاس المستخدم في الأسلاك الكهربائية؛ إذ تُبذل جهود متزايدة للاعتماد على الكهرباء في مختلف جوانب المجتمع وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفقاً للمصادر. وأوضحت المصادر أن الوزارة تأمل في تأمين إمدادات مستقرة من النحاس لاستخدامه في المحركات والأسلاك الكهربائية والمحولات لتوليد طاقة الرياح البحرية.
من جهة أخرى، تدرس اليابان رفع دعم الدولة عن بناء مولدات الطاقة التي تعمل بالفحم خارج البلاد، وذلك تماشياً مع الجهود الدولية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وقالت مصادر مطلعة إن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، قد يعلن عن هذه الخطوة في وقت مبكر خلال قمة افتراضية مرتقبة من 22 إلى 23 أبريل (نيسان) المقبل حول تغير المناخ يستضيفها الرئيس الأميركي جو بايدن.
ويمكن للفحم أن يكون مصدراً جذاباً لتوليد الطاقة في الدول النامية بسبب تكلفته المنخفضة، ولكنه ينتج ثاني أكسيد الكربون أكثر من الغاز الطبيعي أو مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وتعرضت اليابان لانتقادات لاستمرارها في تقديم دعم الدولة لتصدير محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في شكل قروض من «بنك اليابان للتعاون الدولي»، وفي يوليو (تموز) الماضي، شددت اليابان معاييرها لدعم مثل هذه المشاريع، ولم تسمح بها إلا في البلدان التي تبذل جهوداً لتقليل انبعاثات الكربون، وتلك التي ليس لديها خيار سوى اللجوء إلى الفحم لأسباب اقتصادية.
ومن المقرر أن يمثل رفع دعم الدولة تماماً خطوة إلى الأمام، وتأتي في الوقت الذي يبني فيه تركيز إدارة بايدن على معالجة تغير المناخ، زخماً دولياً لخفض انبعاثات الكربون والتحول نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وقال سوغا إن التحول إلى البيئة الخضراء سيكون محركاً رئيسياً لنمو الاقتصاد الياباني، وتحقيقاً لهدف اليابان بجعلها محايدة للكربون بحلول عام 2050. وتعهد رئيس الوزراء الياباني بالكشف عن هدف جديد «طموح» لخفض انبعاثات الكربون حتى عام 2030، قبل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ المقرر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.



السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.