يهود أميركا يحذرون نتنياهو من ضم «كهانا» لحكومته

بتسلئيل سموترتش زعيم قائمة «الصهيونية الدينية» يتحدث إلى «القناة 12» عشية الانتخابات الإسرائيلية (إ.ب.أ)
بتسلئيل سموترتش زعيم قائمة «الصهيونية الدينية» يتحدث إلى «القناة 12» عشية الانتخابات الإسرائيلية (إ.ب.أ)
TT

يهود أميركا يحذرون نتنياهو من ضم «كهانا» لحكومته

بتسلئيل سموترتش زعيم قائمة «الصهيونية الدينية» يتحدث إلى «القناة 12» عشية الانتخابات الإسرائيلية (إ.ب.أ)
بتسلئيل سموترتش زعيم قائمة «الصهيونية الدينية» يتحدث إلى «القناة 12» عشية الانتخابات الإسرائيلية (إ.ب.أ)

وجه عدد من النواب اليهود في الكونغرس الأميركي وقيادة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وتنظيمات يهودية مختلفة، رسالة تحذير إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعرب فيها عن القلق من نيته تشكيل حكومة تضم عناصر يمينية متطرفة، تتخذ العنصرية نهجاً مركزياً في عملها وخطابها السياسي.
وقال مصدر مقرب من هذه التنظيمات، إن التحذيرات لم تأت من «إيباك»، منظمة اللوبي الإسرائيلي الرسمي بشكل مباشر، ولكنها جاءت من عناصر فاعلة في الساحة السياسية وبينهم مجموعة قادة في «إيباك» أيضاً، رأوا أن التحالف الذي سعى نتنياهو بشكل شخصي لتجميعه في قائمة «الصهيونية الدينية» بزعامة بتسلئيل سموترتش، ويضم حزب «عوتصما ليسرائيل» (جبروت إسرائيل)، وهو الحزب المتحدر من حزب «كهانا» الإرهابي المحظور، وسعى لنجاحه في الانتخابات، علامة خطيرة في التاريخ الإسرائيلي. فهذا الحزب يدعو جهاراً لتفريغ إسرائيل من العرب ومن سائر الفلسطينيين. ويهدد المواقع الدينية للمسلمين والمسيحيين الفلسطينيين، وينفذ اعتداءات إرهابية على فلسطينيين. وأضاف المصدر: «وجوده في الحكومة الإسرائيلية يخلق مشكلة كبيرة لليهود الأميركيين الذين يناصرون إسرائيل، ويقدمون لها الدعم في الولايات المتحدة».
وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي من ولاية تنسي، ستيف كوهن، إنه قلق بشكل خاص من وجود حزب عنصري في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، وتأثير ذلك على الحياة السياسية في إسرائيل. وأضاف: «نحن في عصر نحتاج فيه إلى صوت العقل والاعتدال وليس إلى صوت التطرف والعنصرية. نحن بحاجة إلى أمثال إسحق رابين، الجنرال الذي أنجز السلام، وليس مئير كهانا، المدني الذي يلغي الطرف الآخر». وقالت السيناتور جين شكوافسكي، «لا يجوز أن تنضم للائتلاف الحكومي أي عناصر إرهاب وعنصرية».
من جهته، قال الحاخام ريك جايكوبس، رئيس اتحاد اليهود الإصلاحيين، إن حزب «كهانا» الجديد يهدد سلطة القضاء في إسرائيل، ويهدد أركان الديمقراطية في إسرائيل، مضيفاً: «أنا أومن بالتعددية الفكرية وأرى فيها أمراً حيوياً، ولكن في هذه الحالة نحن نتحدث عن حزب يدعو لهدم الديمقراطية، ودخوله إلى الحكومة يشكل طعنة في صدر اليهود الأميركيين. وضمه إلى الائتلاف الحكومي، يشكل وضعاً محرجاً ليهود الولايات المتحدة. فنحن لسنا متفرجين على إسرائيل، ومن واجبنا أن نحذر من تحويلها إلى ديكتاتورية عنصرية».
وأصدرت منظمة «تروعا» (صوت رجال الدين اليهود أنصار حقوق الإنسان)، بياناً قالت فيه إنها «تشعر بخيبة أمل، فد كانت تعتقد أن الجهاز الديمقراطي الإسرائيلي، محصن بما يكفي لمنع (قائمة الصهيونية الدينية) من خوض الانتخابات، فهو تجمع غير ديمقراطي ويهدد أركان الديمقراطية ويمس بالقيم الإنسانية. وأن المنظمة عندما ترى أن هناك سياسيين معنيين بضمها إلى الحكومة تعده أمراً خطيراً حقاً». ولمح البيان إلى احتمال اتخاذ إجراءات عقابية مالية على الأحزاب التي تدعم دخول هؤلاء المتطرفين إلى الحكومة، بقوله: «كنا منعنا في الماضي تسريب أموال إلى التنظيمات الكهانية، وتوجهنا حتى إلى مصلحة الضرائب وأبلغناها عن التبرعات التي تعطيها بعض الشركات والمؤسسات لهذه القوى، وتسببنا في وقف الدعم لها».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».